أقلام الوطن

عندما يصبح النقل المباشر تافها وسخيفا

عمر عبد القادر غندور*

 

بات مملا التأكيد على ان الحراك المطلبي في لبنان منطقي وضروري وواجب:
الا ان يتحول هذا الحراك الى حالة مراوحة لا تسمن ولا تغني عن جوع، واشبه بحظيرة خيول يقصدها كل من يريد ان يركب جوادا.
وبقدر ما يؤكد اللبنانيون تمسكهم بالحرية والتعبير عن مواقفهم، ويرون في اعلامنا المسموع والمكتوب والمرئي مساحة حوار والتقاء وممارسة فعلية لهذه الحرية، نرى بعض الاعلام يلاحق “المثير” في هذا الحراك الذي يسمونه “ثورة” ونحن نسميه حراكا، حتى ولو كانت هذه “الاثارة” مضرة بالعيش المشترك وبوحدة اللبنانيين ولو على حساب المصلحة الوطنية العامة. ونعتقد ان الدولة تغض الطرف عن هذه التصرفات توفيرا لجهود تُبذل في ساحات اخطر، كالاعتداء على المرافق العامة والخاصة ومقاومة القوى الامنية وقطع الطرقات وغير ذلك.
مثل هذا الاعلام الذي يُمارس الاثارة وتجييش المشاعر هل يقدر ان الاعلام يدخل البيوت ويفاجئ المشاهدين على حين غرة يسبقه “جينيريك” الانتقال الى ساحة حدث مستجد لتغطية “وقفة” لبضعة عشر مواطنا يعبرون عن استيائهم لاعتقال احد زملائهم، او تغطية لحراك لا يتعدى افراده العشرة اشخاصا احتجاجا على عدم وجود المازوت!! وتغطية اخرى لمجموعة من السيدات تجمعن امام البنك المركزي وجميعهن من المتبرجات اللواتي تتحدث باسمهن سيدة امضت نصف نهار عند الكوافير استعدادا لوقفة تلفزيونية تتحدث فيها عن الغلاء!!
فهل يدرك المتابعون ان النقل التلفزيوني، ولنقل بعض النقل، لم يعُد مقبولا وبات مناسبة للتندر بسبب ضياع المعيار المهني والمنطقي للنقل المباشر الذي بات تافها وسخيفا.

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 19/02/2020

كاتب

عمر عبد القادر غندور

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي لبنان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *