أقلام الوطن

العراق والتحليل الغائب

د. عادل سماره
د. عادل سمارة

د. عادل سمارة

 

في اللحظة يتم قصف العراق بكل من :قنابل العدو الأمريكي البريطاني الفرنسي وقنابل الكذب المرجعياتي والطائفي بتعدده. فوباء الطائفية لم تُقحمه امريكا في العراق كما يدعي مثقف منشبك طائفياً وأنظماتياً إلى حد التخارج حتى لو استخدم خطابا ماركسياً، لأن هذا كذب سمج ومستخف بعقل البشر بل ويكاد يُغضب الطائفيين أنفسهم لأن الطائفية بالنسبة لهم إيديولوجيا وانتماء وفخر.

الكذب المكشوف هو الذي لا يقول بأن الأمريكي لا يُقاتل من أجل غيره ابداً، ولا يقول بأن الأمريكي يعرف تفاصيل وضع العراق، وأن للأمريكي مخروقين من كل الطوائف بل من قمم الطوائف والمرجعيات، وهذا يفرض على من يقرأ الوضع أن لا يبدأ ابداً من آذار 2020 بل عن عراق الربع الأخير من القرن الماضي حينما كانت المعارضة الطائفية الشيعية تتدرب على أمرين:
*
تجهيز العراق للاغتصاب الأمريكي
وتمتعها ب “كفاءة” الحكم تحت ظل الأمريكي.

ولذا أتت مع دبابات الأمريكي لاحتلال بلدها. وبدأت المقاومة ضد الاحتلال بين عربية نقية وطائفية سنية . وحينما استتب امر السلطة للطائفية الشيعية بحكومات جميعها من المنطقة الخضراء تم تحريك مقاومة شيعية مدعومة من إيران ضد الأمريكي. نقول شيعية لأنها لو كانت بهدف عروبي لتحركت بذاتها ولأصرت على عراق آخر نظام عراقي لا طائفي. وكان الخروج الشكلي الأمريكي من العراق. وعادت الطائفية الشيعية للاستنجاد بالأمريكي مجددا 2014 ضد داعش السّني المدعوم ايضا من امريكا ومن جميع أنظمة الدين السياسي السنية التابعة للأمريكي واليوم للصهيوني. فداعش والنصرة وأساساً القاعدة هي طبعة أخرى من “الاستشراق، إستشراق إرهابي” . والآن تختلف الطائفيات في العراق: الشيعية تريد خروج الأمريكي والسنية تستجدي بقاء الاحتلال. كلتاهما كانتا في مخدعه وكلتاهما تتبادلان غنج طرده.

والاحتلال يلعب ورقة: أنه ليس مرتزقا من نمط: “روح بيروح تعال بيرجع” طريف هذا الدلع الطائفي.
لا أحد من الطائفية الشيعية يجرؤ على قول بعض الحقيقة بمعنى: لا باس جيىء بالاحتلال، وحصل، لكن كل الحكومات التي حكمت منذ 2003 كانت فاسدة وعميلة وطائفية وكانت تهدف أن لا يستقر العراق وأن لا يحصل إجماع عراقي وأن يفقد العراق عروبته.

قد يكون للأمريكي، بل إن للأمريكي دور في هذا، ولكن، هذا لا يعني ان هذه الحكومات كانت وطنية. وحتى من ينسب طائفيتها إلى إيران، فهذا أيضا تجنب للحقيقة، لأن الأساس أن تكون انت وطنيا وقوميا، ذلك لأن إيران ايضا ليست مجرد فاعل خير.

قد يكون المطلوب وليس شرطا أن يكون ممكنا هو: تبلور عراق عربي، تبلور عروبة عربية في كل الوطن العربي. عراق عربي غير إيراني وعراق عربي غير تركي ووهابي. ذلك لأن قوى الدين السياسي ما تزال ناقلة التبعية ووباء إهلاك النهوض العروبي الذي لا بديل له.

بصراحة، كل تحليل أو موقف يتجنَّب عروبة العراق هو طائفي ومتخارج .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *