قصائد و أشعار

أيــارُ..إرْجِـعْ لا أُريـدْ…!؟؟

رشيد الجشي

 

من دفتري العتيق

 

أيارُ..!!

ها قد عُدْتَ..مُبْتَسِمَاً..

لِكي تَرمي على الرَبْواتِ 

حُلَتَها من الأزهارِ

لم تنْسَ..ولا أخْلفْتَ

يا أيارُ

عاماً بعد عامْ…!؟؟

ورجَعْتَ..يا أيارُ

كي تُهْدي..إِلَى العُشاقِ..دِفْئاً

يُطْلِقُ الأشجانَ..والأهاتِ..

يَحمِلُها نسيمُ الليلِ فِي خَفَرٍ.

لكي يَحلو الكلامْ

لكن أنا أيارُ..لستُ مُرَحِباً

أَنْ عُدتَ..يا أيارُ

فانْشَرَحَ الأنامْ

أنا مُقْطِبٌ بِرِمٌ حَنوقٌ..عاتِبٌ

لن ألتقي أيارَ..أهدانِي الْخِيامْ

لن ألتقي أيارَ..حابى غاصِباً

نادى أنا الساميُ

فِي أبناءِ سامْ

أيارُ..فارجِعْ..

لا تُدانِ مُكْلَماً

يشكو النَزيفَ

وقلبُهُ يشكو الضِرامْ

أيارُ..إنِّي قد أضَعْتُ

حبيبتي

فِي سَبيِ بابلِ

مُنذُ أسبوعٍ..وعامْ

ضَيَعْتُها..

مع خَمسِ نَخواتٍ..

وحَبَةِ سُؤدُدٍ..

كانت  لَدَى الْمَنْصور..

أورَثها إلى صِنْديدِ..راعاها

وحاباها..لِكي وصلتْ..

إلَى الفَذِ الهُمامْ..

والفَذُ أودَعَها..لَدَيَ أمانَةً

فِي صَرَّةٍ..قد حُرِزَتْ..

مع ثوبِ  من عَزمٍ ..

تُطَرزِهُ دماءُ الصيدِ ..

من خَلْفٍ..ومن جَنْبٍ..

وأيضاً..من أَمامْ

لكنني ضَيَّعتُ..

ويْحي صُرتِي

وحبيبتي ..وأمانتي

وجَلستُ  مَكْروباً ..

على أعْتابِ آهاتِي ..

وزَلاتِي

لأنْحَبَ والسلامْ

ضاعَ الْحبيبُ وذمَتي..

ذَهَبا معاً

يا ويح َ قَلبي..بَعد فَقْدي

هلْ ’أُعامَلُ..بيْن أقرانِي

كما الآنام

أو أحْظى بِبعضِ الإحْتِرامْ.

أنا قد أضَعتُ حبيبتي

فِي  رحلةٍ دهْماءِ ..

راحَ الشيخُ  فيها..والغُلامْ

رُحنا حُفاةً

فِي دروبِ الشوكِ

كي نُخلي إلِى الأضيافِ

ربواتٍ..ودوراً والسلامْ

كان الْجميعُ مُهاجِراً

عَن نَفْسِه

فَأَضعْتُها..

وسَألتُ عنها الْخَلْقَ..

ما رَدوا..على الْمَلهوفِ

أو رَدَّ  الزحامْ..!؟

صَمَتَ الْجميعُ..

على ضِياعِ حَبيبتي

وغَفُوا الليالِي..بِينما

وحدي أنا..

كابدت’ بعد الفَقدِ..

أسْهَرُ بَعْدَها..

أكبو..وأكبو..ثُمَّ أكبو..!!

مُنْذُ ضاعَتْ..لا أَنامْ ..!؟؟

بل عُدتُ أبْحَثها..

بِذُلِ عُروبتي

لم أَلْتَقِ..!؟

لِكن وَجَدتُ خِمارَها اللوزيِ

أَمسى أَحْمراً..

وعليهِ قد نُقِشَتْ..عِبارَةُ..

قَد ذّهبتُ..ولا سَلامْ

من لِي إذن..

حَتى’أُداعِبَ خَدَّها

من دونِ لَمْسٍ.دون هَمْسٍ

دون بَوحٍ..دون شَرحٍ

دونَ إعْطاءٍ وأخذٍ

بالعواطِفِ والكَلامْ..

من لِي إِذن….!؟؟

حتى أُعاتِبَ لَحْظَها

لولا رَمَى غِيْري

وجَنَبَني..على الأشهادِ

رَشْقاً من سِهامْ

من لِي إِذن ..!!؟

حتى أُمَسِدَ شَعْرَها..

بأنامِلٍ من سِحْرِ ..

قد غابَتْ

بِلُجٍ من بَهيمٍ  حالكٍ

مَسدولِ كالشلالِ

فِي أُفقِ الظَلامْ

من لِي  إِذنْ..!!؟؟

حتى أ’وَزِعَ عِبْقها

بيْن النساءِ

فتَكتفي..من عِبْقِها

كُلُّ النساءِ الْحالِماتِ..

بِفَرْشِهِنَ..إلَى الغَرامْ

من لِي إِذن ..!!؟؟

حتى أقولَ  بِجيدِها..

ما لم يَقْلْهُ العاشِقون..

إلى الْحِسانِ..بِألفِ عامْ

من لِي إذن..!!؟

حتى..أُتَرْجِمَ وُدَّها

لِلُغاتِ أهلِ الأرضِ

من إنسٍ ..ومن جِنٍ

وبل أروي ..

إلَى الأرواحِ والأشباحِ

كي  ألقى بِهِم ..

من قال عن فَقدي الْحبيبةِ..

مَرةِ

فِي سِر ِأو جَهرٍ

توحَدَ..يا حرامْ.

أَنا ما لَديَ حَبيبةٌ

ضَيَعْتُها..

ما عُدتُ من عُشاقِ

هذا العَصْرِ

نُقْطَةُ..والسلامْ..!؟

العاشر من أيار

عام 2000

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *