أقلام الوطن

رؤية عصرية لمسائل الهوية والامة والدولة .. تشبيك ام اشتباك

تبعية متفجرة ام تحرر ناجز وبتفاعل امم الاقليم وشراكتها …
نحو مشروع يحرر امم الاقليم ويجمعها باتحاد

 

ميخائيل عوض

مقدمة ؛
عادت مسالة الهوية واليات تشكلها والعناصر الفاعلة في تحديد ماهيتها وما استجد في واقع البشرية ومابلغته الانسانية من علوم ووسائط تواصل وتشبيك وتفاعل والمنظومات العصرية لتقرير دور الانسان الفرد وقيمته وقدرته على امتلاك وسائط السطوة وعناصر الفعل في ميدانه الشخصي وفي العلاقات وجديد اسباب وعناصر وشروط تشكل الجماعات والهويات وامتلاكها  تستوجبه شروط واليات بناء المستقبل وتقرير انماط الدول والهوية واعادة صياغة اصول واطر تشكل الجماعات وهوياتها…
الدولة ؛ الية لتنظيم العلاقات بين الجماعة الانسانية ل اترتقي لتشكيل هوية جامعة بذاتها انما تشكل وعاء جاذبا حافزا او اداة قهرية لفرض الدمج القسري وفي حالات كبيئات حافزة للتمثل وتعظيم المشتركات بين الهويات الفرعية وما قبل الراسمالية …

الامة ؛
هوية جامعة لهويات فرعية تشكلت عناصرها في حقب تاريخية بفاعلية الشروط والاسباب الموضوعية السابقة على تمكن الانسان من ارادته وقدرته على تطويع الطبيعة ومجاوزة فاعليتها الحاسمة في تقرير الهوية الجمعية لجماعة وجدت وعاشت وتفاعلت في شروط غير ارادية اجتمعت على ارادة العيش المشترك لتلبية الحاجات المادية والروحية للجماعة وافرادها المتفاعلون..

الامة لاتكتمل بدون امتلاكها لاداة تجسدها في دولتها الوطنية ….
الامة والوطن طوران تاريخيان:
برغم ما بلغته البشرية في عصر ثورتها التقانية والتواصلية وبلوغها حقبة التاريخ المفرط والانفوسفير والتحول من الجغرافية السياسية والتواصلية الى حقبة الجيو اتصالية وتمكن البشر افراد وجماعة من ارادتهم الواعية والقدرة على فرض مصالحهم وامتلاك عناصر القوة والسطوة التي بات ملكها مشاعا ويسيرا
وعلى الرغم من انتظام الهويات والجماعات والامم في حقبة “العالمية ” التي هي حلقة متقدمة من حلقات تطور الجماعات البشرية وتشبيكها وارتقائها الا ان اغتصابها من امريكا جعلتها عولمة بما هي فرض النموذج والقيم والمصالح الامريكية والتي لم تمتلك يوما عنصر وخاصيات الهوية الجمعية التي ارتقت بها وعبرها البشرية من الهويات والوحدات الصغيرة فالاكبر وصولا الى تحقيق حقبة تشكل الامم وتحريرها كل واحدة على حدا وغالبا باشتباك مع الاخريات ووصلت الامم الاوروبية واخريات الى وعي المصالح وحاولت انتاج وحدات ما فوق قومية وقارية تفاعلية تشبيكية بعد قرنين من الحروب التدميرية القارية والعالمية …
امركة العالم البالغة ذروتها بعد انهيار الثنائية القطبية، وارثها التدميري والتخريبي والفوضى ومحاولات قسر الزمن وتطويعه وقولبته بقالب الامركة واللبرلة وتشكيل العالم والامم والهويات بقياس هوية امريكية مصنعة على قياس مصالح الشركات وبنيتها وحوافزها لتعظيم الثروة واحتكارها دخلت طور فشلها بل انحسارها وغالبا انهيارها في بيئتها ذاتها.
وعلى شاكلة بناء- امريكا دولة نظام -اغتصابيا وفرض مشيئة الشركات وانماطها ونموذجها في تصنيع الهويات البشرية ونسق تشكيل الجماعات بلغت مالاتها الاخيرة وبدات رحلتها الانهيارية ولم تصل الى هذه النتيجة لفقرها المادي او لعجزها في انتاج الجديد من العلوم المادية ووسائطها وابداع الثورات التقانية وادواتها انما بسبب المقاومة المستميته للامم والاقوام والجماعات التي تشكلت هوياتها الجمعية برسوخ وتؤدة وعبر اليات تفاعل انسانية معقدة ولزمن طويل جدا ….
وبتازم النموذج المهيمن ولذات الاسباب تنفجر وتتازم الهويات القاصرة التي جرت محاولات قسرية لجعل دول وظيفية وتصنيع امم واو هويات قاصرة في وظيفة استعبادية ومتصادمة مع وقائع الجغرافية والازمن ومصالح البشر … وشواهدنا الكيان الصهيوني وقطريات سايكس بيكو- بلفور- التعاقد البريطاني مع الاسرة السعودية والوهابية ومشيخات نواطير النفط…
ولكون الامة والوطن طوران تاريخيان وبفعل المقاومة الصلبة للامركة وقد تركزت في جغرافيا وبيئة العرب ومعهم ومع الامم المتحادة معهم جغرافيا وثقافيا وتاريخيا….عادت المسالة القومية لتصير المحرك الاكثر حضورا وتاثيرا في تقرير واقع الحال وحراك المستقبل وعلى غير كل التنظيرات والجهود والفلسفات التي جرى ترويجها لوأد فكرة القومية والامة ولانها ذاتها” المسالة القومية وامتلاك الهوية الجمعية بدولة الامة” كانت المحركات الصلبة والحافزة طيلة القرن المنصرم والعقدين من الجاري ضلت حاضرة وشكلت محور التطورات والتحولات العالمية والاقليمية وتشكلت لسبعين سنة علامة فارقة وتجسدت في الصراع العربي الصهيوني الحافز لمقاومة العرب ” الامة المغدروة” والى جانبها المسالة الكردي ” قومية مغدورة ايضا” واستمرت القضيتان وتحضران الان بقوة في تقرير مستقبل الاقليم وتشكيلاته والعالم واليات انتظامه…
وفي امريكا الدولة العابرة للقوميات والهويات” المتعايشة في نظام دولة الشركات”  صارت المسالة القومية اولولية قاطعة وحاكمة مع ترامب وزعمه انه قومي وسيعلي من شان الامة الامريكية باعتبارها اولوياته المطلقة ويعمل بداب لتدمير العولمة ومؤسسساتها تحت ذرائع مختلفة وكذا تشهد المسالة القومية والهويات الفرعية ما قبل محاولة تشكيل هوية قارية اوروبية تفعل فعلها كمعول هدم للاتحاد الاوروبي وللوحدات الوطنية….

والحق القول الصادق؛ ان المسالة القومية وتمكين الهويات ماقبل العولمية كانت احد المحاور المفصلية في تفكيك الاتحاد السوفيتي وكادت تنهي وحدة روسيا الاتحادي…
اذا:
عبثا المحاولات الجارية للي عنق الزمن والواقع والسعي الى اتحادات مافوق قومية حقيقية تتمكن من العيش بدون تمكين الامم والاقوام من تحقيق ذاتها بهويتها الجمعية في دولتها الوطنية واو في دول توفر شروط واسباب تمثلها …

لتقوم اممية واعية لابد ان تتحرر كل امة على حدا…والافضل بالتساند والتفاعل النضالي بين الامم والهويات المعتدى عليه…

في ضرورات عصرنة الفكر القومي والمنظورات في الامة والدولة والعالمية بما ينسجمع مع قيم ومعطيات العصر وادواته وتكثيف الخبرة الانسانية :
٠ العولمة بما هي امركة وتعميم نموذج لهوية مصنعة قسرا وبابادة اقوام وشعوب انفجرت وتنهار ولن يكون لها قيامة.
٠ النصف عالمية التي حاولتها الثورة البلشفية وتكرست بهمنية القطبية الثنائية اندثرت ولاعودة للماضي.
٠العولمة الفكرية والثقافية والقم والحدود والتقاليد …التي حملتها الاديان وسادت ومازالت تحرض على جعل الانسان وتلبية حاجاته المادية والروحية تعثرت وتشظت الاديان نفسها وصنعت لجماعاتها الهتها المتعددة بديلا عن الاله الواحد الجامع …” الطوائف والمذاهب والتشكيلا السياسية والعسكرية” …
٠ الاقليمية والقارية انفجرت في ارقى نماذجا ” الاتحاد الاوروبي ” والبريكس وووو…. ذلك لطبائعها االيبرالية واستيلاء النخب المتوحشة ولوقوع التشكيلات تحت الهيمنة وبسبب تراجع عناصر الهيمنة بانهيار الامركة …
٠ في حال الفوضى العالمية والمعبر عنها بتداعي القديم وغياب الجديد كمنظورات ورؤى ومشاريع وانفجار جغرافية ونظم محاولات تصنيع دول وامم وظيفية تضرب الازمة البنيان الاقليمي والوحدات المتشكلة بناتج الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة وفي الفوضى الجارية –  الحقبة الحتمية لولادة الجديد-  تضطرب وتهتز وحدات الدول الكبرى” الاقليمية” ومشاريعها كالفارسية والعثمانية وتفقد روابطها وصمغها اللاصق بتسييسها الدين واحتكارها للالهة وتجييرها في خدمة النخبة وتسلطها في دولها ومحاولات التسلط في الاقليم ف بانهيار حقبة الاسلام هو الحل وانكسار مولدات الموجة -الاخوان المسلمين والوهابية – وشقيقاتها – تبدو محاولات ايران وتركيا معطوبة في بنيتها وجوهرها وفي الصمغ اللاصق لوحداتها الوطنية والدولتيه  العرضة لتشققات عامودية تحت ضربات استيقاظ الهويات القديمة … والتامر وانهيار محددات ومبررات القديم في التوازنات الدولية والاقليمية …
لرؤية المستقبل ومسح سيناريوهاته المحتملة لابد من معرفة الواقع كما هو ؛

واقع الحال:
٠ انفجار جغرافية ودول ونظم خرجت من رحم الحرب الاولى والثانية والباردة ومن رحم حرب القرن العظمى الذي ادارتها امريكا لسبعين سنة في محاولات تطويع الاقليم لضمان قرن امريكي جديد …
. تقع استحالة احياء القديم وترميمه…
. استحالة العودة بالزمن الى فرض تشكلات ودول وهويات ماقبل التاريخ الراسمالي….
.استحالة استمرار الفوضى الى ماشاء الله….
.احتمال انفجار مابقي من وحدات جغرافية ونظم موروثة من ماض وتشكيلاته وبناه  ؛ .تركيا..ايران..السعودية …المغرب العربي…
٠ انكسار وانحسار الهيمنة الامريكية وضمور ادواتها… كاسرائيل والنخب الحاكمة والدول الادوات الوظيفية .
. انهيار البنيان الاقليمي ووحداته العتيقة…
.انحسار الهيمنة العالمية على الاقليم وغياب القوى العالمية الصاعدة والمتمكنه وذات الطبائع الاستعمارية …
.حقيقة ان الحرب العالمية العظمى جرت مع العرب وفي جغرافيتهم وامتدت منذ حرب تشرين ١٩٧٣ ولغاية اليوم وظفرت المقاومة بنصر اولي يتجسد بهزيمة المشروع الغربي وسقوط واستنزاف كل ادواته بما في ذلك الاسلام السياسي والمسلح ودور الاقليات…. والدول الوظيفية …
.على غير ما حصده العرب من نتائج الحربين والباردة فجميعها جرت في غير جغرافيتهم ولم يتشكلوا عناصر فاعلة فيها فخرجوا من حصة المنتصر ين يشكلون اليوم هم مسرح الحرب وجغرافيتها ومادتها وخاضوا اعتى المعارك منفردين وبغياب قوى اقليمية وعالمية مؤثرة بل تشكلوا منصة لاستعادة روسيا لدورها والصين لنهوضها والانفكاك عن الامريكي والاندماج الاقتصادي معه ولتمكن ايران من النووي والسلا والفضاء…
٠ الكرد ومسالتهم القومية اصبحت عنصر اساس محرك لتطورات الواقع ورسم اطر المستقبل ومساراته…
. ايران الثورة الاسلامية وقيمها وشعاراتها الاجتماعية “ونريد ان نمن على الذي استضغ فوا… وبمشروعها الوطني التحرري لاشرقية ولاغربية واعلاء شان القدس والصراع مع الشيطانان الاكبر والاصغر” شكلت منصة وقوة دافعة متقاطعة مع سورية العربية بشعاراتها وممارساتها وقواها الحاملة لمشروعها ما يوفر سببا عمليا لامكانية نهوض العرب والاقليم على ماكان من نماذج الامبراطويات ما بعد الاسلام وفيها جميعا كان العرب طرفا محوريا وبدونهم لم تك امبراطورية او قوة عظمى ولن تكوووون ابدا ….
. تركيا الكمالية والاردوغانية ما انفكت منخرطة في مهمة تدمير العرب والاقليم وايران ولم تزل تشكل دولة وجغرافية وظيفية في الناتو ومشاريع الغرب الاستعمارية ويزيد في خطرها وهم العثمانية الجديدة بالتلاعب واللعب على التناقضات وتشغيل الدين  واستغلاله  ومحاولة تجديد المشروع الامبريالي لوراثة حال انحسار الغرب بالتساوق مع مشاريع اعادة هيكلة المشروع الامريكي للهيمنة …” اردوغان نفسه وبلسانه قدم مشروعه كوكيل للامريكي في الشرق الاوسط الجديد”…
اذا:
واقع الحال يفيد بتراخي وانهزام وانفجار الجغرافيه والنظم والتشكيلات وعناصر القوة التي تشكلت وعاشت حتى الراهن من الزمن… ووقوع تغير حدي في بنى النظام العالمي القديم والنظام الاقليمي والنظم المحلية ..
وحال انهيار القديم بلا رؤية وكتلة تاريخية حاملة للجديد وبحسب الخلدونيه والماركسية وعلوم الجيوبولتيك والانثروبيولوجي ومشتقاتها ومكملاتها …يوفر بيئة الفوضى وحقبتها شارطة في تبلور الجديد وصياغة رؤى ومنظورات ما يجب ان يصير ..
والمقاومة في علوم التاريخ هي المنصة الاستنادية الاساسية لتبلور مشروع القيام والنهوض وفي العرب وبيئتهم اكتملك كل عناصر حقبة المقاومة وبات الزمن مفتوح على التاكل والفوضى او امتلاك مشروع النهوض…

اي مشروع نهضوي؟؟؟اي زمن جديد وخاصياته …؟؟؟

علوم وقيم ومنتجات العصر وتجربة الامم والقوميات مع الحروب وبلوغ البشرية حقبة مافوق قومي والاتحادات القارية والعالمية المجتزأة والمغتصبة وعودة المسألة القومية والهويات محرك محوري في التطورات توجب اعادة صياغة المفاهيم والبرامج والشعارات وتعريف القومية والامة والدولة ومكانة العناصر الموضوعية وبلوغ البشر حقبة الرؤيوية والارادوية …فاي قومية تصلح في عالم اليوم…؟؟؟
بلوغ البشر حقبة الجيو- تواصلية والتاريخ المفرط والانفوسفير والارادوية في اختيار الهوية والجنسية وبيئة تحقيق الحاجات ” نعيش معا لاننا نؤمن بمستقبل واحد…” لا لكون اسلافنا عاشوا معا ولا لان الدين ” هو اليوم اديان والهة متعددة” وليس لاننا نتحدث لغة واحدة وفي جغرافية منقطعة ….فقد ضمرت كل الاسباب والشروط التي كانت في اساس واصل واسس تشكل الوحدات الكبيرة في سابق الازمنه وعناصرها … واستجدت عناصر حاكمة في اعادة تشكل الهويات الفردية والجمعية…

وتصير الاسئلة المحقة :
٠ هل مازال تحرر الهويات وامتلاكها لشخصيتها ودولتها شرطا لازما…؟؟
٠ هل الاحتراب والاشتباك لتمكن الهويات على ماجرى في اوروبا لعقود هو السبيل للتمكن…
٠ امتلاك الهوية بدولتها الجامعة هل مازال مشروط ويبرر الاحتراب مع الاخريات لتشيكل الصمغ اللاصق..
٠ هل مازالت مسالة الجغرافية والحدود والعملة والعلم والنشيد هي الاواصر الجامعة والمميزة للهوية…
. هل مازال مكان للامم ” ونزوعها الامبراطوري” على الاخريات شرطا لتحقق الهويات…
٠ كيف وبماذا ولماذا قدم لنا التاريخ والازمنة والزمن الجاري افاق جديدة رحبة يمكن الاستثمار بها ومع  بلوغ البشرية حقبة الارادوية كقوة محركة في صياغة تاريخ مستقبل الانسانية وتشكيل الوحدات والامم وتشاركها وتشبيكها بدل اشتباكها..
ما الشروط الواجبة لتوفير بيئات التشبيك لا الاشتباك..

هل يمكن ادارة وقيادة الحقبة الجديدة في مسارات ثلاث متوازية ؛
– مسار امتلاك الهوية بالدولة الوطنية
– التشبيك مع امم الاقليم لتمكينها والتمكن معها لانجاز حقبة التحرر
– والتشاركية في االتفاعل مع قيم ومسارات العصر المافوق قارية وقومية وجعل الجيو تواصلية في مصلحة الامم والشعوب وتحقيق حاجات الانسان المادية والروحية….
يبدو ان حقاىق الزمن وقيمه وشروطه باتت حاكمة فامتلاك الهويات لخاصيتها المميزة وتحقيق شخصيتها الكاملة تسير معا مع التشبيك الاقليمي والعالمية…
بشرية جديد تبزغ فانتعرف الىعناصرها ولنتشكل قوة حافزة ومؤثرة وراىدة بوعي
كيف السبيل ومن اين نبدأ

٢٥-١١-٢٠١٨

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *