أقلام مهجرية

الشرق الأوسط فوق صفيح ساخن!!

حشود عسكرية أمريكية في شمال العراق

مطار أربيل يستقبل أسراباً من طائرات الشحن العسكرية الأمريكية

نشاط عسكري أمريكي جوي مريب وغير مسبوق فوق العاصمة العراقية بغداد

 

محمود كعوش
محمود كعوش

محمود كعوش

 
على مدار الأيام القليلة الماضية لم ينقطع هدير طائرات النقل العسكرية الأمريكية، المخصصة للجنود والآليات العسكرية البرية، في مدرج مطار أربيل في المنطقة الكردية شمال العراق، وشهدت المنطقة حشوداً عسكرية أمريكية كبيرة، مما ينذر باحتمال قرب وقع حدث عسكري كبير في منطقة الشرق الأوسط.
ووصل عدد السفن الأمريكية التي تم سحبها من بحر الصين إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة الماضية إلى 63 قطعة بحرية بين بوارج وفرقاطات ومدمرات وحاملات طائرات، توجهت كلها الى الخليج العربي و بحر عمان.
وقامت أمريكا بنقل أكثر من 60 بطارية صواريخ “باتريوت” من الجيل الذكي المتطور جداً من القاعدة الأمريكية في الكويت إلى السعودية، و نصبت 19 بطارية “باتريوت” في الكويت و 10 في البحرين و 23 في ألأمارات، وجهزت السفن الأمريكية بالمضادات الصاروخية الأعتراضية، و تمركزت حاملتا طائرات مجهزتان بمنظومات “باتريوت” قرب سواحل الكيان الصهيوني القريبة من جنوب لبنان وإثنتان مثلهما محملتان بمنظومات “الباتريوت” أيضاً في بحر عُمان.
وعلى جبهة الكيان الصهيوني قام هذا الكيان خلال اليومين الماضيين بنشر 8 منظومات مضادات للصواريخ من نوع “ثاد” خارج كل مدينة و 4 داخلها، وتحولت حدود الكيان مع جيرانه العرب إلى جدار من القبة الحديدية، فبين كل 10 كيلومترات نشر بطاريات “باتريوت”، وهو ما دعا إلى التساؤل عما إذا كانت واشنطن وتل أبيب تحضران لشن حرب شرسة ضد إيران وحلفائها في المنطقة. وإلى جانب ذلك، نشر الكيان الصهيوني فرقة قتالية خاصة في الجولان السوري المحتل.
واستناداً لمعلومات تم تداولها على نطاق ضيق فإن أيران أوعزت إلى حزب الله بسحب مقاتليه من سورية، وأنه قام بالفعل بترحيل آخر مقاتل له من سورية يوم أول أمس الثلاثاء، الموافق 31 آذار/مارس، وتم نشر هؤلاء المقاتلين على الحدود مع الكيان الصهيوني. وعُلِمَ أن الحزب قام بنشر أكثر من 34 بطارية صواريخ إيرانية الصنع على طول الشريط الحدودي و حول مدنه وبلداته وقراه.
أما سورية، فكما هو معروف لم تزل على حالة استنفار قصوى، وهي تستعجل روسيا بالحصول على منظومات أس 300. وواقع الحال فيها يقول أن الوقت قد بدأ يضيق جدا و أن على فلاديمير بوتن أن يسارع إلى تسليمها هذه المنظومات لأن وحدتها أصبحت مهددة بشكل حقيقي وخطير، ومن المؤكد أنها لن تقف مكتوفة الأيدي بأية حرب أمرو – صهيونية محتملة ضد أيران و حزب الله.
ما تقدم يستدعي طرح التساؤل عما إذا كان سياسيو العراق “الجدد” بدورهم يدركون خطورة الوضع وحجم الاستعدادات العسكرية التي تشهدها المنطقة وفداحة الكارثة المقبل عليها بلدهم إذا ما وقعت الواقعة، أو أن غرقهم بالفساد وانشغالهم بتشكيل حكومة جديدة والتحضير للانتخابات يأخذهم إلى مناحٍ واتجاهات أخرى؟
أما المؤشرات الواردة من واشنطن فتؤكد أن الأتفاق النووي الأمريكي – الإيراني أصبح بحكم الملغى أمريكياً ولا ينتظر غير نعيه رسميا في أية لحظة، وأن كل تحذيرات أوروبا و روسيا و الصين للبيت الأبيض لم تعد تجدي نفعاً، ومما لا شك فيه أن حجم الأسلحة الأمريكية التي شحنت ولم تزل تُشحن إلى المنطقة تدلل على ذلك. وهذا يستدعي بالطبع التساؤل عما إذا كانت قيامة إيران قد أزفت فعلياً، وعما إذا كانت ستجد نفسها أمام أحد خيارين لا ثالث لهما، خيار مصير العراق أو خيار مصير كوريا الشمالية…وربنا يستر!!!!

محمود سعيد كعوش

من مواليد ميرون ـ صفد: الجليل الأعلى ـ فلسطين المحتلة،شهادات عليا . مكان الإقامة السابق : لبنان . ..مكان الإقامة الحالي : الدانمرك ـ اسكندنافيا . الكفاءة العلمية: درجتان جامعيتان في الإدارة والأدب الإنكليزي . عمل في مجالي التعليم العالي والترجمة والإعلام المكتوب والمسموع، إلى جانب الكتابة الصحفية وإعداد الدراسات والأبحاث السياسية والثقافية والإجتماعية . عمل في العديد من الصحف والمجلات العربية والبريطانية . عمل مديراً للإذاعة العربية الموجهة للجالية العربية في الدانمرك ومقدماً للأخبار والبرامج الحوارية فيها. له العديد من الدراسات والأبحاث في الفكر القومي العربي والشؤون العربية وبالأخص الفلسطينية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *