بيانات و تصريحات

مؤسسة القدس الدولية تطلق نداء القدس

الأحد، 25 شعبان 1439 هـ
  13 أيار/مايو 2018
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء القدس فلسطين لأحرار الأمةِ والعالم
الحمد لله ربّ العالمين، قاهرِ الجبّارين، مَنْ وعدَ عبادَه المؤمنين بالنصرِ والتمكين، والصلاة والسلامُ على إمامِ المجاهدينِ، وسيّدِ الصابرينَ محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن سارَ على نهجِه، نهجِ الحقِّ إلى يوم الدين.
أما بعد،
يا أمتنا العربية والإسلامية، يا أحرار العالم ممن يقفون إلى جانب العدالة، ها قد بلغَ الطغيان الصِّهيونيّ الأمريكيُّ مدًى غير مسبوق، فأمريكا تتصرّف في العالم كأنّها صنمٌ يُعبَد من دون اللهِ وتريد أن تركِّع شعوب العالم أمام إرادتها وجبروتها الزائف، وقد بلغت من الكِبر والغرور ما جعلها تظنّ أنها تستطيع أنْ تقلبَ الباطلَ إلى حقٍّ؛ وها هيَ تقررُ الاعتراف بالقدس عاصمةً للاحتلال الصِّهيوني في كانون أول/ديسمبر من العام المنصرم، وقررتْ نقلَ سِفارةِ بلادها إلى القدس المحتلةِ في 14 أيار/مايو الجاري، وهي خطوةٌ تعني تشريع الاحتلال الصِّهيونيِّ للقدس، وهذا أمرٌ مناقض لحقائق التاريخ والدين والقانون. وها هو الاحتلال الصِّهيونيّ يستغلُّ الإدارة الأمريكية الحالية الموسومة بالتسرّع، والتطرّف، والتجبّر ليسعى إلى تحقيقِ غايتِه بتحويل القدسِ العربيةِ الإسلاميةِ إلى عاصمة يهوديّةٍ والحصولِ على شرعيةٍ دوليةٍ لتهويدِه للقدس، وإجرامِه بحقّ أهلها ومقدساتها. وتأتي خطوةُ نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة في أجواء الذكرى السبعين لنكبةِ فلسطين؛ ما يبرهن عن استخفافٍ كبير بمعتقدات العرب والمسلمين وحقوقهم الأصيلة بقدسِهم، كما تأتي هذه الخطوة في سياق مؤامرةٍ دوليّة لتصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان “صفقة القرن” التي بانت ملامحُها الكارثيّةُ بعد استهداف القدس، واللاجئين، ووكالة الأونروا، وتشديد الحصارِ على قطاع غزة، وقطع رواتب الأسرى الفلسطينيين الأبطال، وغير ذلك.

يا أحرار الأمةِ والعالم
من يعتقد أنّ استهدافَ القدس وفلسطين ليس استهدافًا له مباشرة فهو إنسانٌ ناقصُ الوعيِ، مخدّرُ الضميرِ، فاقدٌ لإنسانيّته الحقيقية، مناقضٌ لفطرة الحقِّ التي فطرَ اللهُ الناسَ عليها. منذ أسابيعَ قليلة تتوهجُ شعلةُ الكفاح الفلسطينيّ على أرض فلسطين، ولا سيما في غزة البطولة والعزيمة. لقد حانت لحظةُ إسقاطِ الطغيان الأمريكي الصهيوني، وإذا تركنا هذا الطغيان يتجرّأ على قدسِنا اليوم، ويرفع رايةَ الظلم في فضاءِ المدينةِ الطاهرةِ المقدسة، فإنّ الخسارة ستكون كبيرة، والندم سيكون مؤلمًا، ومحاسبة الله والتاريخ والأجيال لنا ستكون وخيمةً.

يا أصحاب الحق بالقدس والفلسطين، يا أنصار العدالة في العالم
نحن قومٌ لا نبيعُ القدسَ وفلسطين، ولا نتركُ مقدساتنا الإسلامية والمسيحية عرضةً للتدنيس الصهيوني، ولا نتخلّى عن شعب فلسطين الأبيّ المكافح. وفي هذه اللحظة التاريخيّة الخطيرة، وفي ذروة المواجهة بين راية القدس التي هي راية الحق، وراية الباطل التي هي راية الصهيونية المدعومة من أمريكا وغيرها ليس أمامنا خيار سوى الاستجابة لنداء الضميرِ والواجب الدينيّ والقوميِّ والإنسانيّ لنهبّ في كلّ عاصمة ومدينة في صرخة غضبٍ عارمة في وجه أمريكا والاحتلال الصهيوني، ونرفض تهويدَ القدس والاعترافَ بها عاصمة للاحتلال الصهيوني، ونقلَ السفارة الأمريكية إليها، ونرفض استمرار الحصار على غزة، ونعمل لإعادة لاجئي فلسطين إلى وطنهم، ونعمل من أجل إزالة الاحتلال الصهيوني من كلّ فلسطين.

أيها الأحرار في كلّ مكان
هذه أيامكم، وكلمة الفصل بعهدتكم، فلا توجد قوةٌ بشرية قادرة على إخضاع إرادتكم إن استعنتم بالله، وتركتم خلافاتكم جانبًا، فانهضوا في كلّ البلاد، وأظهِروا وفاءكم لفلسطينَ قِبلةِ الحقّ، وانصروا شعبها المظلومَ منذ مئة عامٍ، وأسقطوا رايةَ الظلمِ ولا تتركوها ترفرف في سماء القدس العصيةِ على الغزاةِ، ومرِّغوا “صفقة القرن” تحت أقدامكم، وكونوا ظهيرًا وفيًّا للأبطال في القدس وفلسطين، وبهذا تكونون شركاء في دحر الاحتلال الصهيوني وأعوانه.

نداؤنا إلى كلّ حرٍّ شريفٍ في أمةِ العروبةِ والإسلام وكلّ العالم بأنْ تكون هذه الأيامُ وهذه المرحلة، مرحلةَ استنفار للجهودِ، ومسيراتٍ تنصر فلسطين وأهلها، وفعاليات مختلفة لا تتوقف حتى تحقيق الهدف المنشود بإسقاط كل المؤامرات، وإعادة الحقّ إلى أهله، أهل القدس وفلسطين وكل الأمة.
نداؤنا للرجال والنساء، للكبار والصغار، للمسلمين والمسيحيين، للحكام والمحكومين، ولكلّ مكونات الأمة من أحزاب وهيئات ومؤسسات وحركات ونقابات واتحادات وروابط، وكلّ شرائح الأمة من علماء، ومثقفين، وسياسيين، وإعلاميين، وحقوقيين، ومعلمين، ومهندسين، وأطباء، ورجال أعمال، وشباب وغيرهم، نداؤنا لكلّ الأحرار الشرفاء أن تهبّوا في هذه الأيام نصرةً لفلسطين، ولا سيما في يومي 14 و15 أيار/مايو الجاري ولنكنْ على يقينٍ بأنّ الحقوقَ لا تضيعُ ما دامتْ محروسةً بسواعدِ الأبطال، وجهود الأوفياء، وثباتِ الثابتين.

مؤسسة القدس الدولية
نحميها معاً .. نستعيدها معاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *