تحاليل و تقارير ساخنه

تحقيق يفضح لجانا إلكترونية إسرائيلية في الأردن تحرض ضد الفلسطينيين

التحقيق يكشف عن لجان إسرائيلية تدعي الهوية الأردنية لتخدم مصالح الاحتلال

كشف تحقيق لمنصة إيكاد، عن نشاط لجان إلكترونية تابعة للاحتلال الإسرائيلي في الأردن بهدف تحريض الرأي العام الأردني على الشعب الفلسطيني.

منصة ايكاد
منصة ايكاد

جاء ذلك عبر إنشاء حسابات بهويات فلسطينية تنشر محتوى عنصريا مهاجما للأردنيين ورجال الأمن.
فمع تصاعد الحراك الأردني الشعبي الداعم للشعب الفلسطيني، ظهرت العديد من الحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تتعمد نشر تدوينات حادة اللهجة ضد الفلسطينيين أو الأردنيين، في محاولة لبث الشقاق بين الشعبين.

وقالت المنصة، إن التحقيق يكشف عن لجان إسرائيلية تدعي الهوية الأردنية لتخدم مصالح الاحتلال، وعن عدد حسابات هذه اللجان الذي فاق الـ7 آلاف، مع تحليل عينة من أبرز حساباتها، لتوضيح أنماط عملها المتشابهة في ضرب القضية الفلسطينية، وعلمها على إنشاء حسابات فيسبوك لإثارة الفتنة ضد الفلسطينيين.

كما يكشف التحقيق، عن اعتماد اللجان على آليات الذكاء الاصطناعي في كتابة محتواها المؤجج للفتنة في الأردن ضد مناصري غزة، في خطوة لتحقيق أوسع سنكشف فيه المزيد من التفاصيل حول هذه اللجان.

فمع بدء الحراك الأردني مؤخرًا لمناصرة أهل غزة ومحاولة المتظاهرين اقتحام سفارة إسرائيل أكثر من مرة، جرى رصد شبكة حسابات إسرائيلية جديدة المنشأ تنتحل الهوية الأردنية تنشط بزخم على تشويه صورة هذا الحراك واتهام المشاركين فيه بالعمالة، في محاولة منهم لخلق فتنة بين أطياف الجمهور الأردني واستقطاب الجماهير لمعارضة هذه المظاهرات.

على رأس الحسابات التي تم رصدها في تلك اللجان، كان حساب “ماتيلدا” وحساب “أخو صبحة” اللذان لوحظ تشابههما في آلية السرد والخطاب الهادفة لتشويه صورة المظاهرات والزعم بأن المشاركين فيها مجرد قلة مأجورة يتم تمويلها من الخارج، ويتم توجيهها وإدارتها عبر قنوات على “التليجرام” وموقع “X”.

وبتحليل أولي لتغريدات ماتيلدا وأخو صبحة، لوحظ ظهور عدة حسابات تتفاعل معهم بزخم وتعمل على نشر رواياتهم وتضخيمها وتحاول كذلك تصعيد النبرة العنصرية تجاه الفلسطينيين، مثل حساب الخالد، ومنال الزعبي، وأسما، وياسمين.

وما لفت الانتباه في هذه اللجان أنها لم تكن تعتمد بشكل أساسي على الحسابات الوهمية لتضخيم رواياتها المزعومة حول المظاهرات، بل اعتمدت هذه المرة على حسابات بعض الشخصيات المعروفة لنشر سردياتاها التي تخدم في الأساس دولة الاحتلال وتشابه رواياتها، وهو نمط تتبعه بعض اللجان لإضفاء مصداقية على تحركاتها ورواياتها.

ومن ضمن الحسابات المعروفة التي استغلتها اللجان كان حساب معدة البرامج التلفزيونية والإذاعية في مؤسسة التلفزيون الأردني تمارا النهار، التي لوحظت أنها تشارك بقوة في نشر الروايات التي تنتقد صورة الحراك الأردني، بينما تقوم هذه اللجان بنقل تغريداتها وتضخيمها لأنها تتوافق مع أجنداتهم.

ورصد التحقيق، تحليلا أوليا لحسابات هذه اللجان ونمط التفاعلات المشبوه ومحاولة ترويجه لروايات تخدم مصلحة الاحتلال، ما أظهر شبكة تفاعلات بين هذه اللجان المنتحلة الهوية الأردنية وحسابات لجان إسرائيلية سبق وقمنا بتحليلها.

وبتحليل هذه الشبكة، لوحظ أن اللجان الأردنية (اللون البرتقالي) ارتبطت بشكل وثيق مع الحسابات الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل مثل إيدي كوهين وإسرائيل بالعربي وكريم جاهين وهدى جنات (اللون الأزرق).

كما ارتبطت كذلك مع اللجان الإسرائيلية العربية مثل حسابات توماس والكعّام (اللون الأخضر).

ومن خلال تحليل أعداد الحسابات في هذه اللجان الإسرائيلية النشطة في النقاش الأردني، تبين أنه منذ أحداث 7 أكتوبر إلى 29 مارس 2024 نشط نحو 7670 حسابًا ضمن هذه اللجان لاختراق النقاش الأردني.

كما لاحظ التحقيق، ارتفاع وتيرة نشاط هذه الحسابات بصورة كبيرة منذ 1 يناير 2024، ثم ازداد نشاطها بصورة أكبر مع اندلاع المظاهرات قرب السفارة الإسرائيلية.

ومن خلال تحليل عينة من حسابات هذه اللجنة الأردنية الإسرائيلية، وبالنظر للحساب المركزي “ماتيلدا”، تبين أن الحساب يعود لفتاة وهمية، وتم إنشاؤه في يناير 2024، ولإضفاء المصداقية يضع الحساب رابط مدونة علي الإنترنت باسمه، ولكن هذا الرابط لا يعمل ولا وجود له ولم نجد أي بيانات تسجيل له.

وبتحليل نشاط الحساب تبين أنه لا يتوقف عن النشاط والتغريد سوى ساعتين في اليوم ويعاود النشاط بعدها ويستمر وطوال اليوم.

وهذا النشاط المتواصل يُشير إلى أمرين، إما أن الحساب يتم التحكم فيه آليًا، أو أن هناك أكثر من شخص يُدير الحساب ويتناوبون عليه.

كما تبين أن أول تغريدة لحساب “ماتيلدا” ذكرت فيها أنها عملت كمديرة إقليمية لدى شركة فودافون للاتصالات، لكن سرعان ما حذف الحساب تلك التغريدة، وبالبحث عن تلك المعلومة لم نجد لها أثرًا.

ومن خلال فحص التغريدات، تبين إلى أن محتواها مكتوب بلغة عربية ركيكة، وباستخدام برمجيات متخصصة تبين أن الحساب يستخدم برمجيات الذكاء الإصطناعي في كتابة تغريداته، ما يفسر ركاكة اللغة المستخدمة لدى الحساب.

وبمزيد من التعمق في حساب ماتيلدا، تبين أن عددًا كبيرًا من متابعيه حسابات حديثة النشأة، كما ينشط على تغريداته مجموعة كبيرة من الحسابات التي تدعي الهوية الأردنية، والتي لاحظنا أنها تتشابه في صفاتها مع صفات “ماتيلدا”.

أول هذه الحسابات كان حساب halimmojordan، الذي تبين أنه ينشط على مدار الـ 24 ساعة، ما يشير إلى عمل الحساب ضمن لجنة أو التحكم به برمجيًا.

وبتحليل محتواه، تبين استخدامه فيديوهات إسرائيلية المصدر يتم نشرها في مجموعات خاصة بالإسرائيليين، تهاجم حماس وتدعم الرواية الإسرائيلية.

كما تم رصد حساب Hazem55765715 الذي تبين أنه ينشط كذلك على مدار اليوم، ولاحظنا أنه يركز حاليًا علي تضخيم التفاعلات للجان الأردنية عن طريق الإعجاب.

واتضح أن الحساب ارتبط كذلك بحساب “كريم جاهين” الذي يُعد من الحسابات المركزية في اللجان الإسرائيلية، حيث قام Hazem55765715 بإعادة نشر عدة تغريدات لكريم جاهين.

ومن ضمن الحسابات الأخرى التي تشابهت في صفاتها مع حساب “ماتيلدا” كان حساب Hamzh_Ababneh، الذي اتضح أنه حساب وهمي جديد المنشأ ينشط على مدار اليوم.

كما رصد التحقيق، تغريدة له نشرها في 28 مارس لصورة حساب فتاة على فيسبوك تُدعى تالا، ادعى أنها فلسطينية تعيش في الأردن تتطاول على رجال الأمن.

لكن اللافت أن الصورة المنشورة لحساب “تالا” أظهرت وجود 115 صديق مشترك بين “تالا” وملتقط صورة حسابها، ما أثار لدينا الشكوك في حساب “تالا” بكونها ربما مرتبطة باللجان الإسرائيلية، ما دفعنا لتحليل الحساب.

وبتحليل حساب “تالا” على فيسبوك الذي يُزعم أنه فتاة فلسطينية مُقيمة في الأردن وتهاجم رجال الأمن، تبين أنه حساب وهمي، وأن أول تفاعلاته كانت في سبتمبر ٢٠٢٣.

نشر محتوى عنصري
وأفاد التحقيق، بأن اللجان الأردنية الإسرائيلية تعمل على إنشاء حسابات بهويات فلسطينية تنشر محتوى عنصريًا مهاجمًا للأردن ورجال الأمن.

وفي المرحلة التالية تقوم اللجان بتضخيم التغريدات لاتهام الفلسطينيين بكره وعداء الأردن.

ومن ضمن الحسابات المركزية الأخرى التي تم رصدها في اللجان الأردنية الإسرائيلية، حساب يُدعى “أمن الدولة”.

الحساب اتضح أنه حديث المنشأ، ويعمل على نشر بيانات الداعمين الأردنيين لفلسطين في تغريداته مثل أسمائهم وعناوينهم، بالأسلوب ذاته المتبع من قبل حسابات اللجان الإسرائيلية كحساب موران T، والمصريين out of context والسوريين out of context.

وخلص التحقيق للقول إن شبكة لجان إسرائيلية تدعي أنها أردنية تحاول اختراق النقاش الأردني وتخوين الأردنيين الذين تظاهروا أمام السفارة الإسرائيلية، وتعمل على شيطنة المتظاهرين.

وتنشط هذه اللجان بحسابات جديده تنشط على مدار الـ 24 ساعة يوميًا مما يشير إلى التحكم بها برمجيًا.

وتستخدم بعض حسابات اللجان برمجيات الذكاء الإصطناعي لكتابة المحتوى في الحسابات.

وتعمل على إنشاء حسابات فلسطينية وهمية تنشر خطابًا عنصريًا تجاه الأردن ومن ثم يتم تناقل المنشور عبر الحسابات المنتحلة الهوية الأردنية في محاولة للتحريض على الفلسطينيين وإظهار أنهم يعادون الأردن.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *