أقلام الوطن

تجديد أم توريث؟

د. عادل سمارة

د. عادل سمارة

 

بعد النقد الجذري لمنظمة التحرير وخاصة ممن ناضلوا وحسب ولم يطلبوا شيئا سوى رفض تورط هذه المنظمة في التسويات التي تقود او قادت للتصفية أي كان، ولم يتوقف، نقدنا من أجل بقاء المنظمة منظمة تحرير، ها نحن نشهد تناسل أنماط تنادي  “بإعادة بناء المنظمة” وبتغييرها باتجاه نمطين من الأنجزة:
*أنجزة لبرالية غربية مرتبطة بالتمويل المسموم وبتخريج مفاوضين من طراز “حل النزاعات”
* وأنجزة نفطية قطرية عثمانية مرتبطة بالريع النفطي ولصالح قوى الدين السياسي خاصة التي جوهريا لا تؤمن بالوطن وتعتبر المقاتل جسرا كي تمر.
ويتنطع لهذا “مثقفين وأكاديميين/ات” كانوا بين غائب عن اي أداء وطني أو منظِّر للتسوية والاعتراف والتطبيع، أو خادم لقيادة المنظمة…الخ.
هذا الانقلاب التقلُّبي في منتهى الخطورة على القضية.
أعلم أن هذا سوف يثير غرائز كثير من الثعالب وحتى الذئاب.
وبصراحة، قبل انتصار الشيخ جراح/غزة وبشكل خاص بعده، صار على اي فلسطيني مخلص أن يناضل ما أمكنه ذلك كي ينخرط الفلسطيني الحقيقي في محور المقاومة عبر جبهة وطنية حقيقية وعضو حقيقي في المحور. اما داخل الأرض المحتلة من حيفا إلى رام الله ، وكذلك الشتات، فلا نعطي للناس أوامراً، لأن كلٌ سيعمل كما يرى ويمكنه.
إن اي طرح خارج محور المقاومة هو مشروع تصفوي بلا مواربة، ولا تغرينَّكم ألقاب واوصاف :(دكتور، بروفيسور، خبير حل نزاعات، مؤلف…) بل إن معظم حاملي هذه الألقاب لم تتغبر وجوههم بالمشي خطوة واحدة خارج الطريق المعبد “المسفلت”.
البديل ليس اكاديمي ولا ديني ولا طائفي بل مقاوم.
أنا أعرف بالأشخاص من هؤلاء من قال لي حتى حينما كانت المنظمة في مجد كفاحها : ولماذا لا نكون نحن القيادة. وها هي الفرصة تتأتى لهؤلاء، لهذا الخليط. وليس هؤلاء كامل المخزون، بل هناك عُتاة تطبيع يخططون ولا يظهرون سوى نادراً أو لخطىء ما.
ذات يوم، كتب حكمت المصري/نابلس في مجلة البيادر السياسي في بداية الثمانينات : “إذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية ستأتي هنا بالتحرير، فذلك، وإذا كانت ستأتي بالمفاوضات فنحن الأجدر”.
ما اشبه اليوم بالأمس.
ولكن، لا هذا ولا ذاك، فالتناقض التناحري لا يحله مفاوض “يتقن الإنجليزية كما يعتقد البعض” ولا “خبير” حل نزاعات تم تصنيع دماغه في مختبرات سي آي إيه، كطبعة حداثية إمبريالية عن “شيوخ الحل العشائري” ولا تحله نسويات يرين الأرض للذكور، ولا يحله من يرى الصراع في حدود مقاطعة ثقافية أكاديمية، ولا يحله من يحصر الصراع بين الفلسطينيين والكيان نافيا العمق الحقيقي للصراع أي العروبي.
وإذا كان هؤلاء “المثقفين والأكاديميين” من الجرأة بمكان فليسألوا من تتلمذوا على ايديهم من الغربيين والصهاينة: هل تعتبرني مثلك وقامتي بمستوى قامتك؟ حينها سوف يسمع تماماً من هو!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *