تحاليل و تقارير ساخنه

كيف لعب الاعلام الخليجي دورا في اعلان التطبيع بين الامارات و”اسرائيل”؟!

كشفت تقارير اسرائيلية عن أن التمهيد لتطبيع العلاقات بين الامارات و”اسرائيل” بدأ منذ سنوات وضمن آلية مدروسة، شكل الاعلام أحد مفاصل هذه الالية، وبالتالي، لا أحد يدعي بأن هناك خداع أو لم يكن على دراية بأن ما تشهده الساحة الاماراتية والساحة الاسرائيلية سوف تؤدي الى اشهار العلاقات باعلان للتطبيع.
تفيد هذه التقارير بأن الدول الخليجية بشكل هام تعمل منذ سنوات ضمن استراتيجية واضحة، عنوانها “تسويق اسرائيل في الشارع الخليجي” والآلية التي استخدمت لانجاح عملية التسويق هذه، أدارها خبراء وليس هواة، وهي مبنية على قواعد ومفاهيم اعلامية في اطار الاعلام النفسي لتغيير وتبديل وجهات النظر والقناعات ومواقف الرأي العام.
هذا التريوج كان يتم من خلال نشر تقارير بشكل منظم ومدروس في وسائل الاعلام الخليجي عن تقدم “اسرائيل” في كل المجالات، وامتلأت هذه الوسائل بمقالات رأي لكبار الكتاب وبدعم واضح من الأنظمة.
تضيف التقارير أنه في نفس الوقت كان هناك تراجع متواصل في تغطية كل ما يجري في الساحة الفلسطينية، حتى زيارات صناع الرأي العام في وسائل التواصل الاجتماعي الى “اسرائيل” كانت تتم ضمن هذه الخطة وفي اطارها بتمويل من الحكومات الخليجية، التحركات جميعها كانت باتجاه هدف واحد هو الوصول بالعلاقات مع “اسرائيل” الى “الحميمية”.
وحتى الساحة الدولية، وفي امريكا بشكل خاص قد شهدت نشاطات مكثفة لمجموعات الضغط السعودية والاماراتية وتحديدا في واشنطن من أجل الترويج لمحاسن وفوائد وثمار اقامة العلاقات بشكل علني بين اسرائيل ودول الخليج، كما نجحت الدول الخليجية في تضخيم التهديد الايراني لتجعله الهاجس القائم الذي يهدد الاستقرار الخليجي، اضافة الى ترويج مقولة “اسرائيل” القوية التي تقف سدا منيعا في وجه طهران.
هذه الخطة الاعلامية المتكاملة التي يخوضها الخبراء لم تتوقف وما تزال مستمرة، ومن حلقاتها تغييب الفلسطينيين في الاعلام الخليجي، باستثناء ما يساهم ويساعد في توسيع الفجوة بين الرأي العام الخليجي وبين الفلسطينيين، ولهذا السبب كانت حاضرة صور حرق العلم الاماراتي وحاكم الامارات محمد بن زايد في وسائل الاعلام الخليجي ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتختتم التقارير ان أي متابع لهذا التسلسل للاحداث الاعلامية كان يدرك أن ما يجري هو تمهيد للاعلان عن التطبيع بين دول الخليج وتل أبيب، ولا مفاجآت في ذلك.

المنار المقدسيه

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *