أقلام الوطن

د. بشّار الجعفري… في حيفا: فلسطين هي قلب سوريّة النابض وسوريّة هي قلب الوطن العربيّ النابض وسننتصر على جميع المتآمرين

الناصرة –  من زهير أندراوس:

 تحت شعار “نعم لتوحيد القوى والجبهات في المعركة ضدّ الامبرياليّة والصهيونيّة والرجعيّة” نظّمت “اللجنة الشعبيّة للتضامن مع الشعب السوريّ وقيادته الوطنية” يوم أوّل من أمس السبت اجتماعًا شعبيًا حاشدًا في مدينة حيفا لمرور سبع سنوات على بداية الحرب الكونيّة العدوانيّة التي تشن على سوريّة. وقد غصّت قاعة الاجتماع بالحضور الكبير من مختلف القرى والمدن في الداخل الفلسطينيّ، هذا وبرز بحضوره وفد من أحرار الجولان العربيّ السوريّ المحتل.

  وقد افتُتح الاجتماع بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء في سورية وفلسطين وكل الوطن العربي، تلاها النشيد الوطني الفلسطيني “موطني”، وتحدث في الاجتماع الكاتب وليد الفاهوم، الشيخ قاسم الصفدي عن أحرار الجولان، الأسير المحرر بشر المقت عن الحركة الأسيرة، رئيس معهد اميل توما عصام مخول، الكاتب محمد نفاع، وسكرتير اللجنة الشعبية وصفي عبد الغني. وشارك الشاعران سميح يونس وعادل زعبي بقصيدة لكل منهما. وقدم الأستاذ محمد عبد الفتاح وسعاد عبد الفتاح فقرة أغاني وطنية ملتزمة.

 وقد بُثت كلمةً لمندوب سوريّة في الأمم المُتحدّة، د. بشّار الجعفري، والتي وُجهت إلى المُشاركين في الاجتماع، وجاء فيها: في المستهل أيُّها الإخوة الكرام اسمحوا لي أنْ أوجّه لكم تحية سوريّة معطرة بياسمين الشام مزينة بعشقٍ دمشقيٍّ أبديٍّ دائم لقدس القيامة وقدس الأقصى، إلى الأهل الصامدين رغم ليل الاحتلال الطويل في كل بقعة من فلسطين والجولان، إلى حاملي رايات التضامن مع سورية قيادةً وشعبًا وجيشًا في الداخل الفلسطينيّ، أشقاءنا في الهمّ والدمّ في الأفراح والأتراح. تحية لكم بدايةً من السيّد الرئيس بشّار الأسد رئيس الجمهورية العربيّة السوريّة، ومن أفراد الجيش العربيّ السوريّ، ومن الحكومة والشعب السوريّ بأكمله، نتوجه إليكم فردًا فردًا بالتحية والمحبة والاحترام، ونشد على أيدي شعبنا الفلسطيني الآبيّ في محنته التي طالت كثيرًا على شكل استعمار واحتلال واستيطان وقمع وتهجير وتطهير عرقي وتطاول غير مسبوق على المقدسات المسيحيّة والإسلاميّة.

 وتابع: أوجّه تحيةً خاصّةً للمناضل العربيّ الفلسطيني الصديق نيافة المطران عطا الله حنا ولتلك الكوكبة من المناضلين الفلسطينيين الموجودين الآن في مدينة حيفا الفلسطينية، أود أنْ أعرب لكم جميعًا عن تقديري العميق لتنظيمكم هذا اليوم التضامنيّ مع الجمهوريّة العربيّة السوريّة، سوريّة التي لم توفر جهدًا أو دمًّا كرمى لقدس أقداسنا، لأقصانا الجريح، لكنيسة القيامة الأسيرة، لكلّ حبّة ترابٍ فلسطينيٍّ مغتصبةٍ، سورية التي تآمر عليها المتآمرون في واشنطن وباريس ولندن وأنقرة والرياض والدوحة وتل أبيب لإخضاعها وكسر إرادتها وتقسيمها فعجزوا، سورية التي كسرت كلّ الغزاة على مرّ تاريخها المتجذر في أعماق التاريخ ولم تنكسر ولن تنكسر، سورية التي سوف تبقى وتنتصر على كل طامع ومتجبر ومتكبر.

 وأضاف الجعفري: الأخوة الأعزّاء، رغم الحرب الإرهابيّة التي تتعرّض لها سوريّة، فإنّها لم ولن تفقد البوصلة ولن تتراجع عن موقفها الثابت إزاء القضية الفلسطينيّة وإزاء الحقوق الفلسطينيّة والإسلاميّة والمسيحيّة في القدس الشريف، ولن تدخر جُهدًا من اجل استعادة جميع الأراضي العربيّة المحتلّة، كما لن تتخلّى عن دفاعها عن حقّ الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس.

 وأردف مندوب سوريّة في الأمم المُتحدّة: اسمحوا لي أيضًا بأنْ أتوجّه عبركم إلى أحبتنا أبناء الجولان السوريّ المحتل الغالي، المُشاركين معكم في هذا اليوم التضامنيّ مع وطنهم إلام سورية، بأطيب التحيات والتمنيات، وأنْ أقول لكم جميعًا بان ليل الاحتلال زائل، وأنّ يوم التحرير قادم لا محالة، طالما أنّه في أوطاننا أحبّة مثلكم، يقفون معنا وإلى جانبنا، كما نقف معكم وإلى جانبكم، وطالما أنّ في بلادنا جيشًا هو الجيش العربيّ السوريّ يُحارب الإرهاب، وَمَنْ يدعمون الإرهاب ورعاة الإرهاب، بلا هوادة، كبروا أمْ صغروا، وهنا أوجّه باسم سيادة الرئيس بشّار الأسد وباسم الشعب السوريّ والحكومة السورية تحيةً تقدير خاص لصمود المناضل صدقي المقت، منديلا سورية، القابع ظلمًا وعدوانًا في زنازين المحتل الإسرائيليّ الغاشم.

 وقال د. الجعفري أيضًا: أيُّها الأحبّة قد يظن البعض بأنّ ما يحدث في سورية غير ذي صلة باستمرار الاحتلال الإسرائيليّ للأراضي العربيّة بما في ذلك في الجولان الحبيب، ولكن في حقيقة الأمر هناك ترابط عضوي بينهما لجهة أنّ احد أهّم أسباب استهداف سورية هو ثنيها عن نهجها الرافض للاحتلال الإسرائيليّ للأراضي العربيّة، ورفضها التخلي عن أيّ ذرة ترابٍ في فلسطين وفي الجولان المحتل، والدليل على ذلك أنّ إسرائيل تُساعد الإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة في منطقة الفصل في الجولان وتقوم بعلاج جرحاهم في المشافي الإسرائيليّة على نفقة النظامين القطريّ والسعوديّ، وهذا موثق بتقارير الأمين العام الخاصّة “الأندوف”، لكنّه أيضًا موثق بعدسة المناضل صدقي المقت الذي فضح تعامل إسرائيل مع الإرهابيين في الجولان بالصوت والصورة.

 ولفت إلى أنّ سورية مستهدفة بسبب دعمها للمقاومة ووقوفها إلى جانب القضية الفلسطينيّة وعدم المساومة على الحقوق العربيّة ورفضها للمشاريع الغربيّة في المنطقة، في كل لقاءاتنا السياسية كانوا يعرضوا علينا ترك القضية الفلسطينية والتخلّي عن المقاومة، في مقابل مغرياتٍ سياسيّةٍ واقتصاديّةٍ، ولكننّا رفضنا ذلك، فليس من عاداتنا المساومة على الحقوق والمبادئ وحتى لو تخلّى كل العرب عن القضية الفلسطينية، فإنّ سورية لن تفعل، فلسطين هي قلب سورية النابض كما أنّ سورية هي قلب الوطن العربيّ النابض.

  واختتم د. الجعفري كلمته قائلاً: “أيُّها الأحبّة، إنّ الحديث معكم لذي شجون، ولكننّي سأتوقف هنا نظرًا لضيق الوقت، ولكن قبل ذلك أود أنْ احيي كلّ فردٍ منكم، وأنْ أحيي فيكم روح الشجاعة والبطولة والمقاومة وروح التضحية والعطاء، احيي فيكم محبة الوطن التي فطرتم عليها وإيمانكم بعدالة قضيتكم. ختامًا تحية محبة وتقدير من الشعب السوريّ ومن الحكومة السورية ومن القائد الرئيس بشّار الأسد ومنّي شخصيًا لكم جميعًا، شكرًا لكم”.

 

“رأي اليوم”

زهير أندراوس

كاتب عربيّ- فلسطينيّ ..يقيم في قرية ترشيحا، شمال فلسطين، داخل ما يُسّمى الخّط الأخضر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *