تحاليل و تقارير ساخنه

القائمة العربية المشتركة.. خطيئة تستدعي اعتذارا على الملأ

لم نسمع من القائمة العربية المشتركة تعليقات شافية، على التشكيل الحكومي في “اسرائيل”، رغم أنها أحد أهم الأسباب التي أوصلت الى هذا التلاقي بين نتنياهو وغانتس، حيث لعبت القائمة المذكورة دورا “طليعيا” في فتح الابواب لزعيم “كحول لفان” ليمسك بكتاب التكليف، عندها نام أعضاء القائمة على اذانهم، يحلمون بالوعود ورائحة الاستوزار، وينطلقون بنفس “الهيصة” الاعلامية، وبأنهم قطفوا النصر المؤزر.
القائمة العربية المشتركة، رفعت شعار اسقاط نتنياهو، ورغم “اعتداءهم” بأنهم خبراء في الشأن الاسرائيلي وخريطة الاحزاب وتوجهاتها، الا أن خبرتهم هذه تكشفت وتلاشت على وقع احتضان الثنائي غانتس ونتنياهو، فتبددت الأوهام وسقطت الوعود التي منحها زعيم “كحول لفان” للقائمة المشتركة، سقطت حساباتها وهوى رهانها، الذي صدقته وبنت عليه جهات فلسطينية، كانت ترقص على “هيصة” القائمة. هذه الجهات ايضا، ثبت سطحية معرفتها والمامها بالشأن الاسرائيلي فخسرت الكثير!!
الرد الوحيد الذي سمعناه على تلاقي غانتس ونتنياهو كان على لسان رئيس القائمة، عندما قال: ان نتنياهو أكل غانتس بدون ملح وهذا لم يحدث، فالاثنان اتفقا على كل من شأنه تصفية القضية الفلسطينية، اما القائمة فقد باعت خيولها بلا ثمن وبلا مقابل.
القائمة العربية المشتركة للاسف “تسمرت” امام مطلب “اسقاط نتنياهو” ولم ترفع مطالب ضد قانون القومية وضد خطوات الاحتلال التهويدية في الضفة الغربية، وملأت ارجاء الارض عناوين لا معنى لها، الى درجة “تأليه” غانتس الذي سيلغي أو يعدل قانون العنصرية ويعيد الحقوق الفلسطينية. لم يكن موقف القائمة خطأ، بل ارتكبت خطيئة، انقادت وراء وعود غانتس عندما اخرجته من قائمة الصهاينة المتطرفين وسامحته على جرائمه ومجازره التي ارتكبها بحق أبناء قطاع غزة، وهو المتباهي بأنه قتل الالاف منهم، ونسيت القائمة انه ليس من الصواب والعدل المقارنة بين سيئين وقاتلين.
وماذا كان يضير القائمة العربية المشتركة، لو ذهبت “اسرائيل” الى انتخابات رابعة، قد تكون لها تداعيات تمس استقرارها، وماذا كان يضيرها، لو انها ابتعدت عن اللعبة القذرة التي أوقعتها في شباكها، وهي ليس لها في ذلك لا ناقة ولا جمل.
ستظل القائمة العربية المشتركة عديمة التأثير في التصدي لممارسات وقوانين الاحتلال العنصرية وهذه الحقيقة تستند اليها المعارضة في الشارع العربي داخل “اسرائيل” الرافض لخوض الانتخابات.. وهذه المعارضة ستزداد وتتسع بعد أن ساهمت القائمة في توحيد اليمين المتطرف وفتحت له الابواب واسعة لصياغة برنامج عنوانه المزيد من التهويد والضم وفرض السيادة.
ما قامت به وتسببت به القائمة المشتركة ليست “كبوة” وانما خطيئة مخجلة، لقد خدعت جمهورها وتاجرت به، وخدعت أيضا تلك الجهات التي رأت في دعم القائمة بكل ما تيسر هو الخلاص بعينه، وما اقترفته يفرض ان تعلن على الملأ اعتذارها والاعتراف بجهلها وسقوطها في الشرك الذي رسم لها ومشت اليه بقدميها؟!
* ملاحظة: عندما تحالف غانتس مع نتنياهو وألقى بيافطة العمل على اسقاطه، علق أيمن عودة قائلا: ان غانتس خدع الاسرائيليين وهذا ليس صحيحا، لقد خدعك أنت وقائمتك المشتركة التي رفعت نفس يافطته؟!

 

المنار المقدسيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *