أقلام الوطن

بومبيو يضم الضفة!

عبد اللطيف مهنا
عبد اللطيف مهنا

عبداللطيف مهنا

 

ضمناً، أعلن بومبيو باسم الولايات المتحدة الأميركية، باعتباره وزير خارجيتها، ضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني.. كان هذا حين قال إن مسألة ضمها هي ” قرار إسرائيلي”، بلغة أخرى، هو يعتبر الأمر مجرَّد مسألة داخلية، بمعنى أنه ينفى عنها صفة المُحْتَلَة وعن محتليها صفة الاحتلال، ويجيز لهم إلحاق ما احتلوه في العام 1967 إلى ما كانوا قد احتلوه من فلسطين في العام 1948.
لا من حاجة للحديث عن كنه العلاقة العضوية، ومعها التخادمية ذات السمة الاستراتيجية بين أميركا واسرائيلها. الأولى ترى الثانية بعين من يرى فيه صورةً مصغَّرة له لجهة تشابه، بل تطابق، عدوانية نشأتهما الاستعمارية الاستيطانية ودموية وسائلها.. وناهيك عن كونها تعد وفق ذات الرؤية امتداداً عضويا لها، فهي استثمار تحرص عليه حرصها على استثماراتها الإمبريالية الاستراتيجية. وعليه، لا من غرابة أنها، وفي مرحلتها الترامبية بالذات، تلهج بلسان صهيوني فصيح لا تدانيه شبهة اعوجاج.
كما لا من حاجة للتساؤل حول مواقف سلطة الأوسلويين “الفلسطينيين” من فتوى بومبيو وسائر ما يجري حول “المقاطعة”، أو خارج قفصهم الأوسلوي في كنف الاحتلال.. حتى الآن همهماتهم المتوعّدة، أو ما توصف مجازاً بردود أفعالهم، لا تتجاوز ولن تتجاوز ما اعتدناه منهم على مدار مشوار شائن ناف على ربع قرن.. ليس لديهم ثمة مايشي بما هو المختلف منهم في قادم الأيام..ما بعد الضم لن يخالف معهود ما قبله.. لن يكون سوى الشكوى والتكيُّف!
.. أمَّا سائر تموضعات الفصائل الوطنية فقد دنى منها أكثر من ذي قبل يوم الحساب النضالي،أو حيث يحشر المرء مع من يصطف عملاً لا قولاً.. انتهت، وكان يجب أن تنتهي منذ ربع قرن، تموضعات”رجل في البور ورجل في العمار”، لم يعد مطروحاً عليها سوى سؤال واحد:
أمع مواصلة تعويم السلطة أم القطع معها.. مع تركة “اللعم” أم مع المقاومة؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *