أقلام الوطن

والمال السياسي الإيراني ارتزاقا

معذرة: للأحبة الذي لا يريدون لي أن أرد على أوغاد المرحلة.

ساحاول التوقف بعد هذا.

 

متضامن مع الدكتور عادل سمارة
متضامن مع الدكتور عادل سمارة

د. عادل سماره

 

سألني البعض على الفيس وعلى الخاص، واحتج البعض وتسائل البعض ودار لغط كثير حول ما كتبته عن من يقبضون من إيران كمثقفين وإعلاميين ومحلللين/ات…الخ وأنا أصر على موقفي. فالقبض قبض. وإذا كان النبي بعظمته قد قال: “لا بارك الله في أمة لا تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تصنع” فكيف بفرد لا يُطعم نفسه، اللهم  إلا إذا كان معاقا؟ لكن الخطر هي الإعاقة الأخلاقية. ولكي لا يتم التحريف، فمن يقبضون من النفط العربي فهم في الدرك الأسفل من قار الزيت. أنظروا إلى مصير م.ت.ف.ناهيك عن الكيان والأمريكان وشارع الشانزليزيه.ومال تركيا وهي بيت دعارة وموقع الخلافة: كيف معاً؟

الفئة المقصودة من حديثي بشكل خاص هي التي تعيش على ريع المكافآت، اي مثلا تُدعى إلى إيران كما كانت هي او غيرها تفعل، اي  تُدعى من الدوحة وهناك يوضع في الجيب مالاً. لماذا؟ او الذين يتلقون رواتب وهم يعملون في الكتابة أو التحليل وخاصة من يقولون: “هذه معلومات وليس تحليلا”.

أنا دُعيت إلى إيران منذ 15 سنة، ورفضت. فأنا لست مسؤول حكومي او قائد فصيل، فما معنى دعوتي!ولم اكتب ضد إيران  بل بالعكس كثيرا ما تحدثت على قنواتهم (العالم وبرس تي في وحتى الميادين) وأنا أعلم ان هذا يخدمهم، لم يطلبوني لأنهم يريدون إبرازي.

حين يقول محلل: هذه معلومات. طيب من اين؟ ولماذا لك وليس لغيرك؟ وهل تصلك كي تنام عليها؟ وطالما تروجها، هل تتلقى عليها جعالة (مالاً)؟

ينطبق هذا الحديث على العديد من مدراء الفضائيات، وليس الموظفين/ات، لماذا تمولهم دولة ما؟ كالميادين مثلا؟ فهي ليست فضائية حكومة بلادها كالفضائيات السورية، أو حتى المنار كفضائية حزب بشكل واضح.

حديثي كان واضحا بأن تمويل المقاومة كمقاومة حقيقية لا غبار عليه. ولكن تمويل مثقفين وإعلاميين من تحت الطاولة هذا خطير. أما حين يثرثر عميل  كالغدار ويكررذلك ورائه جنراله بأنني اهاجم الجهاد وحزب الله…الخ.(ويا ريت يخرس الجنرال لأن ردي عليه يغضب رفاقي الذين يكرهون انشغالي بهؤلاء) لا يا فتى، هذه ليست اهتماماتي، وإن كان البعض يعيب علي ان لا امدح، فأنا لا امدح ولا أحب من يمدحني. وكل فصيل تاريخه هو الذي يشرحه للناس. أنا اركز على المال السياسي للذين لا يقاتلون.

لكل شخص طريقته. كنت قبيل 1967 في منظمة ابطال العودة، وكان تمويلها من جيش التحرير الفلسطيني من خلال الحاج الشهيد فايز جابر مع قائد جيش التحرير وجيه المدني. وكان لي تفرغ خمسة دنانير، لم المسها. وفي بيت وديع حداد في طلعة حاج نيقولا عمارة سنجر-بيروت،  قال لي وديع بحضور الحكيم: ليش ما بتوخذ تفرغك؟ قلت لا أؤمن بهذا. قال “وله يلعن د…. ماوتسي تونغ بيوخذ تفرغه”. لذا رغم خلافي مع الجبهة في الماضي فالحكيم بقي على محبته لي. وفي عام 1996 حاول تسليمي مركز الغد وحصلت مؤامرة. مع اني كنت اكدت له انا ساديره مجانا.

قد يقول قائل:وماذا عن موظفين في فضائيات أو إعلام المقاومة.

الموظف في المقاومة امر طبيعي وعادي، ولكن إذا صار دوره الدعاية لأي بلد غير بلده، فهذا يعني أن هناك ماسورة من تحت الطاولة. قارىء الأخبار، موظف عادي، لكن المحلل الذي يحلل الاخبار كدعاية لبلد فهذا محط شبهة. أي كاتب أو محلل لا يوظف كتابته لخدمة العروبة، فهو محط شبهة.

ولكي أكون واضحا، هدفي هو تبلور تيار عروبي معتمد على نفسه لا يرتزق قطعا. وإذا كان هذا لا يعجب إيران فهذا يُسعدني، لأن إيران يجب ان لا تمول مرتزقة ، وحيث تفعل فأنقدها. ألم يقل عنترة:

 

“فشققت بالرمح الأصم ثيابه…ليس الكريم على القنا بمحرَّمِ”

 

 

لا ادري إن كان السيد احمد جبريل يتلقى مساعدات من إيران، وكمقاوم هذا حقه، لكن قبل عدة سنوات (كما أذكر خلال مؤتمر في إيران يقابله مؤتمر في تركيا اعتقد 2017) حين قال على الميادين:

  • إذا إيران مع المقاومة  فيجب ان تقاتل في فلسطين
  • وإن إيران متحيزة في المساعدات لصالح حماس وأننا جلبنا السلاح من السودان فأخذته حماس بأمر من إيران وصح لنا القليل.

وبغض النظر عن راي الرجل، المهم أنه انتقد ولا يتزلف.

تجمع المدعو يحي غدار نموذجا لما اقصد، فهو كما يزعم يضم أناس من 70 دولة؟ جميل، ماذا تفعلون؟ من يمول مكاتبكم ومؤتمراتكم (تذاكر طائرات، وفنادق وربما أكثر…الخ). وفي النهاية يُصدرون صرخة للتعايش مع المستوطنين؟ كيف؟ مع المقاومة ومع المستوطنين؟ مثل تركيا :خلافة ودعارة معولمة؟ كيف؟

هل يستحق الحكي لصالح المقاومة كل هذه الفلوس؟ ها نحن نكتب  طوعا!

وهل يعقل ان تنفق إيران كل هذه الملايين لوجه الله؟ لإيران حق توظيف البعض لخدمتها، ولكن لنا حق الرفض على أرضية التحالف. ومن لا يرفض فهو مرتزق.

أذكر عام 2000  التقيت في بيت الراحل المناضل الحقيقي بهجت ابو غربية مع السيد عبد العظيم المغربي وبحضور الصديق عبد الله حمودة (كان المغربي  قبلها  رئيس  أو امين المحامين العرب) ودار الحديث حول التمويل، ومما قاله المغربي:

(إن التجمعات الوجاهية لا تقدم شيئا مثلا المؤتمر القومي العربي . وقال كنا نُدعى إلى ليبيا في موعد محدد في طرابلس، فيقولوا القائد في سرت، نلحقه إلى سرت، فيقولوا في بنغازي…الخ) . فهل يختلف تجمع غدار عن هذا؟

يمكنك ان تكون موظفا في بلدك، عاملا، منتج مستقل…الخ.أما أن تعيش من تمويل اي طرف لأنك تكتب او تتحدث سياسة أو تحلل،او تقيم تجمع كتجمع غدار بمئات ممن يُنفق عليهم كل ثلاثة أشهر في الفنادق ورحلات الطيران، وربما أسوأ فهذا درجة من العمل المخابراتي. لذا هدفي ليس المقاتلين/ات.

 

يمكنك ان تعمل في صحيفة بشرط أن لا تكتب كما يقولون لك، وإن فعلت فأنت أداة.  وباختصار، كل شخص يعرف إن كان مرتزقا أم لا.

في عام 1986 كنت في لندن، اجهز رسالتي، جاء الراحل الرفيق صالح برانسي وكانت عناية وسمر ويزن معي،لم تكن لدي اية منحة، فاستضفنا صالح للعشاء. ودعونا أصدقاء وزوجاتهم. أحد الأصدقاء، وهو كان قد قدم لي خدمة كبيرة حيث اقنعني أن أكمل دراستي في جامعة لندن وكان أن دارت بنت الحان في رأسه فقال لصالح: أنت قومي برجوازي صغير مثل خالد الحسن.وطبعا لم يكن بينهما أي نقاش ساخن. فقال له صالح: حتى لو، وأنا لست كذلك، لكن أفضل ممن يمدح الأمير حسن. كان صديقي هذا يوفر لي كل مقالاته لأقرأها بعد النشر. فاذا به كتب مديحا للأمير حسن (الأردن). وجدت نفسي في حرج الدخول في النقاش لأنهم في بيتي. لكن صديقي وحين شعر بمأزقه استجار بي فقال: الذي يعمل في جريدة او مجلة لازم يكتب كما يريداصحابها…مش هيك يا عادل”. هنا كان علي أن اتكلم: فقلت لا، فليستقيل ويعمل عامل بناء. غضب صديقي ومن حينها قاطعني.

قيسوا على الميادين، لا يمكنك مهما كنت موضوعيا أن تراها إلا محطة إيرانية. ومما أتسائل عنه  في حالتها:

كيف تخدم إيران، وفي الوقت نفسه تفتح شاشتها لانتخابات ولأعضاء الكنيست؟ وكيف تمول إيران تجمع غدار وهو يدعو لدولة مع المستوطنين؟ وكيف كل هذا وإيران في محور المقاومة؟ سؤال صعب ، أليس كذلك؟ رغم تبهيراتها عن فلسطين، أو مثلا تكرار الحديث مع الرئيس لحود بهدف إبراز بن جدو.

تمويل إيران للمقاومة الحقيقية طبيعي ومشكورا، ولكن تمويل مثقفين مرتزقة خطير. وفي النهاية، ليس دورنا مهاجمة إيران بل من يرتزق  من اي طرف وهذا واجبنا.

جنرال تجمع غدار، لم يتوقف عن الرغاء مما يضطرني لبعض الرد عليه رغم غضب رفاقي ورفيقاتي،  يحاول تفسير موقفي بأنني ضد إيران ههههه. أولا أنا عروبي وهدفي تيار عروبي، وثانياً، طيب وحياة نياشينك أنني سمحت لك بنشر مقالاتي وتعقيبك عليها بأنني مناضل ومزروع …الخ لأنني كنت اعرف انك سفير سوريا.  لو كنت اعرف أنك أساسا مخابرات لما سمحت لك بنقل حرف. فقط قبل 3 ايام عرفت انك اساسا مخابرات ، ولذا أعتذر عن عدم معرفتي بتاريخك. . احترمتك لأنك سفير سوريا.

قبل بضع سنوات جاء صديق من حركة فتح  السيد يوسف فضل كنا معا في السجن، وقال لي (فلان ترك المخابرات ويريد اللقاء معك) قلت له عمى يعميك! تاريخ المخابرات لا يُمحى. فرجل المخابرات لو صادق وسأله ابنه:

  • شو شغلك بابا
  • كان يجب ان يقول: تعذيب الناس.

 عملت في لندن عامل بناء مع فلسطينيين من شفا عمرو منهم داود خوري، وتوفيق أبو رحمة، وأنيس برغوثي وهو هنا الآن وعملت سائق سيارة بلا رخصة تابعة لمجموعة ماوية كان سائقها قد تطوع في الدرب المضيىء في بيرو وهو ايراني، وعملت مع فلسطيني(عمر الحسن-صاحب مركز دراسات الخليج)  كان ينشر حلقات في صحف الخليج ضد الكيان كان يأخذ على الصفحة 70 جنيه من كل صحيفة ويعطيني خمسة فقط عن صفحة كاملة، وعملت من اول يوم لآخر يوم في جريدة العرب لأحمد الهوني بنصف راتب لأنني كطالب ممنوع من العمل. وأنهيت الرسالة وعرض علي العمل هناك وبوسعي العمل في امريكا، لكنني هنا.

لم يتسنى لي أن أعمل لا قبل ولا بعد تلك الشهادة اللعينة كمعلم او محاضر، فأقمت مزرعة دواجن صغيرة إلى أن احرقها المستوطنون عام 2000. طيب يا ايها المناضل يحي غدار وجنرالك، أليست هذه وحدها كافية لأرفض صرخة تنادي بدولة معهم؟.

ولأمثالك ممن كتبوا بعض السطور وانكروا المحرقة ليظهروا قوميين، وهربوا كطفيليات إلى سوريا وإلى جنرال تجمع دولة مع المستوطنين، أقسم لك بكل الأصنام أن المثقف المشتبك يعمل في أعقد الأمور النظرية ويعمل في الباطون. هي هكذا.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *