أقلام الوطن

وطن محتل وشعب محاصر.. . وقيادة تتسوق الشوكولاتة السويسرية…!!!

د. ربحي حلوم
د. ربحي حلوم

د. ربحي حلوم*

 

الوزير الفلسطيني المسؤول عن الاتصال والمقاطعة ورئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” حسين الشيخ يتسوق في ركن الشوكولاتة السويسرية في السوق الحرة بمطار بن غورين مرتديا كمامة طبية ، ويتزامن هذا المشهد التراجيدي مع ما يعانيه شعبه الفلسطيني من حصار مزمن في قطاع غزة من فقر مدقع في كل أنحاء فلسطين ، وكذلك في ظل حديث زعم قيادة السلطة الاوسلوية عن خيارات كاذبة تدعو الى الانفصال الاقتصادي والسياسي (!) عن الاحتلال الإسرائيلي، وادعاء بإلغاء كل الاتفاقات والعلاقات معه ، والتبجح برفض الخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المسماة ب”صفقة القرن”، وهو الشخص المسؤول عن “المقاطعة”، وهو الذي صرح بأن الشعب الفلسطيني بحل من الاتفاقيات مع الاحتلال.
صورة حسين الشيخ هذه “ليست استثناءً”، بل هي “رأس دبوس فقط”: “فكل قيادات سلطةً التنسيق الامني يفعلون مثله بل وربما أكثر من ذلك”، ويعيشون في عالمهم الخاص البعيد عن الشعب، عالم الـ VIP، فساد مستشرٍ وثراء فاحش وسيارات فارهة ، وعقارات وأرصدة خيالية ، سفر وترحال، مرافقون وخدم، تسوّق وتنزه، يغطون كل ذلك بشعارات رفض كاذبة يستبيحون فيها دماء الشهداء ومعاناة الأسرى ويشتمون فيها الأطباء بألفاظ سوقية رخيصة ويعتقلون المناضلين ويدعون الناس الى التقشف والصبر،
ولكن عين الكاميرا رصدت بعضاً من سلوكهم هذه المرة، وغير المكشوف أعظم وأعظم وأعظم
والجدير بالتنويه هنا هو: أنّ العامة من الفلسطينيين في الأرض المحتلة يضطرون للسفر من اي مكان في الضفة الغربية المحتلة عبر المعابر البرية الحدودية مروراً بالأردن، ومنه عبر المطارات الأردنية للتوجه إلى أي مكان في العالم، في ظل حرمانهم من مطار خاص بهم، فيما يمنح الاحتلال أدواته أباطرة التنسيق الأمني في السلطة الفلسطينية بطاقات تسمّى BMC أو VIP، تؤهلهم للتنقل حيث يشاؤون والسفر عبر مطارات الاحتلال بحرية والتسوق من اسواقه الحرة بما يشاؤون وساعة يشاؤون.
……….
تعليق من وحي الحدث:

طفح الكيل
فما بالُك يا شعبُ تَغُطُّ عميقاً في نومِكْ
طفح الكيل
وزاد الأفّاكُ الدُميَةُ إمعاناً في الدوس بنعلَيْهِ
على صدرِكْ
طفح الكيل وأوغل هذا الخانع في إعمال السكين بظهركْ
طفح الكيل…طفح الكيل
فانهض من غَفْوِكَ يا شعبي وَتَعَجَّلْ
وَتَمَرَّدْ وتَململْ
وتَحَرَّرْ من دوامةِ أَسْرِكْ
طفح الكيلُ فقُمْ … أَسْعِر نارَكْ
فَجِّرْ إعصارَكْ
طهِّرْ أرضك من آثام الأرذالِ الدُّخلاءِ
ومن أحجار الشطرنج الصَمّاءِ
المأجورين القَوّامين على أمْرِكْ
وامسح هذا العار
واغلُلْ أيدي الفُجّار
وعانق ألق الفجر الطالع من عين الشمسِ
المُشرق وهو يهِلُّ نَديّاً من غسق الأمس
طفح الكيل
فانهض يا شعب وديعٍ ، ودلالٍ ، والقسامِ وعيّاشٍ، والبرناوي، والرنتيسي، وأبي ضيفٍ، والنجارِ، وناصرَ ، والعدوان
قم يا شعب وزلزل أركانَ الطغيان
اقتَلع العشب البريَّ…اجتثّ الأدران
وقل للشمس انبلجي من غسق الظلماءِ
لتَغْرُبَ عنا كلُّ خفافيشِ الليل العمياءِ
وتغْرُبَ عنا كلُّ الغربان.

*سفير فلسطيني سابق

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *