أقلام الوطن

لأن الوطن لنا…لن نستدعي روسيا لاستعمارنا

د. عادل سماره

كلما أتبعت الثورة المضادة عدوانا بعدوان جديد يبرز نوعان من المواقف:
الأول:موقف العملاء أي قوى وأنظمة الدين السياسي والطابور السادس الثقافي مُراوحة بين الشماتة وتمجيد الأعداء وبث استدخال الهزيمة عبر مواعظ الركوع.
أما موقف الثورة المضادة فمعروف وواضح.
والثاني: تساؤل الشرفاء بحرقة وغيظ وخاصة التساؤل عن دور روسيا، مقارنة بقيام الغرب باعتداء مباشرة على الوطن العربي كما هي اليوم ضد سوريا وليبيا واليمن وحتى العراق.
ما يهمنا هي مواقف الشرفاء/ات. وبكلمة:لماذا لا تتدخل روسيا.
وهنا أود تناول الأمر بعمق وإن باختصار. علاقتنا بروسيا وحتى بالسوفييت مختلفة عن علاقة الكيان بأمريكا والغرب.
الكيان خلقه الغرب ويرعاه إلى أن يموتا معاً. كامل البنية المجتمعية (عسكريا، ماليا، ثقافة إيديولوجيا، وحتى فردا فردا) هي بنية عميلة للإمبريالية بمصلحة وقرار ووعي. لا يختلف رئيس الوزراء الأبيض أو الإشكنازي عن عامل النظافة الإثيوبي، رغم التفرقة العنصرية الداخلية حتى الإهانة العلنية والمكتوبة وليست المحكية فقط. وإلا ما معنى حديثنا المكرر بأن الكيان أداة للغرب! ألا يجب أن نفكر في ما نُردد!
الكيان عميل، لأنه ليس في وطنه، الوطن ليس له حتى لو اعترف به مختلف المطبعين سواء باسم العقلانية أو باسم الدين.
الكيان عميل للغرب شعبيا ورسميا، وأنظمتنا وكثير من مثقفينا عملاء للكيان وللغرب، لكن الشعب العربي ليس عميلا لأحد، حتى لو سكت عن العملاء العرب. ما من شعب يتحول وهو في وطنه إلى عميل. فقط التجمعات الاستيطانية تمارس العمالة الشاملة المعمَّمة لأنها بُنية سطو واغتصاب وقلق على المصير.
علاقتنا بروسيا مختلفة. فنحن لسنا عملاء لروسيا، نربأ بأنفسنا رغم تشتتنا وكافة مشاكلنا أن نتحول إلى وطن عميل. وروسيا تعرف ذلك تماماً. وحين لا تهب روسيا للدفاع عنا، هي على حق لأن هذا واجبنا نحن. وليس هذا لأن عددنا كبير جدا، فحتى لو كنا بضعة ملايين، لن يحررنا غير انفسنا.
إن مطالبة روسيا بأي نوع من القتال نيابة عنا يعني أننا ننادي روسيا بأن تتحول إلى إستعمار لنا. وهذا ما تهوي إليه نفوس الطابور السادس الثقافي وخاصة أمثال عزمي بشارة ومختلف “قيادات” المعارضة السورية القابعة في عواصم الأعداء والعملاء ناهيك عن العملاء الليبيين والعراقيين واليمانيين والصوماليين وايضاً، نعم وايضا اللبنانيين…الخ، اي الذين يستعجلون تحول روسيا إلى دولة استعمارية هي والصين. فمن يركع للمال، اي مال، هوبطبيعته ظهر يبحث عن الامتطاء. هو قامة بلا عامود فقري، تطوي للأمام وللخلف بنفس الدرجة.
إن السبب الأساس لتورط العدو الغربي في العدوان العلني والمباشر اليوم هو قلقه بأن معسكراً مقاوما يتقدم، ولذا يستميت لاجتثاثه. حبذا لو نفهم جيدا هذه المسألة لأنها بوابة دخولنا في المقاومة أفواجا.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *