أقلام الوطن

من داخل سورية.. كيف تمكنت الحكومة من إدارة أزمة كورونا ؟

الدكتور خيام الزعبي

 

من أجل مواجهة فيروس كورونا المستجد، الذي تفشى في معظم دول العالم مؤخراً، اتخذت العديد من البلدان إجراءاتها الوقائية لحماية مواطنيها من خطر الفيروس، ومنها سورية، حيث تكاتفت جميع الجهات المعنية، من أجل تطبيق قرارات الحكومة وذلك للحفاظ على سلامة المواطنين وتحقيق أعلى معدلات الأمان لهم من خطر هذا الفيروس القاتل.

 

حيث تحركت الحكومة السورية بكل مؤسساتها، لدرء أي تداعيات اقتصادية وصحية محتملة لوباء فيروس “كورونا المستجد”، والتي كان على رأسها قرارات الحكومة الاحترازية، وجهود الأجهزة الأمنية والرقابية.

 

فيما يتعلق بمنظومة التعليم، بما أن المدارس والجامعات تعد من أكثر الأماكن اكتظاظاً ومن أجل التقليل من التجمعات، أصدرت الحكومة قرارها بتعطيل الدراسة أسبوعين، واضطر مجلس الوزراء إلى تمديدها اثنين آخرين حتى تاريخ 16-4-2020.


أما بالنسبة لموظفي الدولة، فأصدرت الدولة قراراتها بتخفيض ساعات العمل في مؤسسات القطاع العام الإداري إلى حوالي 40%  مع صرف الرواتب كاملة، وحاولت بعض القطاعات الخاصة في سورية، السير على ركب القطاع العام، بإعطاء العاملين فرصة لمتابعة العمل من المنازل، أو الحضور لأيام قليلة، ومن أجل الحد من الازدحام غير الضروري، فقد تم تعليق جميع الأحداث العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية التي تنطوي على تجمعات كبيرة من الناس.

 

كما تنبهت الحكومة إلى بعض الأماكن التي تحظى بتجمعات كبيرة من الأفراد، وعلى رأسها المطاعم والمقاهي والكافيهات، وأصدر رئيس مجلس الوزراء قراره بإغلاقها وتم متابعة تنفيذ تلك القرارات من قبل الجهات الأمنية المختصة. كما شمل القرار أيضاً، جميع المحلات التجارية، باستثناء أماكن توفير العلاج للمرضى “الصيدليات”، والسلع الغذائية المهمة “السوبر ماركت”، للتسهيل على المواطنين وعدم التضييق عليهم.

 

كما شملت حزمة الإجراءات، للحد من انتشار الفيروس ومنع دخول البلاد مرحلة الخطر، قراراً بحظر التجوال نهائياً من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً، بالإضافة إلى توقف وسائل النقل الجماعي العامة والخاصة خلال فترة الحظر، مع استثناء سيارات نقل السلع الغذائية والخضروات فضلا عن فرض عقوبات صارمة بحق المخالفين، وهناك خطط شاملة من الدولة لمواجهة الفيروس، حيث تعمل كافة الوزارات في نفس الاتجاه، ونفذت المديريات مهام تطهير الأماكن العامة والشوارع والجامعات وغيرها ، كما تعمل الحكومة على توعية الجماهير بالإرشادات الصحية لحمايتهم، مثل البقاء في المنازل وغسل اليدين وغيرها من النصائح.

 

وبجانب ذلك، تطبيق الحجر الصحي وطالبت الدولة المواطنين بعدم الالتفات إلى ما ينشر بخصوص فيروس كورونا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأخذ المعلومة المؤكدة فقط من وزارة الصحة، للحد من انتشار الشائعات التي تساهم في التخويف والذعر.

وعلى خط مواز، تتعقب وزارة الصحة المخالطين لمن تعرضوا للإصابة بفيروس كورونا، فالدولة تتمكن حتى هذه اللحظة من متابعة متوسط الإصابات، لأن سورية يصل معدل إصابات فيروس كورونا بها لـ 9 حالات حتى الآن وهذا معناه نجاح الحكومة في مواجهة الفيروس، ولدينا كل الثقة في أن سورية ستنتصر على الفيروس بشكل كامل.

 

في هذا السياق أن الإجراءات التي اتخذتها سورية تتماشى مع إرشادات منظمة الصحة العالمية واللوائح العلمية لمواجهة الفيروس، من حيث توحيد الصف السوري في مواجهة هذا الفيروس، حيث أظهر درجة عالية من الوعي والانضباط للتعامل مع الإجراءات الاحترازية، بفضل تعزيز وعي الجماهير ووسائل الإعلام بأهمية الالتزام بالنصائح والإجراءات وعدم نشر الشائعات التي تؤدي إلى تضخيم الخوف، وهذا يعكس قدرة الحكومة على مواجهة هذا التحدي من الأزمات التي تعترضها، مما يبشر بقرب انتهاء أزمة فيروس كورونا من وطننا الكبير “سورية”.

 

وباختصار شديد: أن هذه الفترة الحرجة من انتشار هذا الوباء العالمي، مؤقتة وزائلة، أي أنها لن تدوم طويلا، لأن البشرية سبق لها أن اجتازت محطات أشد وطأة في ماضيها البعيد والقريب.

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *