أقلام مهجرية

أزمة الخليج… (الحلقة الرابعة)

أزمة الخليج من الألف إلى الياء!!

 

خلاف سعودي – قطري قديم و متجذر وليس حدثاً طارئاً، أو خلافاً بين الدول الأربع المقاطِعة “المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية” وإمارة قطر

 

 

مقال توثيقي

محمود كعوش

محمود كعوش

محمود كعوش

 

وفي مقالة للوزير الفلسطيني السابق ورئيس تحرير موقع “أمد للإعلام” السيد حسن عصفور نشرها في 20 شباط/فبراير 2018، تحت عنوان “رسالة غزية “سلبية” غاضبة الى قطر وغيرها!” تطرق لما أسماه الدور التدميري الذي لعبته إمارة قطر داخل الوطن العربي ولم تزل تلعبه خدمة للكيان الصهيوني، بتوجيهات مباشرة من الإدارات المتعاقبة في الولايات المتحدة، بدءاً بانقلاب الابن على أبيه ووصول الحمدين بن ثاني وبن جاسم إلى السلطة في الدوحة عام 1995، والذي تجلى في التآمر على العراق أثناء غزوه واحتلاله عام 2003، ووصل ذروته مع “الربيع العربي” المزعوم، الذي بدأ في مطلع عام 2011، ولم يزل يضرب العديد من البلدان العربية. قال عصفور ما حرفيته:
(لسنا بحاجة للبحث كثيرا لمعرفة دور قطر الخطير جدا في “الكارثة السياسية”، التي وصلت إليها القضية الفلسطينية، منذ أن بدأت تلعب داخل المشهد الفلسطيني، تنفيذا لأوامر أمريكية وتفاهم كامل مع حكام دولة الكيان الصهيوني، خاصة منذ انتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية، بعد اغتيال الخالد ياسر عرفات، لحسابات يعرفها كل أبناء الشعب الفلسطيني.
ولا يمكن أبدا تجاهل دور قطر وحكامها، وخاصة رئيس وزرائها السابق حمد بن جاسم في ترتيب المسرح لإنتاج أحد أكثر المصائب السياسية منذ اغتصاب الوطن عام 1948، ما يعرف بـ “كارثة الانقلاب – الانقسام”، والتي لا تزال قائمة حتى الساعة، والتي كانت نتائجها “تدمير الشرعية الوطنية الفلسطينية”، وتقاسمها بين طرفي الانقسام، كل لحساباته الخاصة، على حساب القضية الوطنية.
ولا يمكن التغافل عن ما تقوم به قطر المعاصرة، التي تم إحداث الانقلاب فيها عام 1995 كجزء من ترتيبات أمريكية – “إسرائيلية” لشن العدوان السياسي التدميري على المنطقة العربية، فكانت الممول الأكبر لكل عمليات “التدمير السياسي” التي بدأت في المنطقة منذ عام 2003، حيث غزو واحتلال أمريكا للعراق..مع دول عربية أخرى.
ولا تزال قطر، تمارس دوراً “تنفيذياً” للمخطط الأمريكي الجديد، وهو ما كشفه موقع المونيتور الإخباري – أمريكي – عن طلب الرئيس دونالد ترامب هاتفيا من أمير قطر تميم – الانقلاب الثاني – التنسيق مع دولة الكيان الصهيوني للعمل على “تقديم المساعدة الانسانية لقطاع غزة”. رسالة سياسية تكشف تجاهل أي ممثل فلسطيني، وأن آلية التنفيذ لتقديم “خدمة الفصل السياسي” لقطاع غزة عبر قطر و”اسرائيل”، موقف قمة “الوقاحة السياسية” وقبول قطر به قمة الانحطاط السياسي.
وسريعا وصل المندوب السامي القطري – مندوب سامي عند طرفي الانقسام عبر المال – الى قطاع غزة، معتقدا ان سكانه الذي يعيشون ضمن “كارثة إنسانية”، بفضل الحصار المتفق عليه بين أطراف عدة، ومنها من يدعي تمثيله “وطنياً”، سيزحفون راكعين ساجدين له ولأميره على ذات النمط المعيب الذي ساد سنوات تحت يافطة “شكراً قطر”، شكر لمن شكل رأس حربة في تدمير الوحدة الداخلية الفلسطينية، وتمرير المشروع الأمريكي – “الإسرائيلي” لضرب جوهر القضية الوطنية، عبر إنجاح الانقسام الداخلي..اشترت الشكر من طرفي الانقسام بالمال على حساب المبدأ الوطني.
لكن المفاجأة السياسية الكبرى، والتي لم تكن متوقعة أبدا من أي طرف، ما حدث من عمال غزيين التقاهم “المندوب السامي القطري”، رد فعل خارج كل الحسابات، غضب وتمرد على التقليد الشعبي، وكسراً لكل محاولات “التزييف السياسي” التي حاولوا تصديرها للدور القطري..كسر عمال النظافة في غزة ما لم يكن محسوباً، هتفوا شتموا قالوا كلاماً كان يجب أن يسمعه شاكر العمادي والمستفيد من العمادي، رسالة غضب عارمة، كان لها أن تصبح “”درساً سياسياً” من طراز رفيع، لو أنها اقتصرت على البعد الاحتجاجي السياسي الواضح.
لكن تلك الرسالة خرجت عن “النص” عندما أقدمت مجموعة من الغاضبين “الجوعى”، ودوماً نكرر أن “الجوع كافر”، بقذف “المندوب السامي القطري”، بالأحذية، مشهد أثار “فوضى” للحرس قبل السفير، فعل خارج التوقع والتقدير، فكان المشهد الذي لن يمحى من ذاكرة العمادي شخصياً، و بالقطع لن يمحى من ذاكرة أميره، الذي توهم أن “اليافطة المرفوعة قهراً” في شوارع غزة له ولبلده هي “حق سياسي”، لكنه اكتشف الحق، وإن كان بفعل “سلبي”.
ربما يثير ذلك المشهد، ذكريات البعض لمشهد مماثل في آذار/مارس 2003 عندما قام بعض شبان فلسطين برمي أحذية على من رأوا به “متآمراً” على الخالد “ياسر عرفات”، وربما يفرح البعض هذا السلوك الغاضب، لكن المسألة لها بعد “سلبي”، التعبير بهذا السلوك، كان لفعل الغضب أن يكون أكثر “قيمة واثراً ودرساً سياسياً” لكل من يحاول “استغلال الحصار” لفرض معادلة التركيع السياسي على أهل القطاع.
كانت فرصة لتلقين مستغلي “جوع” الإنسان لسلبه كرامته درساً في عمق الانتماء الوطني، وأن الحصار والجوع مهما بلغا لن يتمكنا من فرض “النذالة السياسية” التي يحاولون فرضها كل بطريقته.
كان الرد الغاضب أبلغ كثيراً بكل السبل، باستثناء الشكل الذي سرق “الموقف الحقيقي”. لكن ما حدث كان أيضاً رسالة رغم عدم قبولها، فهي مؤشر يدلل على إن فكر البعض السياسي في “تخدير” سكان القطاع..هو “إثم سياسي” لا أكثر.
نعم كانت رسالة سلبية، لكنها أيضا رسالة تحذير جاءت لتنذر بالكثير الذي يمكن تلخيصه بالتالي: لا تراهنوا على الكذب والتضليل..ألواحكم مكشوفة فليس بالزور السياسي تربحون!!).
وفي ما يختص بعلاقة إمارة قطر بما هو حاصلٌ في سورية، لم يعد خافياً أن الدوحة اتخذت موقفا معارضا، بل معادياً، للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه وقامت بدعم عدد من “فصائل المعارضة السورية”، منذ تفجر الأزمة فيها في آذار/مارس من العام 2011. وإلى جانب اعتراف المسؤولين القطريين بذلك وفي مقدمهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم آل ثاني نفسه في أكثر من مقابلة أجريت معه على الفضائيات القطرية والعربية والغربية، فقد “كفَّتْ” وسائل الإعلام العربية والأجنبية و”وفَّتْ” ونشرت “ما يكفي ويزيد” حول هذه المسألة. ولربما أن صحيفة “الأيام” البحرينية كانت من بين هذه الوسائل بنشرها دراسة شاملة ووافية لدور بن جاسم آل ثاني في “الربيع العربي” المزعوم، وتورطه في ما أسمته “الإرهاب الرسمي” عندما كان رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية وشريكاً لأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني في الحكم.
وقد أكد السفير الروسي السابق لدى إمارة قطر، فلاديمير تيتورينكو ذلك، تورط الإمارة في ما سمى اعتباطاً “ثورات الربيع العربي”، حين كشف النقاب عن محاولة “قطر العظمى”، حسب تعبيره، تغيير الموقف الروسي مما جري في المنطقة بأسلوب قلما استعمل في الأعراف الديبلوماسية. وقال تيتورينكو، فى حلقة من برنامج “رحلة في الذاكرة” على قناة “روسيا اليوم” بُثت في أواخر شهر نيسان/أبريل 2018، أن حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء القطري فى ذلك الوقت، أكد له مشاركة الدوحة في إسقاط نظام العقيد الليبي معمر القذافي، متابعاً: “أخبرني حمد بن جاسم أنهم أرسلوا إلى ليبيا 6 طائرات حربية، لكنه لم يخبرني بالوحدات الخاصة التي أرسلوها، ونفى مشاركة الطيارين القطريين في قصف ليبيا لأن القوات القطرية صغيرة وأي خسائر ستكون ملحوظة”.
وأشار تيتورينكو، إلى أن “قطر كانت المشارك الأكثر نشاطاً في إسقاط النظام الليبي، لأن القطريين كانوا يأملون في الوصول لموارد النفط والغاز الليبية”، مؤكداً أن “قطر كانت تأمل بعد الإطاحة بالنظام المصري الذي كان قائماً في عام 2011، في التحكم بالعالم العربي عن طريق مصر، وأن حمد بن جاسم اعترف أيضا بمشاركة قطر عمليا فى الإطاحة بالأنظمة العربية عبر تمويل وإعداد الإرهابيين”. وأضاف: “ذكر بن جاسم، في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، أنهم أنفقوا 137 مليون دولار على أمراء الجماعات المسلحة منذ بداية الحرب فى سورية!!”. وأوضح أن: “بن جاسم أكد أيضا بمنتهى الصراحة أن قطر لعبت دوراً كبيراً في تدمير سورية واليمن ومصر، بتوجيه من أمريكا”، لافتاً إلى أن “قطر تعاملت بوقاحة مع روسيا”!!
هذا وأكد ذلك سياسيون وإعلاميون ودبلوماسيون كثر في الوطن العربي ودول الشرق والغرب، كان من بينهم رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي الذي كشف النقاب في تصريحات أطلقها عن أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني أبلغ القادة الإيرانيين في بداية الأزمة بأن “النظام السوري سينهار قريبا”. وأضاف صالحي في حوار أجرته معه صحيفة “مشرق” الإيرانية أن الأمير القطري السابق زار طهران عدة مرات ونصح الإيرانيين بأن يقطعوا صلتهم بالنظام السوري، “لتكون لهم في النظام الجديد مكانة مناسبة لدى المسؤولين فيه”!!

 

[email protected]

 

يتبع …… الحلقة الخامسة

 

الحلقة الأولى

 

 الحلقة الثانية

 

الحلقة الثالثة

 

الحلقة السادسة

 

 الحلقة  السابعة

 

الحلقة الثامنة والأخيرة

كاتب

  • محمود سعيد كعوش

    من مواليد ميرون ـ صفد: الجليل الأعلى ـ فلسطين المحتلة،شهادات عليا . مكان الإقامة السابق : لبنان . ..مكان الإقامة الحالي : الدانمرك ـ اسكندنافيا . الكفاءة العلمية: درجتان جامعيتان في الإدارة والأدب الإنكليزي . عمل في مجالي التعليم العالي والترجمة والإعلام المكتوب والمسموع، إلى جانب الكتابة الصحفية وإعداد الدراسات والأبحاث السياسية والثقافية والإجتماعية . عمل في العديد من الصحف والمجلات العربية والبريطانية . عمل مديراً للإذاعة العربية الموجهة للجالية العربية في الدانمرك ومقدماً للأخبار والبرامج الحوارية فيها. له العديد من الدراسات والأبحاث في الفكر القومي العربي والشؤون العربية وبالأخص الفلسطينية .

محمود سعيد كعوش

من مواليد ميرون ـ صفد: الجليل الأعلى ـ فلسطين المحتلة،شهادات عليا . مكان الإقامة السابق : لبنان . ..مكان الإقامة الحالي : الدانمرك ـ اسكندنافيا . الكفاءة العلمية: درجتان جامعيتان في الإدارة والأدب الإنكليزي . عمل في مجالي التعليم العالي والترجمة والإعلام المكتوب والمسموع، إلى جانب الكتابة الصحفية وإعداد الدراسات والأبحاث السياسية والثقافية والإجتماعية . عمل في العديد من الصحف والمجلات العربية والبريطانية . عمل مديراً للإذاعة العربية الموجهة للجالية العربية في الدانمرك ومقدماً للأخبار والبرامج الحوارية فيها. له العديد من الدراسات والأبحاث في الفكر القومي العربي والشؤون العربية وبالأخص الفلسطينية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *