أقلام الوطن

جزائر أخرى كأنظمة أخرى؟

من يتابع مواقف الشعب الجزائري بمختلف مشاربه الفكرية والعقيدية يدرك أن الأكثرية الساحقة ، وربما بدون استثنا، هو مع تحرير الوطن المحتل بلا مواربة.

د.عادل سماره
د.عادل سماره

د. عادل سماره

 

ابتهج كثيرون وتفائلوا حينما دعا الرئيس الجزائري الفصائل الفلسطينية إلى مؤتمر مصالحة في الجزائر. بينما تشائم وقلق كثيرون من دعوة المتناقضات الفلسطينية إلى مصالحة لم تحصل رغم تكرار اللقاءات والبيانات وقسم الأيمان والعنتريات على الشاشات…الخ وفي النهاية لا شيء على الأرض سوى الانقسام بل وحتى إستخدام معالجته لتغطية وإخفاء المهام الحقيقية! إنها لُعبة الانقسام. .
وبمعزل عن الصور ونص البيان والتصريحات، فإن جملة واحدة في حديث الرئيس الجزائري لخَّصت كل ما حصل وهي:”إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف”.
وهكذا إصطف الرئيس الجزائري وحكومته طبعاً إلى جانب مختلف الدول العربية بقرار التطبيع الرسمي أي الاعتراف بالكيان الصهيوني تحت غطاء خطير وقاتل وهو “الشرعية الدولية.”!. وهذا تأكيد وجود الانفصال وضرورة تحويله إلى طلاق بين الشعبي والرسمي في الجزائر كما مختلف البلدان العربية أي أن الشعبي مع فلسطين محررة كاملة لشعبها بينما الأنظمة ضد هذا وتقف لصالح الكيان بمنحه معظم فلسطين الذي جرى احتلاله عام 1948 وإبقاء المحتل 1967 تحت سيطرة الكيان بنظام حكم إداري ذاتي فقط.
وهكذا يقف النظام الجزائري ضد الشرعية الشعبية الفلسطينية وضد الشرعية العروبية من فلسطين!
بل ويُكمل الرئيس تبون خبث وأُكذوبة ومخادعة كل الذين يقولون “عاصمتها القدس الشريف” مما يعني:
أولاً: حسب هذا التطبيع فإن القدس الشريف هي المسجد الأقصى. كيف لا، فمن يعترف بأن المحتل 1948 هو للكيان، فهو يفهم أن الجزء الغربي المحتل من القدس هو، حسب موقفه، ليس من حق الشعب الفلسطيني.
وثانياً: أكذوبة القدس الشريف مقصود بها أن الصراع دينيا، وبأنه إذا استعاد الفلسطينيون الأقصى والقيامة، فإن الصراع قد تم حلّه.
وثالثاً: تهرب الرئيس تبون كغيره من الحقيقة الواضحة وهي أن القدس محتلة فغطى نفسه كغيره بكلمة الشريف وتهرب من حقيقة أن “الشريف تحت الاحتلال”. وإخفاء كون القدس محتلة هو من أجل تعمية الأجيال الشابة عن حقيقة وجود الاحتلال وبالتالي تمرير التطبيع ونفي وجوب التحرير.
بقي أن نقول بأن الفيصل اليوم في إدراك أمور ثلاثة:
الأول: إن ماجرى في الجزائر هو قبول كافة القيادات الفلسطينية التي شاركت هناك بالاعتراف بالكيان على المحتل 1948 واستجداء طلبهم ب “الاستدوال” في المحتل 1967، وهذا لن يحصل بالمؤتمرات ورفع إشارة “النصر” دون أن نرى النصر. صحيح أن هذا ليس موقف قواعد بعض هذه الفصائل، ولكن قواعد لا تقتلع قيادات فندقية هي في خطر!
والثاني: إن ما يجري في الأرض المحتلة بولادة الفدائيين الجدد هو الطريق الذي يبتكره الشعب بعيدا عن العواصم والفنادق وأربطة العنق وياردات الصوف الإنجليزي وارصدة المصارف …الخ.
والثالث: إن الأنظمة العربية الرسمية لم تكن ولن تكون لا منفردة ولا مجتمعة ممثلة لطموح الأمة العربية في أمرين: إقامة الدولة العربية المركزية وتحرير القضية المركزية. هذه الأنظمة ترقص على أنغام الإمبريالية والصهيونية في مختلف مواقفها لأن بقائها في مواقعها بموجب إتقان هذا الرقص. فلتبحث قوى الثورة عن طريقها خارج وفي تضاد مع هذه الأنظمة.

 

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *