تحاليل و تقارير ساخنه

القسام يفجر مفاجأة.. رسائل كبيرة حملها تصريح أبو عبيدة

لأول مرة منذ إعلان المقاومة الفلسطينية عن أسر جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوان عام 2014، تكشف كتائب القسام أن الجنود الأسرى على قيد الحياة، في رسالة غير مباشرة من الناطق باسم الكتائب.

لم يتوقف الأمر عن ذلك فقد كشف الناطق باسم الكتائب، أبو عبيدة، أن عدد من هؤلاء الجنود أصيب خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي في مايو 2019، جراء استهدافه للمكاتب والمباني السكنية.

وقال أبو عبيدة في تغريدة له على موقع تويتر: “في ظل الخديعة الكبرى التي مارسها نتنياهو على الجمهور الصهيوني بإطلاق سراح المعتقلة الصهيونية في السجون الروسية على “قضية مخدرات”، في الوقت الذي يترك فيه العدو أسراه الذين أرسلهم للعدوان في قطاع غزة منذ عام ٢٠١٤ غير آبه بمصيرهم المجهول”.

وأضاف: “إننا في كتائب القسام نعلن عن حقيقة أخفيناها منذ عدوان مايو ٢٠١٩ على قطاع غزة حين قصف العدو العمارات المدنية والأمنية وأماكن أخرى، فإن عدداً من أسرى العدو قد أصيبوا بشكلٍ مباشرٍ ونتحفظ على الكشف عن مصيرهم في هذه المرحلة، ونعد أسرانا الأبطال أن نعمل كل ما بوسعنا من أجل تحريرهم بكل السبل”.

رسائل مهمة

المحلل العسكري يوسف الشرقاوي، أكد أن تصريح أبو عبيدة سيكون له تداعيات على الجانب الإسرائيلي، وبشكل خاص على عائلات الجنود الأسرى في غزة.

وأشار الشرقاوي في حديثه لـ”فلسطين اليوم الإخبارية”، أن أبو عبيدة قدم معلومة خطيرة، لكنه في ذات الوقت جعل الأمور محل جدلٍ عندما لم يوضح مصير الجنود بعد الإصابة في التصعيد الإسرائيلي في مايو 2019.

وأوضح أن رسالة القسام كانت موفقة عندما ربطت بين تدخل الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن الإسرائيلية في روسيا، وتجاهل الجنود الذين أسرتهم المقاومة في ساحة المعركة عام 2014.

وشدد على أن الرسالة جاءت في وقت حساس، ويمكن أن تشكل فارقًا في الانتخابات الإسرائيلية القادمة، مضيفًا: “ما نشرته القسام يمكن أن يضعضع موقف نتنياهو في الانتخابات، كونه لا يأبه بملف الأسرى”.

واستدرك الشرقاوي قائلًا: “تبقى الرسالة الأهم هي لعوائل الأسرى، الذين سيشكلون ورقة ضغط كبيرة في الفترة القادمة بعد إعلان القسام الأخير أن جنود الاحتلال على قيد الحياة، مما يعزز فكرة عودة ملف صفقة تبادل الأسرى إلى الطاولة من جديد”.

ونوَّه إلى وجود رسالة مهمة أرادها القسام في تصريح أبو عبيدة ومفادها أن استهداف المباني السكنية والمكاتب والأبراج ممكن أن يؤدي إلى مقتل جنودكم، لأن الجنود يمكن أن يكونوا في أي مكان في قطاع غزة، وهو أمر سيأخذه الاحتلال على محمل الجدِّ في المرات القادمة.

كنزٌ كبير 

في سياق متصل قال المحلل السياسي مصطفى الصواف،  إن كتائب القسام أثبتت بعد تغريدة أبو عبيدة أنها لديها كنزٌ قادر على تحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إن لم يكن تبيض المعتقلات.

وأكد الصواف أن تغريدة أبو عبيدة التي كشفت عن معلومات لا يعلمها الجمهور الإسرائيلي نتيجة خداع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في ملف الجنود الأسرى في غزة، مؤكدًا أن القسام ألقى بالكرة في ملعب الرأي العام الإسرائيلي.

وأوضح  في حديثه لـ”فلسطين اليوم الإخبارية”، أن “على الرأي العام الإسرائيلي التحرك في الشارع خاصة قبل الانتخابات الثالثة للحكومة الإسرائيلية، التي لا أعتقد أنها ستكون الأخيرة”، لافتًا إلى أن الشارع الإسرائيلي يعلم أن المقاومة والقسام أصدق من نتنياهو.

وقال الصواف: “عندما قصف الاحتلال بعض العمارات في غزة في مايو 2019، لم يكن القصف عشوائي، لكن حدث فشل مخابراتي صهيوني كبير بوجود جنود الاحتلال في المكان”.

وتوقّع أن تكون المعلومات التي أطلقها أبو عبيدة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ممهدة لتنفيذ صفقة تبادل كما تريدها المقاومة، وذلك كون المقاومة تملك المزيد من المعلومات وأوراق الضغط على الاحتلال.

وكانت كتائب القسام عرضت صور أربعة جنود إسرائيليين وهم: “شاؤول آرون” و”هادار جولدن” و”أباراهام منغستو” و”هاشم بدوي السيد”، رافضة الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن.

وتشترط حماس الإفراج عن محرري “صفقة شاليط” الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014 قبل الدخول في أي مفاوضات لإجراء صفقة تبادل أسرى جديدة.

وفي أكتوبر 2011 نجحت وساطة مصرية ألمانية في إتمام صفقة تبادل أسرى بين حماس و”إسرائيل”، أفرج بموجبها الاحتلال عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل إفراج حماس عن الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط” الذي أسرته في قطاع غزة لـ5 أعوام.

والعدون الذي أشار إليه أبو عبيدة هو تصعيد عسكري بين “إسرائيل” وحركات المقاومة في قطاع غزة بدأ فعليًا يوم الجمعة الثالث من أيّار/مايو 2019 وانتهى الساعة 4.5 فجر يوم الاثنين من أيار/مايو 2019. تخلّله قصف متبادل أسفر عن ارتقاء 31 شهيدا وعشرات الإصابات وهدم وتضرر نحو 830 وحدة سكنية، في المقابل قتل 4 إسرائيليين وأصيب العشرات.

فلسطين اليوم

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *