أقلام الوطن

في الرد على غدار وتجمعه (حلقة 4)

إنه التطبيع وليس محاكمتي

توضيح لعروبيين/ات عن “الصرخة”

 

د.عادل سمارة
د.عادل سمارة

د.عادل سمارة

للتطبيع تراث يعود إلى وعد بلفور ودور مبكِّر وموازي  لفلسطنيين وعرباً في “بناء” الكيان الصهيوني. دور لم يتوقف بعد مما يجعل التساؤل عن عدم توقفه هو سؤال التحدي والمرحلة. فليست محاكمتي نقطة البدء، ولست أنا مبتدأ الوطن.  كما ان محاكمتي كشخص ليست هي ما يدفعني لمواجهة المطبعين/ات.

وبالتحديد، لولا حصول التطبيع لما تصدى له أحد لا انا ولا اي رفيق/ة. وهذه حقيقة فكرية نظرية يتفق عليها الفكر النظري المادي التاريخي بأن الحدث يأخذ مجراه ويكون لنا تناوله سواء بالتصدي أو التطوير أو الاستنامة.

صحيح أن محاكمتي بدأت منذ أربع سنوات، وكتبت خلالها ضد التطبيع كثيراً، ولكن بقيت تصلني أسئلة من أُناس طيبين من الوطن العربي عن سبب المحكمة. وهذه أسئلة طبيعية ففي زمن الحروب المفتوحة ضد العروبة ينشغل كل مواطن في هذا الوطن الكبير في هموم مزدوجة على الأقل: هموم بلده ناهيك عن همومه الشخصية بما هو في قطر يعاني  التجزئة والقُطرية، والفقر والنهب والقمع والتجويف والتجريف…الخ. كيف لا، وهو وطن يمور بالنفط ويحرقه النفط نفسه.

ولكن أهمية قضية محاكمتي نابعة ، وهذا يسعدني، من أهمية القضية الفلسطينية في وجدان أهل الوطن العربي بتنوعاتهم وليس العرب فقط، وهذا يؤكد المشترك في هذا الوطن رغم الشغل الهائل والمتواصل من الثورة المضادة لوأده. 

صرخة التعايش مع المستوطنين حلقة من أوسلو وصفقة القرن.

القضية باختصار، حصل أن أرسل لي صديق (محمد عبد الله الرفاعي) من بيروت رسالة في آذار 2016 وقال لي حرفيا: يا رفيق هذه ورقة حيرتني مكتوبة بلغة ماركسية معقدة ولم افهم جوهرها سوى بعد 3 قراءات، يقصد ورقة من 30 صفحة عنوانها “نداء وصرخة من الأعماق” أصدرها “التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة” يرأسه د. يحي غدار وتنادي بدولة مع المستوطنين في فلسطين. وهذا تناقض صارخ لا يتبناه،صراحة، سوى من يحتقر الوعي الجمعي. أما التبني المخفي فكثير بما لا يوصف.

 وحين قرأتها أنا، ايضا احتجت 3 قراءات رغم أنني أزعم أنني ماركسي. لكنني عرفت من كتبها وهو د. صبري إمسلم من خاراس ،قرية قرب مدينة الخليل في الضفة الغربية، كان في الحزب الشيوعي، وعمل فترة في الجزائر واليوم محسوب في المجلس الوطني على الجبهة الشعبية . المهم ، أنني قرأتها وانتهى الأمر. لكن الصديق نفسه محمد عبد الله الرفاعي من بيروت قال لي هذه الورقة سوف تُعرض في مؤتمر ل “التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة” في دمشق من 16-19 آذار 2016 كورقة تمثل المقاومة . وقال سنعمل على منعها. وفعلا حاولت امرأة من المحتل 1967 أن تقدمها ومنعتها الفصائل وأصدرت الفصائل بدلا منها ورقة صغيرة باسم فلسطين(أنظر موقعَي: 

نبض الوعي العربي 

أو

 موقع كنعان أون لاين

 

بيان التجمع المذكور 20-2-2020 حيث يعرض الأمر بشكل خبيث) .

 اساسا كان يجب أن يتحدث باسم فلسطين السيد خالد البطش من غزة لكن لم يتمكن من الخروج. وبدورها أصدرت الفصائل الفلسطينية في الشام بيانا نقدت الصرخة وغدار وحاملة الصرخة(بتاريخ 10-3-2016). ايضا هنا انتهى الأمر. بعدها كتب د. ربحي حلوم بيان نقد للصرخة وأرسله لي لأقرأه وأوقع عليه، وكان معه عبد القادر ياسين ، قرأته وقلت له طالما لا يهاجم سوريا فأنا موافق.

تم نشر البيان ووقع عليه المئات عربا وفلسطينيين، ويبدو أن هذا ما أوجع تجمع غدار وأوجع أوساطاً في سلطة الحكم الذاتي ايضاً. ولذا، وبعد نشر البيان رفعت المرأة دعوى ضدي في محاكم سلطة الحكم الذاتي زعمت المدعية انني انا كتبت البيان ونشرته في موقع كنعان الإلكترونية وطُلبت للتحقيق 4 ساعات. وأثبت لهم انني لم اكتبه ولم انشره لكن وقَّعتُ عليه والآن لو كل الناس مع التطبيع انا ضده.

أصدرت المباحث والنيابة العامة في رام الله تهمة ضدي بالقدح والذم وتجنبت إطلاقا التعرض لجوهر الأمر وهو التطبيع في محاولة لإيذائي دون أن يُكشف أن سبب المحاكمة هو موقفي ضد التطبيع مع أن البيان الذي وقعنا عليه لا يوجد فيه لا  ذم ولا قدح، كما انني لم أكتبه. هذا أكد لي أن المسألة كيدية سياسية ضدي لصالح التطبيع تتغطى بقدح وذم!

تأكد هذا حينما زارني شخصان، لا أدري من أرسلهما، وبرَّرا ذلك بزعم التعاطف معي وانهما يتبرعان للشهادة لصالحي في المحكمة ضد المدعية (وقد قدمتُ المراسلة بينهما وبيني على الفيس بوك إلى المحكمة) وطلبت المحكمة استدعائهما للشهادة وحصل الاستدعاء ولم يحضرا  ثلاثة جلسات متتالية والاستدعاء الرابع للجلسة رقم23 سيكون يوم 15 آذار القادم. وهنا يصبح دور المحكمة في إرغامهما على الحضور للشهادة لنعرف ما هو سبب مجيئهما إليْ. مع أنني سالتهما: ولماذا ستشهدا لصالحي وأنتما لم تعرفاني قط سابقا؟ قالا لأنك كاتب ووطني ومفكر…الخ!!

حاول كثيرون من المطبعين من قيادات بعض الفصائل هنا الترويج أن هناك “طوشة” بيني وبين المدعية، وهذا أمر معيب، فلا هي نظيرتي في أي شيء من الفكر إلى الموقف إلى التاريخ حتى إلى اللغة وهذا قلته في المحكمة. في إفادتها الأولى في المحكمة 30 حزيران 2016 زعمت انني اتهمها بالتطبيع وبأن هذا يضر تاريخها!! ومع ذلك واصل المطبعون من قيادات فصائل ومثقفي الطابور السادس الزعم أن القضية شخصية رغم إفادة المدعية بأن التطبيع أساس القضية!! وأضافت أن هناك من يتصل بها يهددها ووعدت ان تحضر ذلك منذ 4 سنوات ولم تحضر أي شيء. أما بيان تجمع غدار الأخير (20—2-2020)  ضدي فقد اعترف بان القضية هي التطبيع، ومع ذلك يقوم قياديون مطبعين بالتغطية والزعم أن هناك مشكلة شخصية. 

لاحقا ارسل د. ربحي حلوم شهادته حول القضية في فيديو تفصيلي لكل قضية الصرخة وكان قد تابعها منذ البداية (الفيديو لدى المحكمة) ولا أدري هل استمعت المحكمة له أم لا.

http://www.knooznet.com/?app=article.show.11957

 

 

 

 

لذا، اقترح على من يهتم بالأمر أن يشاهد الفيديو وأن يدخل موقعَي الوعي العربي وكنعان ليقرأ تفاصيل القضية.

ملاحظة: في نص “الصرخة” وبيانات تجمع غدار هجوم تفصيلي وصارخ ضد سلطة الحكم الذاتي في رام الله، وفي نفس الوقت تم اللجوء لقضاء هذه السلطة ضد عادل سمارة! كيف يحصل اللجوء ويحصل الانسجام؟

 

يتبع …

الحلقة الخامسة

متعلقات

رداً على بيان تجمع د. يحيى غدار (حلقة 1)

رداً على بيان تجمع د. يحيى غدار (حلقة 2)

رداً على بيان تجمع د. يحيى غدار (حلقة3)

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *