أقلام مهجرية

الذكرى 44 لهبة يوم الأرض الفلسطينية المباركة هبة يوم الأرض في 30 آذار/مارس 1976

المجد والخلود لشهداء يوم الأرض، وشهداء الانتفاضات الفلسطينية المتتالية، وشهداء النضال الفلسطيني منذ لحظة انطلاقته الأولى حتى اليوم

 

 

محمود كعوش
محمود كعوش

محمود كعوش


هبة يوم الأرض التي تفجرت في 30 آذار/مارس 1976، وكان مسرحها جزء غالٍ من الأرض الفلسطينية، تمثلت بمواجهات الغضب التي خاضها فلسطينيو 48 ضد سلطة الاحتلال الصهيونية الغاشمة دفاعًا عن الأرض المباركة، وامتدت لتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، موحدة الشعب الفلسطيني بأكمله.
من الضروري، بل من الواجب الاعتراف بأن تلك الهبة الشجاعة قد شكلت مفارقة مدهشة، لأن هذا الجزء من شعبنا الفلسطيني، الذي لطالما “شكّك الكثيرون بوطنيته” ظلماً وجوراً وبهتاناً، وقف في ذلك اليوم المجيد وراء هبّةً عارمة في كل فلسطين التاريخية من البحر للنهر، تحولت في ما بعد إلى ذكرى وطنية مُشرفةً يُحييها الفلسطينيون في الداخل والخارج عاماً بعد عام.

ومن المفيد الاعتراف بأن هذا اليوم الدامي الذي سقط خلاله ستة شهداء ومئات الجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني البطل داخل أراضي عام 48، لم يؤدي إلى وضع حدٍ نهائي لسرقة الارض الفلسطينية المباركة واستعمارها، إلا أنه ولّد ديناميات جديدة على مستوى الفعل الوطني وبلورة الهوية الوطنية الفلسطينية.

وفي هذه السياق، من المفيد التذكير بأن المحطة الوطنية الثانية التي تلت يوم الأرض كانت انتفاضة 1987. أما المحطة الثالثة، فتمثلت بهبة القدس والمسجد الأقصى المبارك التي تفجرت إثر اقتحام المقبور آرئيل شارون وجنوده المسجد في عام 2000، ولربما أن هذه الهبة لم تقل أهمية عن انتفاضة 1987، ولربما أنها فاقت هبة يوم الأرض، بمقاييس كثيرة؛ أولها، أنّها جاءت استجابة جماهيرية قلّ نظيرها لنداء شعبنا الذي كان ينتفض من أجل دحر الاحتلال والاستيطان، أي لم يكن السبب المباشر مصادرة الأراضي كما كان في يوم الأرض، إنما من أجل القضية الفلسطينية ككل؛ وثانيها، سقوط عدد كبير من الشهداء، 13 شابًا ومئات الجرحى ومئات المعتقلين؛ وثالثها، طول مدتها، إذ استمرت 8 أيام؛ ورابعها ولربما ليس آخرها، أنها كانت شاملة وشعبية بكل المفاهيم والمقاييس، لأنها شملت الشباب والكبار والصغار والنساء.

إن استحضار هذه الأحداث الثلاثة، والتطرق لمعانيها وبعض تفاصيلها الموجزة، يكتسب أهمية خاصة في هذه الظروف، لأن من شأن ذلك أن يُفرمل الانحراف والتهوّر، ويوقظ الوعي مجددًا بأننا شعبٌ نخوض معركة وطنية تحررية تاريخية ولسنا مجرد ناخبين هنا، ومهاجرين هناك، وأننا لسنا مطيةً لأي من مجرمي الحرب الصهاينة وأسيادهم في الغرب والشرق وأدواتهم الرخيصة في وطننا العربي.

المجد والخلود لشهداء يوم الأرض، وشهداء الانتفاضات الفلسطينية المتتالية التي سبقت ذلك اليوم وتلته، وشهداء النضال الفلسطيني منذ حدوث النكبة عام 1948 حتى اليوم.

محمود سعيد كعوش

من مواليد ميرون ـ صفد: الجليل الأعلى ـ فلسطين المحتلة،شهادات عليا . مكان الإقامة السابق : لبنان . ..مكان الإقامة الحالي : الدانمرك ـ اسكندنافيا . الكفاءة العلمية: درجتان جامعيتان في الإدارة والأدب الإنكليزي . عمل في مجالي التعليم العالي والترجمة والإعلام المكتوب والمسموع، إلى جانب الكتابة الصحفية وإعداد الدراسات والأبحاث السياسية والثقافية والإجتماعية . عمل في العديد من الصحف والمجلات العربية والبريطانية . عمل مديراً للإذاعة العربية الموجهة للجالية العربية في الدانمرك ومقدماً للأخبار والبرامج الحوارية فيها. له العديد من الدراسات والأبحاث في الفكر القومي العربي والشؤون العربية وبالأخص الفلسطينية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *