السياق الإبادي الصهيوني والحاجة العاجلة جدا للردع الحقيقي….!
نواف الزرو*
كما هو وارد موثق في عدد لا حصر له من الكتب و الدراسات و الوثائق و الشهادات الحية، فقد أقدمت التنظيمات الإرهابية الصهيونية من أجل تحقيق هدف الاستيلاء على أرض فلسطين و اقتلاع وترحيل أهلها عنها، على ارتكاب سلسلة متصلة مفتوحة من المجازر الجماعية البشعة شملت النساء و الأطفال و الشيوخ و الرجال، و ذلك عبر ذبح أكبر عدد من الفلسطينيين الصامدين، و إرهاب و ترويع الآخرين و إجبارهم على الرحيل و الهروب أو اللجوء بغية تفريغ الأرض، فكانت أخطر و أكبر المذابح التي نفذتها تلك التنظيمات خلال حرب 1948، والتي ما تزال تفاعلاتها وتداعياتها الإنسانية مستمرة حتى يومنا هذا.
و لكن- ليس فقط لم يتوقف نهج المذابح و المجازر التي ارتقت الى مستوى “المحارق-الإبادة الجماعية” على مدار العقود و السنوات الماضية التي اعقبت النكبة، بل باتت هذه السياسة العمود الفقري للاستراتيجية الاسرائيلية ضد الشعب العربي الفلسطيني، الذي اصبح يواجه في كل يوم المزيد و المزيد من النكبات و المحارق التي لا حصر لها….!
و ما المحرقة الأشد إجرامية التي تقترف في غزة منذ السابع من اكتوبر الماضي ضد الكل الفلسطيني من نساء واطفال على وجه التحديد سوى محطة أخرى في السياق الارهابي الاجرامي الإبادي الصهيوني الذي أخذ يتمادى على نحو تجاوز كافة الخطوط الحمراء و كافة المواثيق و المعايير و القيم الأممية…!
تحتاج فلسطين الى من يرفع البطاقة الحمراء في وجه الإجرام الصهيوني على نحو حقيقي و جدي و صارم اكثر مما نتابع في منابر الأمم المتحدة و العدل و الجنايات الدوليتين…!