قصائد و أشعار

كنا و صرنا

بشير شريف البرغوثي

 

بشير شريف البرغوثي
بشير شريف البرغوثي

 

كنا نعاني من تكرار المعاني
صرنا نعاني من تكرير نفايات الكلام
ومن انحطاط الأغاني!
كنا نصب زيت الزيتون في الآبار صبّاً
و نصنع منه الصابون
و نطلي به جلود الدواب
صرنا نخبؤه في القوارير و في الأواني
كنا نخجل إن تراجعنا عن وعدٍ قطعناه
صرنا نباهي بعضنا بعضا
بالتراجع و الهوانِ
كنا نصب النار على عدونا حمما
صرنا اليوم نرجوه أن يخفف عنا ما نعاني !
و لم نكن يوما أسرى التجافي
بل كنا نداوي التنائي بالتداني
و كان ما على صينية القشِ يشبعنا
و لم نكن نجوع
و أمامنا كل الملذات على الموائد و الجفانٍ
و لا أقول لم يكن بيننا راقصات
لكنهن كن يستجدين عباءة يحتمين بها
و لم نكن نحن نلهث خلف الغواني
كانت حبة لوزٍ أخضر تكفي لاخضرار القلب عمرا
و لم نكن نعاني من يباس القلب و الرأس و الشريانٍ
كنا تعرف لماذا نعيش
و لا نأبه بأسباب الموت و اليوم صرنا
نقضي العمر أسرى
هواجس الموت و الأمراض و التأمين
و التقاعد و الضمانِ!
هي دوامةُ لا تنتهي
من التيه و ليس
محض تأتاة في اللسانٍ !
و التيه لا يأتي إلا وليد ظلمٍ
متسربلٍ في كل فجٍ و ساحٍ و ميدانِ
فما ركوبة راقت لراكبها
و لا جياد تليق بالفرسانِ!

بشير شريف البرغوثي

بدأ الكاتب بشير شريف البرغوثي حياته المهنية مترجما و محللاً سياسياً و باحثاً في دار الجليل للنشر و الدراسات و الأبحاث الفلسطينية في العاصمة الأردنية عمان و خلال الفترة من سنة 1984-1989 صدرت له عن تلك الدار عدة كتب و أبحاث باسمه أو باسم الدار و تميزت كلها بالريادة و استشراف الأحداث و كان كتاب " إسرائيل عسكر و سلاح " سنة 1984 أول من أوائل الدراسات العربية حول خطورة تمدد المجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي في العالم. و في سنة 1986 أصدر أول دراسة شاملة عن تأثير المياه في الصراع العربي الصهيوني بعنوان " المطامع الإسرائيلية في مياه فلسطين و الدول العربية المجاورة و قد ظل هذا الكتاب سنوات طويلة مرجعا أساسيا لكثير من الدراسات و الدارسين و الساسة , و قد تنبأ فيه إلى أهمية مطالبة الفلسطينيين بتعويضات عن الاستغلال الإسرائيلي لمياههم و مواردهم الطبيعية فور ان تسنح أية بادرة تفاوض !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *