أقلام الوطن

الأسد في الغوطة

 رشاد ابو شاور

يوم الأحد 18 آذار ، ورغم المخاطر والتهديدات فاجأ الرئيس الدكتور بشار الأسد بحضوره جنوده أبطال الجيش العربي السوري الذين حرروا أغلب بلدات وقرى الغوطة الشرقية، والمواطنين السوريين أهل الغوطة،الناجين من براثن الإرهابيين.
خاطب الأسد أبطال الجيش العربي السوري : كل متر تحررونه، وكل رصاصة تطلقونها تسهم في تغيير ميزان القوى الدولي.
هذا ليس كلاما حماسيا إنشائيا، هذا الكلام هو موقف ناجم عن وعي وانتماء، ومعرفة بالصديق والعدو، وتفريق بينهما، ورفض للاختلاط والتعمية.
هذا هو الفهم الحقيقي لأبعاد الصراع الجاري على الأرض السورية …
علينا أن نتذكر ما قاله الرئيس الأسد قبل أشهر: علينا أن نتوجه شرقا، فالغرب لن يعطينا شيئا…
هذا هو الخيار، ولكن ليس لسورية وحدها، بل لأمتنا كلها، أمتنا العربية التي تعتدي عليها أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وقوى الرجعية العربية، وتركيا العثمانية الأردوغانية.
التوجه شرقا يعني الصداقة مع الشرق وعنوانه: روسيا والصين – ولا ننسى الهند- فهؤلاء هم من نصر سورية ، وفي مقدمتهم روسيا الصديقة التي تتعرض لحرب تشنها دوائر دعاة الحروب والعدوان في الإدارة الأمريكية الجشعة المتوحشة التي تتشمم رائحة النفط والغاز تحت الأراضي السورية، وهو بكميات مذهلة!
الإمبراطورية الأمريكية لن تكف عن السعي المحموم لتقسيم سورية، وتحويلها إلى دويلات تُنصّب عليها أمراء يؤمرون أمريكيا- ألم تعمل فرنسا المجرمة على تقسيم سورية إلى ثلاث دول؟! – ويجعلون من (الإمارات) السورية منصات وقواعد عدوان على روسيا والصين وكل شعوب العالم الساعية للحرية والسيادة..ويسدون أبواب المستقبل على نهوض أمتنا العربية كلها.
قبل سنين بعيدة قال المجرم الاستعماري البريطاني تشرشل: سأ ضع عند كل بئر بترول في الخليج دولة، وقد فعل.ألم تفعل بريطانيا المجرمة؟! ووارثتها الإمبراطورية الأمريكية كرّست ما اقترفته بريطانيا المجرمة.
سورية تقاوم، وتدافع عن سيادتها، وعروبتها، ودورها الإنساني العظيم .
سورية ستكون بانتصارها ( البؤرة) الثورية في الوطن العربي الكبير، وفي المنطقة، فهذا دورها، وهي تعرفه رغم أنوف المتآمرين عليها.
الصراخ المحموم حول الغوطة، وأهل الغوطة فضحه سوريو الغوطة الذين اندفعوا لأحضان دولتهم، والذين استقبلهم جيشهم البطل بالأحضان، واحتضنتهم أجهزة دولتهم بالطعام والكساء والعلاج، والمدارس لأطفالهم، وبيوت الإيواء المؤقتة حتى عودتهم لبيوتهم وقراهم، والذين أعلنوا أمام الفضائيات أن الإرهابيين جوعوهم وأذلوهم وامتهنوا كرامتهم واعتدوا على أعراضهم، وسرقوا كل المعونات، وباعوهم بعضها باسعار لا يتخيلها العقل.
إنها سورية..سورية التي يتقدم جيشها محررا ساحقا لمخططات الأعداء، ويفضح شعبها في الغوطة بالصوت والصورة مكائد الأعداء، وأكاذيب جوقاتهم الإعلامية، وفبركات فضائيات التزوير الوقح التي تنهار بسرعة أمام حقائق ووقائع يصنعها الجيش والشعب والقيادة السورية.
نعم: سورية بكل متر يحرره جيشها.. وبكل تقدّم لدبابة سورية، وكل رصاصة على صدور الأعداء تسهم في تعديل ميزان القوى الدولي لصالح قوى الخير والعدل والحرية في العالم.

 

“صَوت العُروبة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *