أقلام الوطن

العصر الاميركي ـ الاسرائيلي يعتقل لبنان “ليحرر” عامر فاخوري!

طلال سلمان
طلال سلمان

طلال سلمان*

 

استطاعت الولايات المتحدة الاميركية، بالتواطؤ مع بعض القيادات صاحبة حق الامرة على المراجع القضائية والاجهزة الامنية، أن تفرض تحرير العميل الاسرائيلي، المواطن اللبناني (سابقا)، حامل الجنسية الاميركية حالياً، تقديراً لخدماته للعدو الاسرائيلي عامر فاخوري، و”تهريبه” ليلاً من مطار بيروت الدولي إلى.. “حيث القت رحلها ام شلقم”، كما كان يقال في قديم الزمان وسالف العصر والاوان.

لم يكن اللبنانيون بحاجة إلى دليل جديد على التواطؤ إلى حد التكامل بين العدو الاسرائيلي والادارة الاميركية.. لا سيما وأن هذا العميل الاسرائيلي قد عاد إلى موطنه (السابق) لبنان معززاً بجواز سفر اميركي، وانه خلال مقاضاته كان يظهر اطمئنانا غير طبيعي، ويبتسم ساخراً من الاجراءات الامنية التي رافقت تنقله بين السجن والمحكمة العسكرية.

مرة أخرى تُسقط الادارة الاميركية الحدود بينها وبين العدو الاسرائيلي، وتنجح في إطلاق سراح هذا السفاح الذي تخصص في تعذيب المناضلين الشرفاء وابطال العمليات الفدائية ضد الاجتياح الاسرائيلي في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

سفاح الخيام الذي طالما عذب، واحيانا حتى الموت، المجاهدين الذين اندفعوا إلى مواجهة قوات العدو الاسرائيلي وهي تتقدم لاحتلال جنوب لبنان في العام 1982، تمهيداً لاجتياح الارض اللبنانية حتى العاصمة بيروت، مروراً بالقصر الجمهوري وثكنات الجيش وقوى الامن..

سفاح معتقل الخيام هذا، سرعان ما حولته “اسرائيل” إلى “بطل”، ثم تولت رعايته الولايات المتحدة الاميركية ومنحته جنسيتها المذهبة.

لكن عامر فاخوري الذي كان عميلاً، خارجاً على ارادة وطنه، عدواً لمواطنيه المجاهدين يعذبهم ويضربهم ويوجه إليهم الشتائم والاهانات الجارحة…

عامر فاخوري الآن “مواطن اميركي” شريف!! وقد يكون صوته هو الصوت المرجح غداً في انتخاب الرئيس الاميركي الذي قدم لرئيس الحكومة الاسرائيلي “صفقة القرن” التي تمسح فلسطين وأهلها عن سطح الارض وتحبسهم تحت الارض… ارضهم.

انه العصر الاميركي!

 

*رئيس تحرير جريدة السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *