أقلام الوطن

التكاذب الفلسطيني/الديمقراطي

د. عادل سماره

كان يمكن للعالم احترامنا حينما كان مشروعنا التحرير. نستطيع أم لا، اليوم أم بعد قرن، هذا أمر آخر في عقل الإنسان التاريخي. أما إنسان الوجبات الذهنية والنضالية السريعة “نضال الهمبرجر والفيس بوك، فيرى الدهر في بضعة ايام. ويخلع ملابسه ليسبح في نقطة ماء.
انتقلت المقاومة، والتي يسميها البعض ثورة، أي بنفس منهج تقزيم التاريخ في ايام أو سنوات، إلى الاستدوال، وكانت أوسلو –ستان بدل فلسطين، وراج الحديث عن تحرير المدن، غزة، اريحا، رام الله جنين…الخ. وبعد ربع قرن أصبح الجيل الذي ولد مع أوسلو يعرف ان فلسطين هي من الخليل إلى جنين.
يمكن للمرء فهم ابتهاج أهل الغنيمة و إصرارهم على أن لديهم دولة وتفردهم في كل ما يمكنهم. فاتفاق أوسلو أتى من الخارج من اتفاق امريكا والكيان. أي لم يأت بتحرير وبالتالي لا علاقة له بالديمقراطية رغم تفاهة مسألة الديمقراطية على الأقل منذ بدء حقبة العولمة. ولذا، كان شرطه أن تصبح فلسطين هي أرض أوسلو. وهكذا كان. ولا أريد ذكر اسماء من كتبوا بأن أكبر ضرر اصاب القضية هو من الكفاح المسلح. وحبذا لو ينطقوا ثانية هم انفسهم.
وهنا يكون السؤال للذين يعيشون على هامش أوسلو-ستان. وبوضوح: كيف يمكن ان تشارك في اية هيئة قامت بشكل غير ديمقراطي؟ ثم تعاتبها على عدم دمقرطتها؟ حين تشارك فأنت ملتزم بعدم ديمقراطيتها. والإدانة عليك أنت. فالآخر يقول لك:أنا هكذا.فلماذا تشترك معه؟ أنت تضفي عليه شرعية هو بحاجة قاتلة من أجلها!
لذا، أعتقد ن كل من يرفض أوسلو حقيقة أن يخرج من اي تجمع نقابي مهني …الخ، وأن يشكل له نقابته،وإن لم يستطع فلا باس.
لا يوجد مشروع وطني منذ بدء أوسلو على الأقل، وكل مشاركة في اية مؤسسة أوسلوية سوف يصب في التصفية. إن لم يصب بعد.
لذا، لا أفهم احتجاج بعض المحامين على الانتخابات الأخيرة، فطالما دخلت المؤسسة، فأنت فقدت عصمة الطلاق. وبصراحة، إن كان صحيحا ان مقر نقابة المحامين هو بتمويل أجنبي، فهي فضيحة.
مثال: جاءني ذات يوم المرحوم المحامي عبد الكريم حماد وقال بأن صندوق اليتامى وميزانيته 10 مليون دينار اردني ويريدون تعيين مدير للصندوق. قلت له من هو رئيس الهيئة الإدارية؟ قال فلان ، ومن هم أعضاء الهيئة قال فلان وفلان…الخ. قلت وأنت المحامي القدير والمطرود مع الفلسطينيين من الكويت تطلب مني تقديم طلب. قال :علي الطلاق إن ما اخذوك ساستقيل كمحامي للأوقاف. قلت له دير بالك على وظيفتك. اصر الرجل وأخطأت تحت ضغطه وقدمت طلب وجلست مع احدهم …حفاوة ويا دكتوررررررررررررررررررالخ. بعدها بأسبوعين التقيت صدفة مع عبد الكريم قال هل ذهبت للمقابلة؟ قلت اية مقابلة؟ قال اليوم لصندوق الأيتام. قلت له: يا رجل لم يتصلوا بي. وهكذا تكون الديمقراطية. بعدها باشهر حضرت يوم نشر تقرير هيئة عن الحقوق ما الحقوق يراسها د. ممدوح العكر، وحين كنت اقف خارج المكان جاء الرجل الذي لم يدعوني للمقابلة: قال مازحا: يا أخي الناس تهرم وانت كما أنت؟ قلت : صحيح لأني لم اتعاطى مع اوسلو.

 

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *