أقلام الوطن

الخيارات الفلسطينية العربية في مواجهة حكومة تحالف اللصوص ومجرمي الحرب الصهيونية…!

نواف الزرو
نواف الزرو

نواف الزرو*

 

 

كنا نقول دائما ان “هناك اجماعا سياسيا اسرائيليا يمتد من اقصى اليمين الفاشي الى اقصى اليسار المعتدل على الأهداف والثوابت الاستراتيجية الصهيونية”، مع اننا كنا نستثني احيانا بعض قوى ورموز اليسار الحقيقي وهم قلة قليلة-او على الارجح اختفت هذه الاصوات- اليوم في تلك المستعمرة “اسرائيل”.

اما اليوم وقد أطل علينا المشهد السياسي الاسرائيلي بحكومة طوارىء يمينية فاشية صافية، بعد هذه الاتفاقية التي عقدها نتنياهو مع الجنرال بني غانتس زعيم الحزب الثاني في الكيان “ازرق-ابيض” والذي لم يعد قائما عمليا بعد اليوم، فيمكننا أن نثبت بالبنط العريض “ان اسرائيل اصبحت اليوم دولة فاقعة تماما-اي بقيادة ثنائية وبرأسين من بيبي نتنياهو وغانتس، وطبعا بغطاء ودعم من قوى اليمين والمتدينين بالكامل،  لنصبح أمام حكومة طوارىء تتشكل من ممثلي أهم وأخطر الأطياف السياسية الصهيونية، ففيها الجنرال غانتس عن المؤسسة العسكرية الامنية، ومعه رئيس الاركان السابق غابي اشكنازي، وفيها نتنياهو الذي يمكن أن نقول عنه انه”خلاصة الفكر والايديولوجيا الصهيونية الفاشية”عن الايديولوجيا الصهيونية العنصرية الارهابية، وفيها وفيها عن التيار الديني المتطرف من شاس وغيره، اذن نحن عمليا أمام حكومة صهيونية شاملة لكافة الاطياف السياسية  باستثناء طبعا اقصى اليسار والأحزاب العربية…!

من حيث الجوهر تعتبر هذه الحكومة  حكومة يمينية فاشية استيطانية سافرة، ببرنامج ايديولوجي متطرف، واجندة حربية  صارخة، ولذلك يمكن ان نوثق انها ستكون عمليا حكومة الضم والاستيطان، وحكومة  حروب عسكرية عدوانية و استيطانية تهويدية، ويمكن ان نطلق عليها”حكومة نتنياهو الخامِسة -تحالف اللصوص والعنصريين ومُجرمي الحرب-كما جاء في ترجمة للزميل زهير أندراوس”.

فلن نرى  في ظل هذه الحكومة عمليا سوى مخططات ومشاريع ضم وتهويد وإلغاء للوجود والحقوق العربية، ولن نرى سوى لغة القوة والغطرسة  والإخضاع والتهديد والوعيد…!

هكذا كانت حكومات “إسرائيل” من قبل أيضا: بن غوريونية او ديانية او بيغنية او شاميرية أو شارونية …ليتبين لمن مازال الغشى يغطي على عيونهم وما زالوا يتحدثون عن احتمالية اللعب على الخيارات الحزبية السياسية الاسرائيلية اننا بتنا عمليا وبمنتهى الوضوح أمام خريطة سياسية إسرائيلية بيبي-غانتسية- يمينية عنصرية إرهابية أكثر من أي وقت مضى .

فهي ستكون اولا حكومة تنفيذ بنود صفقة القرن في الضم والتهويد وشطب القضية الفلسطينية،

وهي كذلك حكومة اللاءات الكبيرة تجاه كل ما يتعلق ليس فقط بالالتزام بالاتفاقيات السياسية الموقعة مع الحكومات الاسرائيلية السابقة، وانما تجاه كافة العناوين الكبيرة  من الدولة الفلسطينية الى القدس الى تفكيك  تكتلات المستعمرات الى  ترسيم الحدود، الى  هضبة الجولان…!.

ويجمع الثنائي في هذه الحكومة على مواصلة الحصار على غزة وشن المزيد من الحروب ضد اهلها  تحت زعم محاربة الإرهاب، في الوقت الذي يعتبرون فيه ايضا حتى الرئيس ابو مازن بانه” غير ذات صلة ولا يصلح لأن يكون شريكا للسلام”…!

الى كل ذلك، فإن الحقيقة الكبيرة التي تحظى بأوسع إجماع هي أن نتنياهو الذي أصبح “ملك اسرائيل-بعد شارون- وأصبح  وجه “اسرائيل” على المستوى العالمي”يذكر بموسوليني كظاهرة فاشية” كما جاء في يديعوت احرونوت مثلا.. وهو “أحد أخطر صقور اسرائيل”و”اخطر سياسي إسرائيلي من جهة مواقفه العنصرية ” وهو “امتداد لكهانا و رحبعام زئيفي” كذلك ..بل انه الاميز كهانيا ..وهو “الوجه الحقيقي لاسرائيل / كما يثبت الكاتب ب.ميخائيل/” وهو ايضا “الوجه الحقيقي للمجتمع الاسرائيلي/ كما يضيف جدعون ليفي في هآرتس/”.

لا شك أن انضمام غانتس الى حكومة نتنياهو-تحت مسمى حكومة طواريء تناوبية- إنما جاء لإنقاذ نتنياهو اولا من المحاكمة العاجلة حيث ستتأجل هذه المحاكمة، ثم لتحقيق مآرب شخصية زعامية لغانتس -حيث سيصبح رئيس وزراء إسرائيل بالتناوب بعد نتنياهو-.

اذن سوف نواجه غدا بالتأكيد حكومة تنفيذ صفقة القرن، وحكومة الحروب والاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والمدينة المقدسة….!

ما يعني من جهة اخرى ان على الفلسطينيين أولا وهم في المواجهة المباشرة، ان يعودوا الى رشدهم وأن يستعيدوا إرادتهم وأن يقوموا بترتيب اولوياتهم السياسية من جديد بما يتناسب مع هذه المستجدات  في المشهد السياسي الاسرائيلي….؟!.

وبما يترتب على العرب العروبيين أو الذين بقي عندهم شيء من “مية الوجه العروبية”أن ينهضوا بدورهم للقيام بدورهم ومسؤولياتهم العروبية-وهنا قد ينتقدنا البعض متسائلا:  “عن أي مسؤوليات عروبية تتحدث….؟!

والحقيقة أن الخيارات والأوراق الفلسطينية العربية البديلة في ظل هذا المشهد، كثيرة ومتنوعة، ولكنها مع وقف التفعيل، والمطلوب العاجل فلسطينيا على أقل تقدير، العمل على لملمة الأوراق الفلسطينية باتجاه المزيد من القواسم المشتركة الموحدة بين القوى والفصائل الفلسطينية المختلفة، والمطلوب العاجل أيضا إطلاق العنان للحراكات الشعبية، بل للانتفاضات الشعبية الفلسطينية على امتداد مساحة الضفة الغربية، والمطلوب العاجل فتح الجبهات الإعلامية والقانونية الدولية، ليس فقط في مسعى حقيقي ومسئول لنزع الشرعية عن دولة الاحتلال، بل ولجلب”إسرائيل” وجنرالات الحرب والإجرام فيها، إلى الجنايات الدولية.

لقد آن الأوان لعودة اليقظة الفلسطينية العربية واستعادة البوصلة الحقيقية في مواجهة المشروع الصهيوني…؟!

 

[email protected]

نواف الزرو

-اسير محرر امضى احد عشر عاما في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي ، حكم بالمؤبد مدى الحياة عام 1968 وتحرر في اطار صفقة تبادل الاسرى عام 1979 . - بكالوريوس سياسة واقتصاد/جامعة بير زيت-دراسة من المعتقل. - كاتب صحفي وباحث خبير في شؤون الصراع العربي - الصهيوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *