أقلام الوطن

تركياالإخوان…حاوية التجميع الفاشي تاريخيا

د. عادل سماره
د. عادل سمارة

د. عادل سمارة

 

وحده الاتحاد السوفييتي ضحى ب 26 مليون شهيد لصد وهزيمة النازية في الحرب الراسمالية الغربية (كذبا اسمها عالمية) على نهب العالم، بينما جيوش الحلفاء كانت شبه مقاتلة مقارنة مع كوْن معظم الضغط النازي ضد السوفييت.
إنتهى النظامان النازي والفاشي، ولكن لم تنته الظاهرة. فهناك العديد من الأحزاب التي تحمل نفس الإيديولوجيا في اوروبا خاصة وفي العقد الخير من هذا القرن بل إن البعض منها إما في السلطة أو على هامشها. أما إدارة ترامب/و فليست بعيدة عن هذا.
بدوره، فالنظام الصهيوني الذي يصفه الغرب ب “النظام الديمقراطي الوحيد في ما يسميه الشرق الأوسط” يستثمر المحرقة المشتدة من النازية ضد اليهود بمعزل عن عدم كونها المحرقة الوحيدة في التاريخ وبغض النظر عن عدد الضحايا ليمارس المحرقة الممتدة ضد الشعب العربي الفلسطيني.
لكن النظام الوحيد في عالم اليوم الذي يجمع كافة أساليب وإيديولوجيات العنصرية والقتل والفاشية والنازية ويقيم علاقات معها هو نظام الدين السياسي في تركيا. تجمع سلطة رجب اردوغان في تركيا:
1- تحالفها مع الحزب القومي الذي بنى منظمة إرهابية عنصرية منذ ستينات القرن الماضي “الذئاب الرمادية” التي إضافة لتاريخها الدموي (شاهد الفيديو) هي جزء من جيش الغزو التركي ضد سوريا.

 

 

هذه المنظمة، لعبت دورا رئيسيا في اغتيال العديد من الشيوعيين الأتراك في الفترة ما بين الستينات والثمانينات من القرن العشرين في تركيا.
2- اعتماد إيديولويجا الدين السياسي الإسلامي (خاصة الإخوان المسلمين) المعادية بشكل خاص ومحصور ضد الأمة العربية مما يجعله في خدمة الكيان الصهيوني أدركت ذلك عناصرها البسيطة الوعي أم لا.

3- أصبحت تركيا ساحة مفتوحة بالمطلق لمآت آلاف الإرهابيين من كل العالم الإسلامي البالغ مليار ونصف للعدوان على القطر العربي السوري. مجموعات من المرتزقة والجهلة والمتخلفين والحاقدين والفاشلين في مواطنهم.
4- يتحالف هذا النظام مع الكيان الصهيوني في كل مستوى وخاصة عسكريا، وأوضح شاهد أنه كلما جرى تشديد الضرب السوري ضد الإرهابيين يتحرك الكيان للعدوان ضد سوريا.
5- في دور نظام تركيا كدين سياسي بذل كل جهد ممكن لتخريب مصر وتبنى بالطبع شعار “رابعة” الذي تحالف فيه الإخوان مع التروتسكيين! أكثر اليمين تطرفا مع أكثر “اليسار” تطرفاً، بينما قياد الطرفين لدى ال سي.آي.إيه.
6- رغم مأزقه في سوريا، فإن نظام اردوغان يشارك في تدمير ليبيا خدمة لقوى الدين السياسي الإرهابية هناك.
7- في نهاية المطاف هذا النظام حليف وأداة للناتو، اي الحلف الذي يشكل أداة الإمبريالية والثورة المضادة ضد أي تحرك تحرري في أي جزء من العالم.
8- وأخيراً يجمع هذا النظام بين اعتناقه إيديولوجيا الدين السياسي وبين عقيدة مصطفى كمال أتاتورك التي تحتقر الإسلام (أنظر الصورة). مما يؤكد بان هذا النظام جاهز للتعاطي مع كافة اشكال العنصرية والإرهاب والعدوان. وفي هذا يتشابه مع الصهيونية التي تعتبر نفسها حركة علمانية لكنها تحتضن وتمارس في الوقت نفسه إيديولوجيا الدين السياسي.
لكن السؤال الذي بدأت الإجابة عليه عالمياً وهو تركيا إلى اين؟: بدأ يدرك الغرب الراسمالي والعنصري والعدو ايضا بأن الأداة التركية قد فشلت في مهمة سيطرة قوى الدين السياسي على الوطن العربي، وهذا يعني إدراك الغرب بأن الحصان التركي لم يعد كفؤاً لمخططاته وعدواناته، مما يدفعه إلى عدم مواصلة الاعتماد على الخادم التركي للغرب وكذلك عجز أنظمة وقوى الدين السياسي الإسلامي الأخرى في خدمتها للغرب الأمر الذي يعني استحالة تجدد حلم تركيا بإمبراطورية تجاوزها التاريخ. والأهم، هزيمة تيار الدين الإسلامي السياسي الإرهابي كأداة للثورة المضادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *