بيانات و تصريحات

لماذا يهدد ترامب بقصف المواقع الاثرية في ايران

هدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب مجددا بقصف مواقع ثقافية ايرانية. وقال ان المواقع الثقافية “هدف عادل” للجيش الاميركي، وهي بين 52 موقعا مهددا.
وتُعد ايران واحدة من عشر دول تضم اكبر عدد لمواقع التراث العالمي المُدرج على قائمة اليونسكو.
وتعتبر معاهدة لاهاي 1954 استهداف المواقع الثقافية جريمة حرب، واصدر مجلس الامن قرارا بالاجماع عام 2017 يدين تدمير مواقع التراث التي ارتكبها تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في العراق وفي الموصل خاصة، ومحو معالم تاريخية اسلامية ومسيحية وازيدية وحضارات ما قبل التاريخ !!
ومما لا شك فيه ان هذا المتفلت القابع في البيت الابيض قوبلت تهديداته بقصف المواقع الاثرية الايرانية بادانة واسعة داخل الولايات المتحدة، وهي تدل على المستوى الاخلاقي الذي عرفه العالم في تصرفات داعش!!
ويبقى السؤال الابرز:
لماذا يريد ترامب استهداف المواقع الاثرية الايرانية؟
لا شك ان الرئيس الاميركي متأثر جدا بالانجليين المؤمنين والمتعاطفين حتى النخاع بالتنبؤات التي وردت في التوراة ويسعون الى تحقيقها، واعلن دعمه لرسالة الانجيليين الصهاينة ومفادها ان الحرية الدينية تتعرض للتهديد من المحاكم والمجالس التشريعية، واشاد بالإئتلاف الجمهوري اليهودي. ويعتبر ترامب اكثر الرؤساء تأييدا لليهود وينطوي على خلفية متعاطفة مع التلموديين وفي وقت سابق قالت صحيفة الغارديان ان جهودا حثيثة يبذلها متشددون مسيحيون من اليمين الديني لتقديم مشاريع قوانين جديدة تفرض قيمهم الدينية في ست ولايات اميركية على الاقل .
وفي السياق يقول رئيس تحرير صحيفة هاآرتس “الاسرائيلية” الوف بن أن ، ان الرابح الاكبر على الاطلاق من عملية قتل سليماني هو نتنياهو، مشيرا الى ان الاخير الذي تلاحقه تهم الفساد، غنم اسبوعا مميزا وناجحا بدأ بفوزه على غريمه جدعون ساعر بالانتخابات الداخلية لحزب الليكود، ثم رفض المحكمة العليا البت في صلاحية ترشيحه للانتخابات في ظلّ اتهامه بالفساد وطلبه حصانة برلمانية من شأنها ان تعرقل تقديمه للقضاء واخيرا عملية استهداف سليماني.
اذن ترامب هو اداة صهيونية تحلم بسيطرة “اسرائيل” على العالم العربي واخضاع المسلمين للقهر والذل وتسفيه الرسالة المحمدية وإزالة معالم الدعوة الحنيفة من آثار ومواقع وهي كثيرة في بلاد فارس وتعود الى قرون في عمق التاريخ وتمثل اثارا للتراث الانساني وبعضها يعود الى عام 518 قبل الميلاد وكنائس قديمة يعود تاريخها للقرن السابع، ومدينة قم ثاني اكبر مدن البلاد ومركز حوزتها الدينية للمسلمين الشيعة وتضم كبار علماء الدين وقبورا ومساجد واضرحة.
اذن الاستهداف الاميركي ليس استهدافا عشوائيا بل استهداف للدين الاسلامي مستفيدا من حالة اللاوعي الاسلامي، مقدمة لاستهداف مقدسات المسلمين بعد القدس ولن نفاجأ بعروض يتقدم بها ترامب على حلفائه الاعراب تطالب باستعادة ديار من بني قينقاع والنضير وقريظة وحيان في ضواحي المدينة المنورة وحصون خيبر وهضابها وجبالها وفيها ثلاثة حصون.
وهل يظن المسلمون ان اليهود لا يقرأون ولا يتابعون التاريخ او غيّروا في نظرتهم المتعالية على ديانة المسلمين وغير المسلمين باعتبارهم “شعب الله المختار” ولذلك نفهم لماذا كان نتنياهو احد اول الزعماء الذين علقوا مباشرة على استشهاد سليماني، فالرجل تلقى هدية من هدايا الرئيس الاميركي التي يغدقها عليه ترامب بعد نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة، ثم الاعتراف بضم مرتفعات الجولان السوري واليوم استهداف سليماني، وهو ما يغير الاولويات في اسرائيل وإعادة ترتيب الاوراق من جديد، لتتصدر اخبار ايران والعراق والتهديد الامني في المنطقة، واسرائيل بشكل خاص، ليبقى الهاجس الامني هو الشمّاعة التي يعلق عليها نتنياهو اتهامات الفساد التي تطوقه.
رغم الهدايا التي يقدمها له الحليف ترامب وعلى ابواب انتخابات تجري للمرة الرابعة في الكيان الغاصب على وقع طبول الحرب التي ترافق عادة التحضيرات لكل انتخابات.
اما العرب والامة الاسلامية خاصة فأين هم من هذه العربدة… فلا حس ولا حسيس، ولقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.
” إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا”

المكتب الاعلامي
اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 16/01/2020

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *