تحاليل و تقارير ساخنه

لماذا يثير القمر الصناعي الإيراني حفيظة أمريكا؟

لا تزال أصداء إطلاق إيران لقمرها الصناعي العسكري الذي يحمل اسم “نور-1″، تتردد بالأوساط الأمريكية، في ظل إعلان واشنطن وإدارة ترامب استيائهما في أكثر من مناسبة بشأن هذا الأمر.

وأعلنت إيران أن القمر الصناعي العسكري الإيراني “نور-1” تم إطلاقه من خلال استخدام صاروخ من طراز “قاصد” على مرحلتين، واستطاع دخول المجال الفضائي والاستقرار في المدار على مسافة 425 كم من سطح الأرض.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستحاسب إيران على إطلاق صاروخ يحمل قمرا صناعيا عسكريا إلى الفضاء.

القمر الإيراني

وقال الحرس الثوري الإيراني، إنه أطلق أول قمر صناعي عسكري للبلاد بنجاح إلى مداره، وذلك في وقت يشهد توترا بين طهران والولايات المتحدة إزاء برنامجي إيران النووي والصاروخي.

وذكر الحرس الثوري في بيان على موقعه الإلكتروني أن القمر الصناعي (نور) يدور في مدار يبعد 425 كيلومترا عن سطح الأرض.

وأضاف أنه استخدم الصاروخ (قاصد) في إطلاق القمر الصناعي، لكنه لم يخض في تفاصيل أخرى عن التكنولوجيا المُستخدمة.

وقال إن الصاروخ يَستخدم مزيجا من الوقود الصلب والسائل.

ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يخشون من أن التكنولوجيا الباليستية الطويلة المدى المستخدمة في وضع الأقمار الصناعية في المدار يمكن أن تُستخدم أيضا في إطلاق رؤوس حربية نووية. وتنفي طهران تأكيدات الولايات المتحدة بأن هذا النشاط يمثل غطاء لتطوير صواريخ باليستية وتقول إنها لم تحاول قط تطوير أسلحة نووية.

رسائل طهران

محمد غروي، المحلل السياسي الإيراني، قال إن “أمريكا تريد بحديثها عن القمر الصناعي الأمريكي إثارة بعض الغبار حوله، بحيث يمكنها حصد بعض المكاسب السياسية، في ظل تعيشه واشنطن على الصعيد السياسي، أو أزمة كورونا الصحية”.

وأضاف في تصريحات لـ “سبوتنيك”، أن “ترامب يبحث عن مخرج خارجي يخول له الحديث عن موضوعات دولية، يخفف الضغوط على الإدارة الأمريكية، ويخرجها من المأزق التي وضعت نفسها فيه”.

وتابع: “الصاروخ الإيراني يحمل عدة رسائل، أهمها أن أمريكا رغم ضغوطها القوية من خلال العقوبات الصارمة لم تستطع إرضاخ الشعب الإيراني سياسًا، وإجبار القيادة على العودة لطاولة المفاوضات، وهو ما يؤكد أن العقوبات لم تؤثر على القرار السياسي الإيراني”.

وأكد أن “الصاروخ الإيراني أطلق في وقت تعاني فيه واشنطن من تخبط كبير، وكذلك أطلق عن طريق الحرس الثوري، وهو المصنف أمريكيًا بمنظمة إرهابية، الأمر الذي يزيد اهتمام واشنطن بالصاروخ”.

واستطرد: “بالإضافة إلى ما سبق، الصاروخ والقمر من صناعة إيرانية خالصة، وإطلاقه جاء لأهداف عسكرية دفاعية، وليست مدنية، ما يثير مخاوف أمريكا”.

وأشار إلى أن “هذا الإطلاق يضع إيران ضمن الدول التي تمتلك صواريخ عابرة للقارات، يمكنها من إصابة أي هدف في أي نقطة في العالم، وهو في مجمله يعطي رسالة واضحة بأن طهران لم ترضخ للعقوبات الأمريكية”.

توتر قائم

من جانبه قال المحلل السياسي الإيراني عماد ابشناس، إن “القمر الصناعي الإيراني عسكري، وأطلقه الحرس الثوري ووزارة الدفاع، وباستطاعته إجراء مسح للأراضي الإسرائيلية والأمريكية، عبر التصوير أو الرصد الاستخباراتي الإلكتروني”.

وأضاف في تصريحات لـ “سبوتنيك”، أن “هذا الأمر يثير حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية، وإيران قصدت هذا الأمر بالإعلان رسميًا عن إطلاق قمر صناعي عسكري من قبل الحرس الثوري، وفي ظل ظروف التوتر الحالي بين الجانبين في المنطقة”.

حفيظة أمريكية

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستحاسب إيران على إطلاق صاروخ يحمل قمرا صناعيا عسكريا إلى الفضاء.

وأضاف: “يجب على العالم أن يحاسب إيران على انتهاكاتها المختلفة”، مشيرا إلى أن واشنطن ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية جنودنا ودبلوماسيينا في مختلف أنحاء العالم”، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب).

وتابع وزير الخارجية الأمريكية: “إطلاق إيران لصاروخ يحمل قمر صناعي عسكري، إلى الفضاء الخارجي، يمثل خرقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وسوف يتحملون مسؤولية ذلك”.

وكتب ترامب على تويتر عقب إعلان الحرس الثوري الإيراني عن إطلاق القمر الصناعي العسكري في المدار: “أصدرت توجيهات للبحرية الأمريكية بتدمير أي زوارق إيرانية إذا تحرشت بسفننا في البحر”.

يذكر أن إيران عانت في الفترة الأخيرة من فشل إطلاق الأقمار الصناعية وآخرها، في أغسطس/ آب من العام الفائت، وذلك بسبب انفجار الصاروخ، في منصة الإطلاق في مركز الإمام الخميني الفضائي في شمال إيران، قبل إطلاقه.

(سبوتنيك عربي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *