أوراق أدبية

نَــمْ يا حَبيبي ..!؟

رشيد الجشي

 

من دفتري العتيق

 

فيما مضى وفي مرحلة الشباب المبكر كنت’ أعتقد’ لقلةِ خبرتي بالحياة أن العرب صادقون في محاولة تحريرِ فلسطين وأنهم يعملون على قدمٍ وساق لأِنجاز هذه المهمة وذلك من خلالِ مقولاتهم وخطاباتهم السياسية الطنانة الرنانة المكحولة النعسانة ولكن “إسرائيل” المدججة والمدعومة من قوى الأرض وبركات السماء هي دولة غير قابلة للهزيمة..وهي وعد’ الله الحق علينا..ومع تقدم سنوات العمر وزيادة الوعي عند العبد الفقير لله بدأت’ ألاحظ’ أنه أثناء جولات القتال بين “إسرائيل” وبعض العرب الرافضين لما ’رسم لهم في سايكس بيكو فإن غالبية العرب كانوا مع “إسرائيل” ضمناً بل وكانوا يسخون عليها بالمال والعتاد سراً لإنجاز مشاريعها العدوانية وتكريس وجودها ..والحقيقة أن قوة “إسرائيل” المطلقة هي كذبة ابتدعها العرب للتمويهِ وذرِ الرمادِ بالعيون وذلك ضمن ’مخططٍ مرسومٍ من أمريكا و”إسرائيل” والعرب أنفسهم حتى تكون مهمة تحرير فلسطين هي مهمة مستحيلة *وكفى الله’ المؤمنين شر القتال) وفعلاً فقد رسخت هذه الفكرة في أذهاننا وتضخمت قوة “إسرائيل” الكاذبة في البلاد العربية حتى لم يعد عليها بعد دعاية قوتها الكاذبة أن تقاتل لتحقيق أهدافها بل بات يكفي أن تهدد حتى ينصاعَ العرب’ لما تريد..أما الرواية الحقيقية عن “إسرائيل” والعرب فهي غير ذلك تماما وملخصها التالي

مع نهاية الحرب العالمية الأولى ’هزمت تركيا صاحبة الخلافة الإسلامية المترامية الأطراف وبدأ المنتصرون بتقسيم ممتلكات الخلافة فيما بينهم وأقواهم كانتا بريطانيا وفرنسا فكانت معاهدة سايكس بيكو بين وزيري خارجية إنجلترا وفرنسا التي وقعت في 3 كانون الثاني العام 1916حيث اقتسما ميراث الخلافة العثمانية بينهما وأعطيتا قضمتين صغيرتين لكلٍ من روسيا القيصرية آنذاك قبل الثورة البلشفية بقليل ودولة إيطاليا الأقل قوة منهما وفحوى سايكس بيكو هو رسم العالم العربي بعد الحرب رسماً جديداً يناسب المنتصرين ..وفيه تقوم “إسرائيل” من العدم و’يجلب’ اليهود’ من الشتات العالمي بكل الوسائل والسبل وتشرف’ على تنفيذ الخطة بريطانيا القذرة التي كانت ’منتدبة من ’عصبة الأمم على فلسطين لإنجاز وعد بلفور المشئوم ..ويقوم مع “إسرائيل” بالمنطقة المملكة السعودية وإمارات ومشيخات منطقة الخليج العربي الغنية بالنفوط اللواتي يجلس على سداتها أشياء’ ما عرفوا المدارس ولا يحسنون حتى القراءة والكتابة لسهولة نهبها ..وهذا يعني أن المرسوم في سايكس بيكو هو صفقة واحدة تؤخذ كاملة كما ’رسمت وذهاب دولة منها يعني ذهاب الصفقة كاملة وهذا يعني أن زوال “إسرائيل” حتما سيؤدي لزوال السعودية وزوال منظومة منطقة الخليج العربي..ولقد ظللنا مخدوعين بقوة “اسرائيل” الفلكية حتى بداية تسعينيات القرن الماضي فقبل ذلك كانت “إسرائيل” تقوم بالعدوان علينا والعرب يمثلون مسرحية العداء لها بالشجب والتنديد والخطب الجوفاء الرنانة ولكن عذرهم بعدم التصدي لها يكمن بأن قوتهم ليست كافية لمواجهتها وهم يبنون قوتهم باضطراد لتحقيق توازن القوة المطلوب لمحو “إسرائيل” وإزالة شرورها ..وعندما انكشفت “إسرائيل” ككذبة كبرى وكدولةٍ ’مصطنعةٍ هشة يمكن هزيمتها بسهولة وقد ’هزمت فعلاً أكثر من مرة باتت “إسرائيل” غير قادرة على لعب دورها القديم المرسوم وهنا خرج العرب على مسرح العمليات بشحومهم وريائِهم ودولاراتهم وتآمرهم لحماية “إسرائيل” والدفاع عن بقائهم معها حسب سايكس بيكو وذلك بالتطبيع النافر الممجوج ..والشرق الأوسط الجديد..وصفقة القرن بل وفبركة تاريخ جديد لنا يقوم بإلغاء حقيقة اسمها فلسطين أرضاً وشعباً فلا حقَ لنا بفلسطين فهي كاملة لليهود ولا قبلة أولى للمسلمين ولا إسراء ومعراج لآخر الأنبياء ولا ’عهدة عمرية للقدس ولا حتى قرآن كريم فتلمود اليهود يقص’ علينا ونحن نسمع’ ونطيع’ وننقاد’ وننفذ.. و..و ..كما نرى من حولنا في هذه الأيام من فيديوهات رخيصة لبعض الأقزام من *الأعراب*..وأم هارون ..ومخرج ..7.. وعمليات الضم والإلغاء العلني للقدس وكل فلسطين وما سيلي وهو أعظم لأن زوال “إسرائيل” يستدعي زوال الكثير من الدول والكيانات العربية ويدعو إلى ضرورة رسم المنطقة من جديد وحول ما تكشف عن حقيقة *الأعراب* في هذه الأيام ..أقول..!!

إن يأخُذوا الأقصى

لدَيْنا قِبْلَةٌ’’

ظَلَّتْ زَمانَ الْحَجِ

تَدعو الأتْقِياءْ

أو يَهْدِموا

من أجْلِ هَيكَلِ زَعْمِهِمْ

ما هَمَنا هذا

أقولُ..بِكِبْرياءْ

فَلْيهْدِموا

أو يرْفَعوا..أو يَنْصُبوا

فالفِعلُ..نَحنُ

وإنِما فِعْلُ الرجاءْ

بلْ إننا الْماضي

بِتَصريفٍ..جَثا

يَرجو الْمُضارِعَ..ناحِباً

لُطْفَ البَلاْءْ

ماذا نُريدُ بِقِبْلتيْن

فَمَنْ يُجِبْ..!؟

ما تَنْفَعُ القِبلاتُ

من تَركوا السماءْ..!؟

ما تَنْفَعُ القِبْلاتُ

من تَركوا الْحِمى

وتقَوقعوا

فِي ظِلِّ مِنْسَمِ أو حِذاءْ

ما تَنْفُعُ القِبلاتُ

بَكرَ وَ وائلاً

أو تغْلِباً..

فَرَّتْ..أمامَ اللُقطاءْ

ما تَنْفَعُ القِبْلاتُ

عَزْماً هارباً

يخشى الطِعانَ ..ويجري

من لونِ الدماءْ

ما تَنْفَعُ القبْلاتُ

عَبْسَ ومُرةً

ما دامَتا

دانَتْ لسيفِ الأقوياءْ

لسنا نُريدُ..

ولا نُريدُ..مَساجِدأ

إِن يَطْلُبوا *النَبويَ*

نُعْطي فِي سَخاءْ..!؟

ولِيَنْعَموا..

بِجِبالِ مَكةِ كُلِّها

ولْيَأخذوا..وحْيَ النُبُوةِ

مع حراءْ

فالْمُصطفى مِنا بَريءٌ

قُلتُها

لن يَنْصُرَ الإسلامَ

عُرْبُ الإنْحِناءْ

لن تَنْصُرَ الأقصى

فُلولٌ أَحْجَمَتْ

قَبلَ الطِعانِ

تَفَرَقوا مثلَ الظِباءْ

لن يَمْنَعَ الأوطانَ

قومُ تأمْرَكوا

فِينا..وباعونا قِياناً

فِي الْخَفاءْ

ماذا سَتفْعلُ عُهْدَةٌ عُمَريةٌ

فِي قومِ ..

لنْ أرثي..احْتراماً لِلرثاءْ

ما عادَ للفاروقِ فينا

حاجَةُ’’

هيا ’نمَزِق’..

عَهْد..أبناءِ الْجَفاءْ

الخامس عشر من أيار 1996

 

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *