أقلام الوطن

موقفين من الهزيمة

محمود فنون
محمود فنون

محمود فنون

هناك موقفين من الهزيمة :
الأول : رفض الهزيمة والإستعداد لمعارك أخرى والنضال ضد المعتدي .
الثاني : قبول الهزيمة والتعاطي مع مرحلة بعد الهزيمة باستكانة أو مواقف ملتبسة وجمل ومواقف لفظية .
وفي قبول الهزيمة موقفين :
الأول : يستمر في التعايش معها
والثاني : يستدخلها في تقافته ورؤيته ومنظوره المستقبلي ويسعى لتعميم قبولها . وينطلق في مسيرته على هذا الأساس .
ويصبح هذا هو موقفه النهائي من القضية قيد البحث .
مثقفون وقادة سياسيون فلسطينيون استدخلو الهزيمة إلى قتاعاتهم ورؤيتهم وطرحوا مشاريعهم على هذا الأساس ونسجوا حولها تنظيرا وثقافة تبريرية تدرجت في الهبوط حتى وصلت اعتبار أوسلو مشروعها الوطني وتدافع عنه وتدعو له .
بعضهم لأنه ارتبط بأمن العدو بشكل من الأشكال ، أثناء التحقيق أو مساومة للسماح له بالسفر أو أية مساومة أخرى وبعضهم كبر وحمل ألقابا جامعية أو ألقابا مجتمعية أوفي صفوف الفصائل ، وبعضهم حصل على امتيازات وظيفية أو اقتصادية أو مقابل الدولار .
هؤلاء حملوا أوسلوا ونزلوا بالموقف الوطني الفلسطيني بالتدريج إلى مستواه واعتبروه المشروع الوطني وبرروه وسوغوه وكنا نسمع عبارة : هذا مشروع فتح !!! وبالطبع من تساوق معها أو توقف عن مقاومة مثل هذه السياسة بهدف إفشالها وليس فقط لقول كلمة المعارضة الديموقراطية .
ولكن الذين حملوا الهزيمة واستدخلوها ، لم يقفوا عند محطة أوسلو ، بل هم يناورون وينافحون من أجل الوصول إلى حل الدولة الواحدة ودون إزاحة . أي تكون فلسطين كلها مرتعا للإستيطان اليهودي الصهيوني في فلسطين بالمستوطنات المقامة وما يلزمها من توسع وما يلزم من اقامة مستوطنات جديدة .
هؤلاء يجهدون لجعل حالهم المهزوم والمجند لخدمة العدو ليجعلوه حال كل النخب المشابهة لهم والمستعدة ببوقوع في مستنقعهم ويقولون عنه انه حسن وليستمر .
أين تقع فصائل المنظمة /:
جزء متساوق كلية أو مخربش هنا وهناك لفظيا
وجزء ينتمي إلى التصريحات الملتبسة ويدعو إلى المصالحة ووحدة اليسار –
جزء من ما يسمى اليسار أوسلوى حتى النخاع .
والمصالحة يعني فتح وحماس والمصالحة هنا بين متضادين ولذا ستكون فقط على تقاسم الكعكة إن حصلت ولا تخدم النضال ولا تخدم القضية .
أو يدعو للوحدة الوطنية أي مع فتح أوسلو وقوى أوسلو وقوى أنصاف أوسلو .
المطلوب هو الرفض والخروج من هذا المستنقع الآسن . رفضه ورفض كل تراكيبه والتمايز الواضح عنه والإصطفاف في معسكر آخر طاهرا مطهرا من أوسلو وأدرانه وبلاويه . والتأسيس للقادم الثوري .
المطلوب بنى تنظيمية وسياسية تقوم على الرفض والثقافة الثورية والخروج نهائيا ” من عباءة القيادة المفرطة ” إلى تحالفات واصطفافات تتمسك بمشروع تحرير فلسطين دون مواربة ولا لبس ولا إبهام.

23/2/2020م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *