أقلام الوطن

الأسر والقصف وسيلة الإيضاح للحرب

بين العدوان الطبقي والنضال الوطني القومي مسافة لا يمكن تجاوزها

د.عادل سمارة
د.عادل سمارة

د. عادل سماره

قيادة الكيان في تمطيط العدوان هي تدافع عن نفسها طبقيا وفردياً، عن مواقعها، ولذا لا الأسير ولا القتيل يهمها  مما يؤكد أكذوبتين:
الأولى: زعم الكيان أن الدولة دولة الجميع، بل هي دولة الطبقة وخاصة النخبة الإشكنازية وما الدين سوى طربوشاً للمواقع والمصالح الطبقية وهذا يشمل ليس فقط شخص نتنياهو وسموتريتش وبن غفير بل ايضا قادة الجيش ومجلس الحرب  بمن فيه جانس وأيزنجوت. طبعا لك أن تسأل وهل الدين ليس طربوشا لدى قادة  57 دولة عربية وإسلامية خاصة وأن رمضان مرَّ بلا احترام؟ قد يقول البعض فلان مختلف أو كان تصريحه الأعلى في 11-نوفمبر 2023. نعم صحيح لكنه جلس في بيت آل سعود حيث بن سلمان يعتبر فلسطين وطنا للكيان،  وجلس مع حاكم الإمارات الذي يحتل جنوب اليمن ويذبح السودان ويرشي جنوب إفريقيا كي تُسقط الدعوى ضد الكيان!  وأكثر.

والثانية: أن الجندي لدى الأنظمة الراسمالية الإمبريالية عموماً هولا قيمة له لدى الطبقة الحاكمة فهو يُرسل للغزو والاستغلال والنهب والتقشيط والزعم بالحفاظ عليه مجرد أكاذيب إيديولوجية. وهذا يؤكد أن قانون هنيبعل هو قانون معولم حتى لو أنكره كثيرون، تماماً مثل أمير مكيافلي  وخاصة في “الغاية تبرر الوسيلة” مهما إتهمه السياسيون بالانتهازية فإنهم يتبنون/يطبقون نظريته.
لذا تواصل القيادة الصهيونية  الهروب من مواجهة الفدائيين إلى قتل المدنيين مضحيَّة بجنودها وهذا يشمل:
قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين الفلسطينيين يوميا لإثارة إضطراب داخلي فلسطيني.
التجويع للأطفال لتخريب بنيتهم الجسدية لتحويل الجيل القادم إلى معاقين جسديا أو على الأقل لا يصلحون للقتال حتى لو رغبوا.
تجويع النساء والرجال لكسرهم معنويا و/أو موتهم.
عدم توفير الماء والدواء ليُصاب المجتمع عموما بأكبر أمراض ممكنة.

وكل هذ لدفع الناس ولو لرحيل جزئي لأن مجرد وجود الفلسطيني هو نفي للكيان.

لذا، لا يزال هناك إجماع صهيوني على المذبحة بقيادة أمريكا التي تزعم تلطيف المذبحة وفي نفس الوقت تذهب إلى وقفها ما أمكن على ضوء اقتراب ساعة الانتخابات الأمريكية ولحساسية اللحظة يمكننا توقع ضغط أمريكي بل قرار أمريكي حقيقي للهدنة لا سيما وأن امريكا لا تقف دون حروب والكيان سيقوم بذلك بعد اية هدنة..

في الجانب الفلسطيني، الفدائي متطوع وليس جندياً ولذا هو اقدر على الصمود والتضحية فهو يناضل وطنيا وقوميا دينيا وقيادته الميدانية لا تختلف عنه بل هي التي وضعت خطط التدريب والقتال والصمود والتكيُّف مع التطورات والمتغيرات وهي في الخندق مثله، هكذا يكون الوضع في فترات التحرر الوطني، أما ما بعدها، فيمكن لنا أن نعود لقراءة فرانز فانون المؤسس الحقيقي لما بعد الاستعمار .

لذا يستمر العدوان ويستمر الصد والرد.

لا يبدو أن أسْر عدد جديد من جنود الكيان، ولا يأس الجنود في الميدان من القدرة على تحقيق هدف العدوان،  ولا قرار المحكمة الدولية ولا عزلة الكيان ولا الانتخابات الأمريكية سوف توقف العدوان. وحتى لو تم التوصل إلى هدنة أو سلسلة هدنات، فإنه ليس أمام الكيان سوى مواصلة العدوان ويواصل الشعب التصدي.

الجانب الطبقي العربي والإسلامي:

ربما أن أنظمة أل 57 هي التي تتلهف لوقف الحرب ليس حرصا على الفدائيين، فهي تتوق لقتلهم ولكن الصمود يحرق أعصاب هؤلاء الحكام لأنه يكشف خيانتهم لأممهم  ويزيد منسوب احتمال الانفجار الشعبي ضدهم، وهذه مشكلة مثقفي هذه الأنظمة أي المثقفين المنشبكين.

هذا الفيديو حديث الملك الأردني الذي يتأسى على الأسرى الصهانية لدى الفدائيين، ولا يذكر أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من شعبنا.

 

نعتقد بأن وصول الحرب إلى هذا الحد يقتضي تعرية هذه الأنظمة وليس تورط مثقفين ومحللين لمديح هذا النظام أو ذاك، فما يجري في غزة وكذلك في الضفة الغربية وخاصة جنين وطولكرم هو نفس مستوى المذبحة مضافاً لها الفاشيست المستوطنين.

وهذا يضع هذه الأنظنة في مأزق متجدد بمعنى أن مواصلة العدوان ضد الضفة الغربية هي مؤكدة حتى بعد هدنة غزة.

وستواصل الثورة المضادة العدوان ضد لبنان ولو جزئيا وتواصل الإمبريالية خاصة العدوان ضد اليمن.

إن علينا جميعا أن نتأكد ونؤكد ونؤصل في الوعي الجمعي  أن المفاجأة الأخطر ضد الثورة المضادة في هذه الحرب هو دور اليمن اي وجود دولة عربية تقاتل عروبياً! لأن وجود هذه الدولة هو الذي يعيد تأسيس الصراع على قاعدة كونه صراعا عربيا صهيونيا إمبريالياً.

لقد فتح 7 تشرين أكتوبر باب الصراع على مصراعية ولن يتوقف حتى تحقيق حق الشعب الفلسطيني في وطنه وهذا يشتمل على كنس أنظمة التبعية العربية، وليس التحرير والعودة فقط.

مختصر القول، فإن معركة الأسر  في هذا اليوم وقصف عمق الكيان تؤكد الفارق بين الفدائي وبين الجندي الذي ترسله قيادته للذبح بينما تُدبِّج اشعار مديحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *