أقلام الوطن

نهاية الطواغيت في التوابيت

المستشار قاسم حدرج
المستشار قاسم حدرج

المستشار قاسم حدرج

 

ايها الطاغية سوف تموت يوما ونهايتك ستكون حدث جميل ولكني اخشى ان تقتلني قبل ان أشهد هذا اليوم ولو كنت اعلم بأني سأعيش في زمانك وبأنك ستتحكم بمصيري لكنت اعتصمت في بطن أمي ولم انزل الا شهيدا ،انت تملك المال والسلطان ولكنك ميت لا محالة ولو غسلوك بماء الورود على مضجع من زمرد وياقوت وكفنوك بالكشمير والحرير ووضعوك في تابوت من خشب الأبنوس وحملتك الاف الأيدي وبنوا لك قبرا من مرمر مرصع بالذهب فكل هذا لن يكتب لك الخلود وستنزل في حفرة مظلمة لتكون طعاما للدود وسوف يتلعثم لسانك الطلق الذي شحذته علينا سنوات طوال وستتيه اجابتك عندما يسألك الملكان عن مالك كيف جنيته وبما انفقته وسلطانك كيف استخدمته وستتلفت يمينا وشمالا فلن ترى الحراس ولا المستشارين ولا حملة المباخر ليسعفوك وبصفقون لأكاذيبك
يا ايها الطاغية ألم تفكر يوما بهذه اللحظة عندما ظلمت وتكبرت وتجبرت أوظننت بأنك انتصرت فأنظر اليوم الى مقامك السامي
والملكان يستعرضان لك تاريخك الدامي وما بالك تصرخ ربي ارجعني لعلي اعمل صالحا ترضاه صه يا هذا فلقد اراك الله اياته فكنت عنها متعامي تنظر الى جنتك قائلا لا اظن هذه تبيد ابدا فأنظر اليها الان وقد اصبحت صعيدا جرزا .
احقا يا ربي هؤلاء الطغاة مروا بين يديك الرحيمتين وتركتهم
يمكرون بعبادك وتحملت ظلمهم لأحبابك الفقراء ام انك مددت لهم لكونهم جزأ من عذابنا في الدنيا على ما اقترفناه من ذنب الخضوع ام انهم اختبار لصبرنا وتحملنا للبلاء وانت من ارسلت لنا الانبياء ليعلمونا كيف نثور بوجه الطغاة فأستكنا
وتخاذلنا وقلنا لأنبيائنا اذهبوا انتم وربكم قاتلوا ان ها هنا قاعدون .
وماذا عن رجال الدين الذين تحولوا الى حماة للسلاطين واصبحوا دعاة لطاعة الحكام وألسنتهم لا تعرف للحق طريقا
بل تعمل على ترهيب العباد أن هم رفعوا صوتهم فوق صوت
الطاغية بأنهم سيصلون نار حامية وكم كنا سذج بالاصغاء اليهم فلو كانوا حقا وعاظ لوجهوا عظاتهم باتجاه الحكام ونصحوهم بكف ايديهم عن عباد الله لا ان يتركوهم يزعمون بأنهم يعبدون الله ويبطشون بعباده بدلا من دعوتهم للأتباع بالخضوع والاستسلام لظلم الطواغيت ولا ان يحولوا دور العبادة الى مسارح لألقاء الخطب السياسية والمهاترات الحزبية خدمة للأغراض الدنيوية .
اعلموا ايها الطغاة بأن من صنعكم كما قال ارسطو هو ضعف المظلومين وليس قوتكم فأنتم كما قال الله عنكم ان يسلبكم الذباب شيئا لا تستنقذوه ضعف الطالب والمطلوب وأنتم لستم غالبون بل تصارعون مغلوب ،مغلوب على أمره خائف على عمره
سلم لكم امره على انكم قضاءه وقدره ولكني اعتقد بأنه قد اختلفت اليوم الظروف وبأني سأشاهد قريبا مشهدا غير مألوف
تزحف على قصوركم فيه عشرات الالوف فقد أن لشمسكم ان يضربها الكسوف ويغمر الظلام بيوتكم كما غمرتم به قلوبنا
وحولتم نهارنا الى ليل دامس .
ايها الطغاة لقد حاربكم الأنبياء وأوصونا بمحاربتكم ولكننا لم نحفظ من وصاياهم سوى من ضربك على خدك الايمن ادر له الأيسر ومن يعفو هو خير له ولكننا اليوم سنرفع شعار من سرق جيبك الأيمن أقتلع قلبه من جانبه الأيسر وفمن اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وأنتم قد اعتديتم على ارواحنا ومالنا وكرامتنا فحري بنا ان لا نبقي لكم باقية
وأظن انه قد حان الوقت وأن الاوان لوقف مسلسل البؤس والحرمان ولم تعد العجلة من الشيطان بل المطلوب العجلة للتخلص من الشيطان ولم تعد تصح مقولة في التأني السلامة و في العجلة الندامة بل في التأني على سلامة سنحصد الندامة وفي العجلة بالتخلص من سلامة وحماة سلامة تكمن السلامة
فهيا يا دياب شرع للتغيير الأبواب فقد حان موعد الحساب ولمن سيدافع بأسم الدين والوطنية والسلم الأهلي قل له اخرس ايها الكذاب .

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *