كلمه و نص

كل هذا لأن المطران عروبي!!!

د. عادل سماره
د. عادل سمارة

د. عادل سماره

 

 

وُجد العرب قبل الإسلام بل قبل كل الأديان. وحصر العروبة بالدين الإسلامي هو نتاج ما قام به الاستعمار الأوروبي بالتعامل دينيا وطائفيا ومذهبيا مع الوطن العربي كي لا يقرأه قومياً. اي هذا جزء من استهداف العروبة وتحديدا استهداف النضال القومي التحرري من الاستعمار كي لا يكون هناك أي إجماع على سردية علمية اجتماعية تقدمية كيرى.
ومؤخراً تتم قراءة هذا الوطن إثنيا ليس احتراما لشركائنا على قدم المساواة من غير العرب في هذا الوطن بل لتعميق التجزئة. قراءة العروبة إسلاميا مقصود به إخراج العرب النصارى من وطنهم كي يتحوصلوا في بقعة مثلا من لبنان لتحكمها فاشية من طراز حزب الكتائب اي “إسرائيل أخرى” كما حاولوا في فترة هزيمة 1948 . ولعل أخطر ما في هذا التوجه هو تبرير تحويل فلسطين إلى دولة يهودية خالصة أي طالما يمكن تقسيم العالم على أسس دينية أي للمسلمين دولتهم وللمسيحيين دولتهم فليكن كذلك لليهود دولتهم بدون اي شخص ليس يهوديا وهذا ما تتمناه الصهيونية. وبالتالي ينقسم العالم على اسس دينية وحينها يبقى في حرب مطلقة وهذا يغطي كافة اشكال القمع الطبقي والقمع على أساس الجنس/النوع.
أليس غريباً أن كافة قوى الدين السياسي قومية اساسا باستثناء قوى الدين السياسي في الوطن العربي حيث تقف ضد العروبة باسم الدين. هذا رغم ان الدين جزء من الثقافة المجتمعية في كل مكان وهذا لا يعني أنه مكوِّن وحيد وأساسي.
لقد تقاطع اكثر من موقف ضد العروبة، بداية من الاستعمار الغربي الراسمالي ، والتحريفية من السوفييت والتروتسك بشكل خاص حتى اليوم، وقوى الدين السياسي والرجعيات العربية التابعة.
حاشية: هذا أيضاً موجه لمن لم يفهم قولة المطران كبوتشي:”مسيحيتي لا تتعارض مع عروبتي” فمن يرفض هذا هو في حالة من البساطة او الانشباك خارجيا وخاصة قوى الدين السياسي. ومن لا يفهم هذا لا يفهم من هو جورج حبش. من لا يفهم هذا ، هو في عقلية القرون الوسطى أو ما قبل بكثير.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *