أقلام الوطن

إدارة ترامب و تهويد القدس

د. غازي حسين
د. غازي حسين

د. غازي حسين

 تعتبر أمريكا أكبر دولة مارقة في تاريخ البشرية والعدو اللدود لشعبنا الفلسطيني و لامتنا العربية.وترامب أكثر وحشية من هتلر وبنس نائبه من زعماء المسيحية الصهيونية المعادية للعروبة والإسلام وحقوق الشعب الفلسطيني .

اختار ترامب اليهودي المتطرف ديفيد فريدمان سفيراً لواشنطن في “إسرائيل”. وفريدمان مؤيد متحمس لإسرائيل ويدعم استمرار بناء وتوسيع المستعمرات اليهودية في القدس المحتلة وبقية الضفة الغربية. ويؤيد أيضاً نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس المحتلة حيث لم تنتقل سفارة واحدة من تل أبيب إلى القدس المحتلة. ويشكل قرار  ترامب حول القدس أخطر الإجراءات الأمريكية وأكثرها وحشية وهمجية لدعم تهويد القدس مدينة الإسراء والمعراج خلافاً لموقف العالمين العربي والإسلامي وموقف الأمم المتحدة وكل دول العالم باستثناء “إسرائيل” وإدارة ترامب اليهودية.

ابتعدت كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة عن الاعتراف رسمياً بالقدس الغربية المحتلة عام 1948 عاصمة لإسرائيل. فماذا سيحدث إذا نفذ المتهوِّد المهووس ترامب القرار بنقل السفارة في ذكرى النكبة  مما سيفتح نار جهنم على القدس و “إسرائيل” وبلدان الشرق الأوسط والعالم بأسره.

ويثير غضب الشعوب العربية والإسلامية ويؤدي إلى شجب وإدانة واستنكار دولي وإشعال الحروب الدينية. وتؤكد هذه المواقف الشيطانية خضوع ترامب وإدارته للوبيات اليهودية ويهود الإدارات الأمريكية وتسخيرهم إمكانيات الولايات المتحدة لخدمة مصالح “إسرائيل” الاستعمارية والعنصرية والإرهابية في فلسطين و الوطن العربي.

  وأدت هذه الخطوة الجهنمية إلى تدمير مساعي التسوية الأمريكية ويجب أن تؤدي الى إلغاء جميع اتفاقات الإذعان التي نجحت الإدارات الأمريكية في تحقيقها في كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربة.

كيف يعين الرئيس الأمريكي ترامب سفيراً يؤيد وينادي ويدعم فكرة عدم الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وضم الضفة الغربية إلى “إسرائيل” كما فعلت دولة الاحتلال في 26 حزيران عام 1967 عقب احتلالها للقدس الشرقية. واتخذ مجلس الأمن الدولي عدة قرارات اعتبر فيها ضم القدس غير شرعي وغير قانوني وباطل. وما بني على باطل فهو باطل . وهذا يعني أن السفير اليهودي المتطرف يؤمن بما يؤمن به رئيسه ترامب وضد القانون الدولي والقرارات الدولية والأمم المتحدة.

ويعمل ترامب وسفيره التوراتي و التلمودي إلى إشعال الحروب الدينية وإرسال منطقة الشرق الأوسط إلى الجحيم، لأن “إسرائيل” والصهيونية العالمية والأحزاب اليهودية المتطرفة والمسيحية الصهيونية والماسونية يطالبون بتدمير المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه وجعل القدس العربية المحتلة عاصمة العالم من خلال خرافة هيرمجون التوراتية والتلمودية.

 وعبّر الاستعماري الحقير نتنياهو عن سروره بتصريحات ترامب وفريدمان  وقرار ترامب الخطير والحقير حول القدس المحتلة. ورأى فيها فرصة لتحقيق الأكاذيب والأطماع التي رسّخها كتبة التوراة والتلمود والصهيونية وقادة العدو الإسرائيلي حول القدس والضفة الغربية. ورحب هو والعديد من وزرائه باختيار فريدمان سفيراً وتصريحاته حول تهويد القدس وضم الضفة الغربية، لأن نتنياهو يعتبر الضفة الغربية بما فيها القدس أراض يهودية محررة وليست محتلة، وذلك خلافاً لموقف كل الدول في العالم. ووصل الجنون والتطرف الديني والسياسي بفريدمان حداً أعلن فيه أنه يتطلع إلى القيام بمهمته كسفير من السفارة الأمريكية في القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل.

أثار تعيين فريدمان القلق والاستياء الشديدين حتى في أوساط السلطة الفلسطينية والذي تزامن مع تصريح ترامب بنقل السفارة إلى القدس المحتلة وجرى نقلها مما يوحي بخطورة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه عروبة القدس بشكل خاص وقضية فلسطين بشكل عام وهبوطها إلى سقف صفقات سياسية عقدها ويعقدها ترامب مع أتباعه من الأمراء والملوك العرب وحليفه الاستراتيجي نتنياهو، وذلك في الوقت الذي تصاعد ترحيل “إسرائيل” للعرب من القدس والسماح فقط لليهود بالسكن فيها.

ويعتبر السفير فريدمان من أنصار ضم القدس بشطريها المحتلين ودعم الاستيطان فيها وفي بقية الضفة الغربية والقضاء حتى على رؤية الدولتين.  

إن تعيين السفير فريدمان التوراتي و التلمودي والصهيوني المتطرف مؤشرٌ خطيرٌ وحقيرٌ على تغيير في السياسة الأمريكية تجاه القدس والاحتلال الإسرائيلي  والاستيطان وتبني لموقف نتنياهو من القدس وتحويلٌ للصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني سينشر المزيد من الخراب والدمار من خلال الفوضى الأمريكية والإسرائيلية في بلدان الشرق الأوسط.

يشكل موقف ترامب من قضية القدس بشطريها المحتلين واعترافه بها كعاصمة “إسرائيل” الموحدة ونقل السفارة إليها أخطر انتهاك للعقيدة الإسلامية و للقانون الدولي وأوحش و أخطر و أحقر تغيير في السياسة الأمريكية، ويعرض الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط والعالم لأفدح الأخطار.

إن اعتراف إدارة ترامب بالقدس بشطريها المحتلين عاصمة موحدة للكيان الصهيوني لا يدفع السلام إلى الأمام وإنما يفتح باب جهنم على “إسرائيل” وأمريكا وعلى السلام العالمي. وهذا ما تريده الصهيونية العالمية والمسيحية الصهيونية واليمين السياسي الأمريكي وترامب الذي يرغب في اندلاع الفوضى المحلية والعالمية.

موقف ترامب من قضية القدس وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة تظهر بجلاء عبثية وكارثية المراهنة على المفاوضات والرعاية الأمريكية و الرباعيتين الدولية والعربية وضرورة عودة جميع فصائل المقاومة الفلسطينية إلى الميثاق الوطني والمقاومة المسلحة حتى تحرير القدس وزوال “اسرائيل”.

جاء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة اليها ليؤكد يهودية إدارته التي تعمل على إشعال الفتن والحروب الدينية في بلدان الشرق الأوسط لنشر المزيد من الخراب والدمار ونهب المزيد من اموال النفط والغاز واقامة “اسرائيل” العظمى الاقتصادية. 

آن الأوان أن تقف الدول العربية والإسلامية مع شعوبها وتعمل على تحرير القدس وزوال كيان الاستعمار الاستيطاني اليهودي العنصري والإرهابي وإقامة الدولة الديمقراطية في كل فلسطين التاريخية بدون صهيونية وعنصرية واستعمار استيطاني ورجعية عربية.

ليذهب ترامب و “إسرائيل” إلى ألف جحيم وجحيم والى مزبلة التاريخ والنصر دائماً وأبداً للشعوب المناضلة مهما طال الزمن وغلا الثمن. 

د. غازي حسين

عضو جمعية البحوث والدراسات-اتحاد الكتاب العرب بدمشق عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين –عضو رابطة الكتاب الاردنيين ولد بتاريخ 10/9/1938 في بلدة سلمة (قضاء يافا) التي احتلتها العصابات اليهودية المسلحة بعد مجزرة دير ياسين في أواخر شهر نيسان عام 1948. أنهى الدراسة الابتدائية والثانوية في كلية النجاح الوطنية بنابلس. انتخب عام 1954 كرئيس لمؤتمر الطلبة الأردني بلواء نابلس. اعتقل عدة مرات في الأردن ونفي إلى معتقل الجفر بسبب نشاطاته السياسية. بدأ دراسة الحقوق في الجامعة السورية بدمشق وأكملها في ألمانيا ونال هناك الماجستير في الحقوق عام 1962، ودكتوراه في القانون الدولي عام 1966، ودكتوراه في العلوم الحقوقية عام 1974. مارس تدريس القانون الدولي في جامعات ألمانيا ودمشق (المعهد العالي للعلوم السياسية). عمل كمستشار في القصر الجمهوري بدمشق وكسفير لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى الحكومة النمساوية في فيينا، وكممثل للمنظمة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووكالة التنمية الصناعية (يونيدو) في فيينا. وشارك في أهم المؤتمرات الدولية التي عالجت قضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني، و كمستشار قانوني ورئيس إدارة في الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدمشق، وعضو سابق في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، وعضو سابق في القيادة العامة لطلائع حرب التحرير الشعبية- قوات الصاعقة ورئيس الدائرة السياسية وأمين سر اللجنة العربية لمكافحة الصهيونية والعنصرية، وعضو الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية، وعضو الأمانة العامة في التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة وعضو هيئة تحرير مجلة الفكر السياسي في اتحاد الكتاب العرب. مؤلفاته: 1-اسرائيل الكبرى والهجرة اليهودية- دراسة.1992. 2-الفكر السياسي الفلسطيني-1963- 1988- مطبعة رانيا عام 1993. 3-الصهيونية ايديولوجية عنصرية كالنازية (بالعربية عام 1968) و(الألمانية عام 1971). 4-الغزو الاسرائيلي للبنان- (مجموعة من الباحثين) دمشق 1983. 5- انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان العربي عام 1969. 6- الهجرة اليهودية وأثرها على طاقات إسرائيل الاقتصادية والعسكرية عام 1974 بالعربية وعام 1975 بالإنكليزية. 7- فلسطين والأمم المتحدة عام 1975. 8- عدالة وسلام من أجل القدس، باللغة الألمانية في فيينا، عام 1979. 9- النظام الإقليمي والسوق الشرق أوسطية عام 1994. 10- الصراع العربي - الإسرائيلي والشرعية الدولية عام 1995. 11- الشرق أوسطية إسرائيل العظمى، دمشق 1995. 12- الصهيونية زرع واقتلاع (اتحاد الكتاب العرب - دمشق) 1966. 13- ياسر عرفات من التوريط إلى التفريط - دمشق 1996. 14- القمم والمؤتمرات الاقتصادية والأمنية: من التطبيع إلى الهيمنة - اتحاد الكتاب العرب - دمشق عام نبذة مأخوذة من موقع اتحاد الكتاب العرب بدمشق عن الدكتور غازي حسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *