أقلام الوطن

يوسف زيدان ..وضع أذن الجرة على هواه

لينا قنجراوي

لا يوجد مثال على النفاق الأدبي و الأخلاقي و الوطني خيراً من الكاتب المصري الدكتور يوسف زيدان . هذا المتشدق حول العلمانية و الذي رشق كل رموز الدين بشتى أنواع التهم التي قد تكون صادقة أو كاذبة ؛ ثم نرى نساء بيته … محجبات و نراه يتحدث عن المجتمع السوري بلغة طائفية مقززة و من ثم يؤيد ( الفورة) الدموية في بلادنا .

هذا ( النابش) في التاريخ نراه يشتم و يحقّر كيفما يحلو له متذرعاً بالحق و الإنسانية . ثم يعود لينسف كل حق فلسطيني و يدعو للألفة بين اليهود و المسلمين ، ناكراً عليهم أبسط الحقوق و هو صدقية المسجد الأقصى . هذا المتحرر و الذي يدعو إلى ثورة نسائية ؛ نراه يشبهها بالأفعى مختبئاً خلف أساطير يفسرها هو على مزاجه …


كيف لا يتقن تشويه الحقائق و وضع أذن الجرة على هواه و هو المختص بالفلسفة و العارف كيف تؤكل الكتف؟
إنه حزمة من التناقضات و الضياع و اللا قرار. فما من قارئ ٍ يستطيع أن يعرف اتجاه يوسف زيدان . إنه يقفز من اتجاه إلى معاكسه تلافياً لضبطه بالجرم المشهود و هو صدق الانتماء.


و كالعادة في أول سبت من كل شهر تم البارحة الاجتماع الدوري لمجموعة ( فتح كتاب) في قاعة المكتبة العمومية للأطفال في المركز الثقافي باللاذقية و ذلك لمناقشة كتاب ” ظل الأفعى”.


برأيي هذا من أسوأ الكتب بحق المرأة على الإطلاق ، بداية بالعنوان الذي حاول تجميله عن طريق ربطه بمعنى القداسة للأفعى كما كان في الميثولوجيا( على ذمة زيدان ) حقيقةً . لا أدري لماذا لم يشبهها بالشجرة أو بالعصفورة؟


ننتقل إلى فحوى الكتاب المتشرذم بين وصف مبتذل لعلاقة زوجية ليصبح في الجزء الثاني عبارة عن دستة رسائل من أم فاشلة إلى ابنتها تحرضها فيها على زوجها الذي كانت قبل ذلك تعيش بوئام معه …. لا لشيء إلا لتنتقم من والد زوجها الضابط القوي و الذي أخذ منها ابنتها بعد موت الأب ( كما تزعم) و رباها و علمها … تناقض جديد نلحظه في شخصية الأم الناشطة في المجتمع الدولي و القوية و التي لم تستخدم هذه القوة لتحضن ابنتها قبل أن تحتضن النياشين ا لزائفة. هذه القوة التي نراها في أوجها فقط في مواضع الشر و التفاهة . تقول لابنتها:” أعرف أن زوجك عبده لا يتقن أية لغة أجنبية، أي اسمٍ هذا؟ كيف لم تفكرا في تغييره؟”


هل يعقل أن أماً عاقلة تكون حجتها ضد زوج ابنتها بهذه السذاجة؟ خاصة من سيدة مجتمع دولي!!!!! لا نستطيع إنكار الإسقاطات الفلسفية و الميثولوجية التي استخدمها الكاتب لإعطاء كتابه بعضاً من الألق و لكنه لم يوفق عند كل ذهن تعود تحليل الحقائق و التفكير السليم


المؤسف أيضاً أنه لا توجد أي رسالة أو هدف من هذا الكتاب سوى كيل من الهوس و العقد النفسية على رأس القارئ بأسلوب متشظي ككاتبه و بدو ن أي نوع من أنواع الحبكة القصصية حتى و إن كانت من صنف العبث .


الممتع في الأمر أننا تعرفنا و بحثنا و فتشنا عن ماهية شخص حاز على جائزة البوكر العربية عن روايته الأشهر ( عزازيل) و المسروقة من رواية ( هيباتا) للكاتب الإنكليزي تشارلز كنجزلي .

 

 

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *