أقلام الوطن

إنها تنتظرك

د.عادل سمارة
د.عادل سمارة

د.عادل سماره

 

وارتحل أحمد جبريل القائد الغِواري الحقيقي بين مختلف الأمناء العامين والذي أقام في البلد الحقيقي للمقاومة، في الشام، ارتحلت وأنت مشتبك بالدور دوماً ولكن لحظة الرحيل خانها الاشتباك بالجسد. لم يُسعفك حظ عاندك دوماً رغم جاهزيتك. ربما خشي الرصاص منك فلم يتسنى لك الرحيل لتكون مشتبكاً بالجسد. لذا يليق بك قول المتنبي:

نُعدُّ المشرفية والعوالي…وتقتلنا المنون بلا قتالِ

ونرتبط السوابق مسرجاتٍ…وما يُنجين من خَببِ الليالي”

فأنت من استحق الاستشهاد على اسنّة الرماح.

ولكن المقاتل يحفزه الموقف والواجب ولا يُعطى اختيار الرعشة الأخيرة كيف وبماذا واين.
أحمد جبريل الرجل الذي لم يدفع لفلسطين اي مقاتل غِرَّاً ولم يطعم السجون متحمسين بلا كفائة. مجموعاتك قامت بأعظم العمليات الفدائية حيث كانت الأعلى تدريباً. كنت تُعدُّ منظمة حرب غوار لا منظمة سياسية أو أو إعلامية لأنك كنت ترى، وترى حتى مع ارتحالك بأن المشروع هو التحرير فقط لا المساومات ولا المفاوضات ولا الاستدوال، ولو كانوا جميعا مثلك لما كنا في ما نحن فيه! .. لذا عرفتك القلَّة، ولكنها ذات الرؤية. أنت ومن معك اصحاب عملية الطائرة الشراعية التي مهدت لانتفاضة 1987، لا أقل كما يزعم غيري أن فلانا فجرها، فهي عفوية تماما ويا ليتها بقيت عفوية. وأنت ومن معك كدتم تأسرون رئيس اركان جيش العدو 1982 لولا هليوكبتر العدو، وأنت معنا في مطار اللد 1967، وأنت وحدك، نعم وحدك الذي لم يخن الشهيد القذافي وبقي على كل الاحترام له بينما طعنوه الذين غمرهم بثروة الشعب العربي في ليبيا. وأنت وحدك الذي انتقد الحليف الإيراني ولا يفعل هذا غير الواثق من نفسه. فالغِواري لا يتذيَل ولا يُساوم.
بدأت وفياً ورحلت وفياً، ليس لفلسطين وحدها ولكن للشام فقاتل واستشهد مقاتلوا منظمتك دفاعأ عن اليرموك وعن سوريا في وجه فلسطينيين وأتراكا وإرهابيي الدين السياسي! أليس عجيباً هذا؟
وإذا كان هناك من يمضي مرتاحاً فهو أنت.
في أمثالك قال أحمد حسين، الذي غطَّوا عليه كما عليك وأبرزوا من أبرزوا:

“نم في ثراك فلست أوَّلَ فارسٍ…قتلته أعين أرضه النجلاءُ”.

إنتظرتك وها أنت في رحمها كما أتيت.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *