حين ينطق القلم

لا دم يذهب هدرا أبداُ

بشير شريف البرغوثي
بشير شريف البرغوثي

بشير شريف البرغوثي

شعار “الموت للعرب” … لايستثني المطبعين العرب حتى لو اعتبر المطبعون أنفسهم ليسوا عربا …
شعار محسوب بدقة ويشكل صلب السياسة العميقة للصهيونية … لا يساويه في القوة ويعاكسه في الإتجاه إلا شعار “فلسطين عربية”
لكن ثمن شعار فلسطين عربية لا يرغب العرب في تحمله الآن …
شعار فلسطين عربية يعني أن الشعب الفلسطيني واحد في كل فلسطين .. و هو رأس الحربة في المقاومة لكن عبء التحرير يقع على العرب جميعا
فلسطين عربية شعار يعني التصعيد والحرب المفتوحة … لا مصلحة لفلسطين والقدس إلا في في إشعال صراع وجودي شامل
لكن كل الدول العربية والإقليمية الآن تعتبر أن مصلحتها في التهدئة … وفي التفاوض و/ أو توزيع الأدوار
لذلك لا لرفع سقف التوقعات من الجولة الحالية …
هي جولة ولها إنجازاتها الكبيرة … لادم يذهب هدرا أبداُ … أحمق الحمقى لا يمكن أن يفكر أن دم البشر رخيص بل ومجاني
لكن كما كان لهذه الجولة ما قبلها فلها ما بعدها … وأساس ما بعدها هو وحدة الشعب الفلسطيني …
ارخص تدجيل وقعنا فيه كان القبول بتشتيتنا وبخاصة بعد اوسلو … ابن يافا و الرملة و اللد و المثلث هو فلسطيني كابن القدس و الخليل وغزة و ككل أبناء المخيمات …
خرافة غزة أريحا اولا … كانت دجلا تافها وجدلا عقيما … فأي مشروع وطني يولدكفكرة متكاملة على أساس النسب والإقليم وليس حسب تصنيف مناطق الف و باء و جيم
لا أحد يحارب بحربة مثلومة و لا بأفكار فاشلة و لا بأنصاف مواقف !
الجولة الحالية يجب أن تتحول إلى مشروع نهوض وطني فلسطيني شامل عماده : الوحدة الوطنية برفع علم فلسطين وحده دون أعلام فصائل .. وبتعبئة وطنية شاملة تحدد انماط الخدمة الوطنية لكل شباب فلسطين وباعتماد كل أشكال النضال وفي طليعتها العتف الثوري الموجه بعقل سياسي مركزي علينا أن نعمل على تأسيسه بأقصى سرعة.

بشير شريف البرغوثي

بدأ الكاتب بشير شريف البرغوثي حياته المهنية مترجما و محللاً سياسياً و باحثاً في دار الجليل للنشر و الدراسات و الأبحاث الفلسطينية في العاصمة الأردنية عمان و خلال الفترة من سنة 1984-1989 صدرت له عن تلك الدار عدة كتب و أبحاث باسمه أو باسم الدار و تميزت كلها بالريادة و استشراف الأحداث و كان كتاب " إسرائيل عسكر و سلاح " سنة 1984 أول من أوائل الدراسات العربية حول خطورة تمدد المجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي في العالم. و في سنة 1986 أصدر أول دراسة شاملة عن تأثير المياه في الصراع العربي الصهيوني بعنوان " المطامع الإسرائيلية في مياه فلسطين و الدول العربية المجاورة و قد ظل هذا الكتاب سنوات طويلة مرجعا أساسيا لكثير من الدراسات و الدارسين و الساسة , و قد تنبأ فيه إلى أهمية مطالبة الفلسطينيين بتعويضات عن الاستغلال الإسرائيلي لمياههم و مواردهم الطبيعية فور ان تسنح أية بادرة تفاوض !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *