امريكا

أقلام الوطن

هل تنجح أميركا بتعديل تفويض اليونيفيل في الجنوب؟

العميد د. أمين محمد حطيط *   بعد أن فشلت “إسرائيل” في تحقيق أهداف عدوانها على لبنان في العام 2006 بسبب بسالة المقاومة في الدفاع، قدّمت لها أميركا جائزة ترضية تمثلت بالقرار 1701 الذي غيّر بعض الشيء من تفويض قوات اليونيفيل المنتدبة إلى لبنان منذ العدوان الإسرائيلي الأول في العام 1978، كما عدّل تشكيلها ورفعها إلى 15000 عسكري منهم قوة بحرية ألحقت بـ “اليونيفيل” لأول مرة، وقد حاولت أميركا تشديد أحكام القرار يومها وإصداره تحت الفصل السابع وجعل القوات المنتدَبة قوات متعددة الجنسية، لكنها فشلت في مساعيها أمام الواقع الذي ارتسم في الميدان والإقليم يومها والذي لم يكن لصالح أميركا و”إسرائيل” المهزومة. ونذكّر هنا بالفقرة 10 من مشروع القرار الأميركي التي كانت تتحدث عن ذلك، لكن الرفض اللبناني المقاوم أسقطها. وفي الأشهر الأولى لوصول التعزيزات العسكرية الدولية والتي شكلت قوات الأطلسي النسبة الأكبر فيها براً وبحراً حيث بلغت 75% من مجمل القوات (11000 من أصل 15000 براً وبحراً) حاولت تلك القوات الأطلسية خاصة الفرنسية والإسبانية أن تفرض قواعد اشتباك عملية ميدانية تتخطى منطوق القرار 1701 الذي صدر تحت الفصل السادس والذي يقيّد الأمم المتحدة في المهمة بحصرها في مساندة الجيش اللبناني في مهامه، ويقيّدها في بقعة العمليات ويحصرها في منطقة جنوبي الليطاني بين الحدود الدولية وخط جنوبي النهر ويقيّدها بإطلاق النار ويمنعها من ذلك إلا في حال الدفاع عن النفس أو لزوم مهمة مساندة الجيش. أما الممارسة العملية التي حاول الأطلسيون فرضها يومها فكانت تتخطى كلّ ذلك بعيداً عن القرار. وكانت المفاجأة أنّ الحكومة اللبنانية ورغم تحذير الجيش ورفض المقاومة واستنكار الشخصيات والقوى الوطنية، التزمت الصمت يومها أمام سياسة الفرض بالأمر الواقع، ما استدعى تصدّي الأهالي المدنيّين للأمر حتى كادت تقع مواجهات يسقط فيها ضحايا. أمام هذا الواقع أدركت القوى الأطلسيّة التي استأثرت منذ العام 2006 بقيادة قوات اليونيفيل أنّ سياسة الأمر الواقع وفرض قواعد اشتباك تتخطى ما قبل به لبنان بمقاومته خاصة في القرار 1701 انّ هذا لن ينجح لا بل انّ الإصرار عليه سيعرّض سلامة القوى للخطر وسيحوّلها بنظر الأهالي إلى قوات احتلال يكون مصيرها كمصير قوات الاحتلال الإسرائيلي، عندها تراجع الأطلسيون ومعهم كلّ اليونيفيل عن المحاولة واعتمدت قواعد اشتباك تلتزم نص القرار 1701 بالشكل الذي ذكرنا. بيد أنّ أميركا لم تسقط التعديل من رأسها وكانت مع كلّ تجديد او تمديد لمهمة اليونيفيل في لبنان، تحاول فرضه مرة جديدة وكانت تواجَه بالرفض اللبناني الذي كان يضغط على القوى المشاركة في القوات الدولية بما يشكله من خطر عليها فتهدّد بالانسحاب في حال تمّ التعديل الذي كانت تريده أميركا بتحويل قوات اليونيفيل من قوات سلام تعمل برضى الأطراف في بيئة ديمغرافية تتقبّلها، إلى قوات قتال في بيئة تعاديها أو ترفضها. وفي المحصّلة فشلت أميركا طيلة العقد المنصرم من أجراء أيّ تعديل للقرار 1701. واليوم تتكرّر المحاولة قبل أشهر ثلاثة من انتهاء تفويض اليونيفيل وتريد أميركا إجراء تعديل يخوّل اليونيفيل بمهام بعيداً عن مساندة الجيش ويجيز لها فتح النار خارج حالات الدفاع عن النفس. والبعض يقول أيضاً السماح لها بالعمل في النطاق الأمني شمالي خط الليطاني في العمق اللبناني والقصد من كلّ ذلك تكليف اليونيفيل القيام بمهمة تخدم حصرياً المصالح “الإسرائيلية” بجمع المعلومات والتفتيش عن سلاح المقاومة ونزعه وهي المهمة التي عجزت “إسرائيل” عنها في حرب الـ 33 يوماً وتراها اليوم أكثر ألحاحاً مع ما يُتدَاول عن امتلاك المقاومة لترسانة صواريخ تخطت الـ 100 ألف صاروخ حسب قول “إسرائيل”، ومنها كمّ مهمّ من الصواريخ الدقيقة التي تقضّ مضاجع “إسرائيل”. إنّ المحاولة الأميركية خطرة وخبيثة وإذا قيّض لها النجاح فإنها ستضع المقاومة والشعب في الجنوب وجهاً لوجه وينقلب الأمن والاستقرار السائدين حالياً في المنطقة إلى حالة من الاضطراب والاختلال الأمني التي لا يمكن لأحد أن يتوقع إلى أين تصل في حال تدحرجها. ولذلك نرى انّ على لبنان أن يضع مجلس الأمن منذ الآن بين خيارين أما التمديد لـ “اليونيفيل” دون أيّ تعديل للقرار 1701 او سحب هذه القوات التي تقدّم حتى في واقعها الحالي خدمات لـ “إسرائيل” أكثر منها للبنان. وبالمناسبة نقول إنّ اليونيفيل لم تنفذ مهامها التي أسندت اليها بالقرار 1701 في واقعه الحالي خاصة لجهة مزارع شبعا والغجر ومناطق الاحتلال الإسرائيلي الـ 13 شمالي الحدود الدولية والخط الأزرق المعتمد للتحقق من الانسحاب الإسرائيلي، والذي تريده أميركا و”إسرائيل” خطاً للتفاوض على حدود جديدة وفقاً لصفقة القرن، ولم تلتفت أميركا او أحد من المعنيين إلى هذا التقصير، بينما تصرّ أميركا على أمر آخر يتعلق بتعديل التفويض لمحاصرة المقاومة والتفتيش عن سلاحها ودفع الجنوبيين إلى حالة من القلق لا يعرفون معها متى تدخل عليهم في بيوتهم وممتلكاتهم قوات أجنبية ترتدي القبعات الزرقاء لتفتش أماكن تظنّ أنها فيها ممنوعات متجاوزة الجيش اللبناني وقوى الأمن اللبناني ذات الصلاحية وممارسة لوظيفة قوات احتلال وليس قوات سلام او حفظ سلام. إننا ورغم شكّنا بقدرة أميركا على إجراء التعديل، وذلك لأكثر من اعتبار أهمّها ما يتعلق بخوف الدول المشاركة في اليونيفيل على أمن قواتها إذا جرى التعديل دون موافقة بيئة المقاومة وشعبها في الجنوب، وكذلك حاجة ذلك لموافقة الحكومة اللبنانية التي بتركيبتها الحالية لا يمكن لها أن توافق على التعديل ولا يغيّر من الأمر شيء القول بانّ مندوبة لبنان في الأمم المتحدة قد توافق، فهذا الأمر هو أمر تأسيسي استراتيجي لا يمكن للمندوبة أن تتخذ فيه قراراً دون العودة الى وزارة الخارجية، رغم كلّ ما يُقال بهذا الصدد، أضف إلى ذلك توقع الرفض الروسي والصيني والفرنسي تبعاً للرفض اللبناني. بيد أنه ورغم كلّ ما ذكر نرى أنّ على الحكومة اللبنانية ومنذ الآن إبلاغ مجلس الأمن بكتاب خطي واضح رفضها أيّ تعديل للقرار 1701 ورفضها أيّ مراجعة لقواعد الاشتباك مهما كان الأمر طفيفاً. وقبل أن ينظر بتعديلات تقيّد لبنان وتطلق يد الأمم المتحدة فيه لمصلحة “إسرائيل”، وأنّ على الأمم المتحدة تطبيق القرار بأحكامه الحالية وتأمين المصالح اللبنانية التي قيل إنها اعتُمدت لترعاها. *أستاذ جامعي – وخبير استراتيجي البناء محرر الموقع

أكمل القراءة »
أحداث الساحة العربية والدولية

نيويورك تايمز: بومبيو أعد خطة جهنمية لتمديد حظر الأسلحة على إيران

في خطوة أمريكية جديدة للالتفاف على الاتفاقات، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يستعد لطرح خطة…

أكمل القراءة »
تحاليل و تقارير ساخنه

لماذا يثير القمر الصناعي الإيراني حفيظة أمريكا؟

لا تزال أصداء إطلاق إيران لقمرها الصناعي العسكري الذي يحمل اسم “نور-1″، تتردد بالأوساط الأمريكية، في ظل إعلان واشنطن وإدارة…

أكمل القراءة »
أحداث الساحة العربية والدولية

الأطباء يطالبون بالكشف عن أدوية الإعدام السرية لمعالجة مرضى فيروس كورونا

طالب عدد من خبراء الصحة في أمريكا بكشف الغطاء عن الأدوية المخصصة بتنفيذ عمليات الإعدام للعمل على استخدامها في علاج…

أكمل القراءة »
أقلام الوطن

إنكشاف حقائق مخفية لعالم مزيف (3 من 4)

حلول الصين وتضعضع الراسمالية…هناك وقت   د.عادل سمارة   الحماسة على دفئها يجب ان لا تاخذنا إلى توقع انهيار النظام…

أكمل القراءة »
أقلام مهجرية

الشرق الأوسط فوق صفيح ساخن!!

حشود عسكرية أمريكية في شمال العراق مطار أربيل يستقبل أسراباً من طائرات الشحن العسكرية الأمريكية نشاط عسكري أمريكي جوي مريب…

أكمل القراءة »
أقلام الوطن

هل انهيار النظام الصحي في الولايات المتحدة بداية لانهيار النظام الدولي العالمي؟

عمر عبد القادر غندور*   في الوقائع قال رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الالماني توماس باخ معلقا على تأجيل الالعاب الاولمبية…

أكمل القراءة »
أقلام الوطن

العصر الاميركي ـ الاسرائيلي يعتقل لبنان “ليحرر” عامر فاخوري!

طلال سلمان*   استطاعت الولايات المتحدة الاميركية، بالتواطؤ مع بعض القيادات صاحبة حق الامرة على المراجع القضائية والاجهزة الامنية، أن…

أكمل القراءة »
أقلام الوطن

وباء كورونا …وشبح الشيوعية

الدعاية والتثقيف إعادة التثقيف هو ميدان صراع   د. عادل سمارة   هذا ما خطر لي حين تابعت كيف تصرفت…

أكمل القراءة »
كلمه و نص

كورونا في خدمة الشركات في عالم تحكمه الشركات

د. عادل سمارة   تسائل كثيرون من الرابح من أزمة وتأزيم كورونا؟ لا زلت أقول: الشركات والساسة، اي تحالف رأس…

أكمل القراءة »
أقلام الوطن

العراق والتحليل الغائب

د. عادل سمارة   في اللحظة يتم قصف العراق بكل من :قنابل العدو الأمريكي البريطاني الفرنسي وقنابل الكذب المرجعياتي والطائفي…

أكمل القراءة »
أقلام الوطن

أمريكا وقمم ترامب الثلاث في الرياض لتصفية قضية فلسطين

د. غازي حسين بنى أمراء وملوك النفط والغاز آمالاً  كبيرة على رؤساء دول غربية ، وعقدوا معهم صفقات أسلحة خيالية…

أكمل القراءة »
حين ينطق القلم

تبديل القبعات بين مطرقة الحديد اللاهب و الرأس البارد

بشير شريف البرغوثي   كما ذكرت في منشور سابق فإن الحكومة التركية رضخت .. لماذا؟ لأن الدور الأساسي لأردوغان خلال…

أكمل القراءة »
كلمه و نص

نساء أربع أم مئات آلاف الدواعش

مجددا عن توزير المرأة   د.عادل سمارة     هاتيك النسوة الأربع في امريكا هن الأكثر جرأة في نقد الكيان…

أكمل القراءة »
أقلام الوطن

الحقد الاميركي

عمر عبد القادر غندور*   قد يأتي وقت غير بعيد وتتهم الادارة الاميركية ايران بحرائق الغابات التي تقضم ميئات الهيكتارات…

أكمل القراءة »