أقلام الوطن

وجع النصر ومستدخلو/ات الهزيمة

د. عادل سماره

لا أدري لماذا قفز إلى ذهني الشهيد الحقيقي هوجو تشافيز بقوله:

” جاءوني من كل حدبٍ وصوبٍ ليقدموا لي النصائح، كي أكون رئيسا ناجحا ومقبولا، وعرضوا علي مرشحيهم لتعيينهم مدراء للبنك المركزي أو وزراء للاقتصاد والمالية وغيرها من ذوي الخبرة حسب زعمهم – أي مرشحي البنك الدولي وصندوق النقد – تأملت في كل ما يدور من حولي وتبصرت ملياً في اقتراحاتهم فوجدت أنني إذا وافقت عليها سأكون رئيسا شكليا وموظفا لديهم، لأن الرؤساء الذين سبقوني كانوا هكذا، رفضت كل اقتراحاتهم بوعي، وكنت أعلم أن هذا يعني الصدام مع مراكز القوة الاقتصادية والمالية محلياً وإقليمياً ودولياً، الواجب الوطني والضمير والأخلاق يفرضا علينا أن نقبل التحدي، وهذا ما قررناه. هذا ساعدني أن أدرك بعمق أيضاً أن الوصول إلى الحكم لا يعني الاستيلاء على السلطة، التي يجب علينا أن نستولي عليها مهما كلف الثمن والتضحيات”.

في وطننا، يتوجعون من انتصارات سوريا، ولم تكتمل بعد!!! أليس فظيعاً ان يتوجع ناس بلد من صموده. رقصوا على دم العراق ودم ليبيا ودم اليمن ودم سوريا …وحتى فلسطينيين على دم بلدهم لماذا؟ في وحدة لا وطنية بها القومي واليساري والماركسي واللبرالي والمتأسلم اي ما قبل الحداثي والمتغربين اي ما بعد الحداثي…الخ  ماذا يريدون بعد؟

لعل  السبب الرئيس وراء هزائمنا أننا لم نكن مؤهلين فكريا وعقيديا للمهمة الكبرى وهي التحرير والوحدة. بل لم نكن مؤهلين لإعطاء الوطن قيمته  بينا هو كل شيء وفوق كل شيء.  فقمة التهافت أن يُرفع شخص فوق الوطن ولاعتبارات الغنج العواطفي…تباً لكم/ن. ليس الأمر فقط قوة العدو بل تماسك مشروعه وتمسكه بمشروعه. الثقافة القطرية متغلغلة لأن بديلها ضعيف. لو كان بوسع الفلسطيني البقاء لما لجأ الى الأردن ولبنان…الخ. لذا، فلنأخذ درسا من صمود سوريا ونصلي لها.  المجتمعات الريعية تكره القادم لأنه يشاطرها ما تمت رشوتها به. لو كانت منتجة لكانت سعيدة به. المجتمع الريعي ليس قوميا.

المجتمع الريعي فردي فرداني، يرى ان الوطن “هو” ويقيس كل شيء على ما يرى. الفرد الفرداني ملك، ممنوع ومحظور نقده، خُلق للمديح حتى وهو يخون. الفرداني لا يمكن التحالف معه لأنه يطلق النار على الوطن وباسم الوطن. لا تستحكم معه في خندق أبداً.

ويبقى السؤال الذي يحيرني: طالما كل موتانا شهداء وكل أحيائنا ابطالا، فمن اين أتت الهزائم؟ إن اكثر ما يخيفني تلك الظهور المحنية الباحثة عمن يمتطي.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *