أقلام الوطن

الكورونا بين التفشي والتشفي .. والجاهلون من الاعراب أشد فسادا من الفيروس

عمر عبد القادر غندور
عمر عبد القادر غندور

عمر عبد القادر غندور*

 

الامر الطبيعي في زمن الكوارث والابتلاءات والامراض ان يتضامن الجنس البشري ويساند بعضه بعضا بالمشورة والعون والتآزر، وهذا ما تفرضه الاخوة الانسانية والاخلاق.
ولو استعرضنا كيف يتعامل الاعراب مع فيروس الكورونا لاصابنا العجب العُجاب.
مثلا يقول رئيس وزراء العدو نتنياهو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعليقا على ما تشهده المنطقة من نزاع وكوارث وتفشي الكورونا في بعض البلدان العربية: انظروا الى العرب وهم يرقصون رجالا في عواصمهم (يسميها) شماتة بما اصاب ايران وفرح به بعض الاعراب و يؤكد ان هؤلاء الاعراب الذين فقدوا رجولتهم لن يضروا “اسرائيل” يوما في حياتهم.
وهذه صحيفة الجزيرة السعودية تقول ان ايران هي التي تُصدر الارهاب الصحي انطلاقا من مدينة قُم الى لبنان والكويت وعمان والبحرين والامارات ينقله اتباع المذهب الشيعي!! وتؤكد الصحيفة أيضاً ان جميع الحالات المصابة بفيروس كورونا في كندا والامارات ولبنان مصدرها ايران وهناك معطيات تتضمن الحجج القانونية الدامغة التي تثبت ان ايران تُصدر الوباء الى الجميع، بينما العالم كله يشهد ان مصدر الفيروس هو مدينة واهان الصينية
اما مجلة العربي الجديد اللندنية، اخذها الحقد والكراهية الى القول: أليس غريبا ومستغربا ان يدخل فيروس كورونا الى 13 دولة حتى الآن ويقف على الحدود السورية المفتوحة لخمسة محتلين وميليشيات وشذاذ آفاق دوليين ومشرعة تجاريا امام الصين حتى الان وعسكريا على ايران المصابة والناقلة للوباء الى العراق وافغانستان والكويت والبحرين بينما سورية لم يُعلن عن اصابات فيها.
بمثل هذا الحقد الدفين والكراهية المتجذرة يتعامل العرب مع الفيروس الذي هو اقل خطورة من فيروسات عرفها العالم كالطاعون الأسود الذي شهدته اوروبا 1348 – 1349 وأودى بحياة 20 مليون انسان، وليس ببعيد وباء الانفلونزا الاسبانية في عام 1918 وأودى بحياة ما يتراوح بين 40 و50 مليون انسان (1)، والانفلونزا الاسيوية التي ظهرت في الصين بين عامي 1957 و 1958 وانتشرت في هونغ كونغ والولايات المتحدة وكان عدد الضحايا كبيرا، ولم ينسَ العالم بعد الايدز الذي انتشر في جميع انحاء العالم 2014 وبلغ عدد المصابين 36 مليونا، ثم وباء الخنازير 2009 المكسيكي المولد وأعلنت منظمة الصحة العالمية عام 2010 وفاة 18 الف شخص.
ولذلك يجدر القول ان الفيروس الجديد رغم انتشاره فلا بد من محاصرته والقضاء عليه، وليس هو الاول الذي يضرب العالم.
والمخزي هؤلاء الاعراب الذين فقدوا رجولتهم حقا فأظهروا الحقد والتشفي بالمصابين، في الوقت الذي تنبري فيه المجتمعات السليمة من غير الذين وُصفوا “خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ” أفراداً وجماعات ينجدون المصابين والمنكوبين ويتعاطفون معهم وهذا اضعف الايمان، بينما المجتمعات الجاهلية والجهولة والسخيفة تنفث امراضها النفسية وهي أشد فتكا من الكورونا.

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 02/03/2020

كاتب

عمر عبد القادر غندور

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي لبنان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *