أقلام مهجرية

في ذكرى وفاة أعز والد

في الذكرى السابعة لرحيل أبي

المغفور له بإذن الله

الحاج محي الدين البرغوثي (أبو هاني)

 

هاني البرغوثي
هاني البرغوثي

هاني البرغوثي

 

تعصف بنا الأيام ، و يسير بنا قطار العمر و في السكة المقابلة يمر بنا قطار الذكريات، ذكريات تحمل حلاوة و مرارة من العمر،قطاران متوازيان لا يلتقيان، الى أن ينتهي العمر ، فننتقل من قطار العمر لقطار ذكريات الأبناء و الأجيال القادمة.

في مثل هذا اليوم قبل سبعة أعوام مضت (24 آذارمن عام 2014)،باغتني مشهد حزين؛حيث انتقل والدي الى جوار ربه الأعلى ، بعد أن كان في قطار الحياة معنا، ينير دربنا، و يسير سكة حياتنا بنصائحه و أنفاسه و رواية ما بداخل قطار الذكريات بحلوها و مرها و اسماء مسافريه.

برحيلك يا أعز أب، فقدت من بيت سكينتي جدار دعمك لي و لأخوتي، ذلك الجدار الذي كان يسندني، كلما قابلت موقفا أو مشهدا يؤلمني،الى أن باغتني موقف رحيلك،حينها أيقنت أن الجدار الداعم قد انهار ،وأن بيت سكينتي لم يعد به الا سقف و ثلاثة جدران،أما الجدار الرابع لم يبقى منه الا الذكريات.

كلما مضى وقت على رحيلك ازداد الألم في الصدر ،لتبكي الروح و يرزداد نبض الألم في عش  القلب الساكن المؤمن بقضاء الله و قدره،تمتلىء المآقي بالدموع لا تفارق الرمش على أمل اللقاء،و كلما ودعنا حبيبا أو صديقا،أخا أو أختا فانني اعيش لحظة وداعك الأخيرة،أعيش حزنا لا ينقطع وان بدت الإبتسامة على الشفاه،و تراودني الأمنيات شوقا لرؤياك حتى لو كانت زيارة في المنام.

أرى بدر القمر فاشكو له مر الفراق،يقف في سماء ليلي عدة ليال و يختفي،ثم يعود القمر في الشهر الذي يليه و اذا به قمر جديد قد نسى شكواي،اذهب و اشكي لموج البحر مر الفراق،يسمع شكواي الى ان تهدأ الرياح ليغادرني الى سكينته.

تمنيت لو ان للزمان عودة بلقاء لا ينتهي،لكنها امنيات و مهما طالت السنين و الزمن الا ان للقاء قدر قضاه الله بين خلقه،لتبقى الذكرى ناقوسا يدق في عالم النسيان و ناموس الفراق خطه القدر، والبقاء للفراق و الوداع و انفاس من يغيبهم الموت يبقى انين لذكرى الرحيل.

ليست كلماتي رثاء لك، او للتمجيد بك ولست أبحث عنك بل أخاطب روحك ، أعلم أنك في مكان ما ترقبني و اخوتي،اعتقدت ان الفراق الامه حين حلوله،لكن بموتك يا أبي اكتشفت أن الحنين لك يرافقني كما الشهيق يحتاج الزفير.

لك من قلبي يا أبي الدعوات الطاهرة،بأن يكرمك الله بالرحمة و الغفران،وفسيح الفردوس الأعلى مسكنا لك،علمتنا ان الحب يكمن صدورنا،وصدري به قلب يشتاقك و يترحم عليك.

نم وادعا ،سنعيش على ذكراك ،وفضائل علمتنا اياها ،حب الآخر و التسامح،و زرع المحبة في قلوب أبنائنا،و المحيطين بنا، خواطري تبحث عن كلمات حزن و انا ابحث عن حزن يليق بك يا ابي.

وإنني في هذه الذكرى لا يسعني إلا أن اتضرع  إلى الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته وغفرانه وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، ويسكنك جنانه، ويجعل الفردوس الأعلى مثواك.
رحمك الله يا والدي.

هاني البرغوثي

كاتب فلسطيني ، مدير و محرر موقع نبض الوعي العربي‏ ... فلسطيني الهوية،عربي القومية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *