أقلام الوطن

قمة البؤس في الظهران لا تساوي اكثر من صفر

عمر عبد القادر غندور
   
انتهت القمة العربية الـ 29 التي انعقدت لأول مرة في الظهران خشية وصول صواريخ المجاهدين اليمنيين اليها، ولا فرق بين نهايتها وبدايتها لان نتيجتها صفر كالعادة، وهي ليست اكثر من اجتماع استعراضي لاصحاب العروش والكروش والمشيخات الا من ندر من وجودٍ كريم لقلة من المسؤولين العرب.
    بينما الوطن العربي ممزق وفلسطين القضية تنزف، والمسجد الاقصى يستغيث، والشعب الفلسطيني يقتحم الموت لاستعادة أرضه، واليمن يتعرض لحرب إبادة يومية تشنها عليه مملكة بني سعود والمشيخات بتأييد اميركي، والعراق يضمد جراحات الحرب التكفيرية على مدى سنوات، وسورية تتعرض لحرب عالمية استقدم اليها الاف الارهابيين الممولين اميركيا وعربيا لتقطيع اوصالها وتشريد اهلها، وليبيا مقسمة مجزأة تتقاتل منذ تسع سنوات!!
    كل هذه العناوين قفزت فوقها قمة العجز العربي واطلقت عليها اسم “قمة القدس” تغطيةً وتمويهاً، واعتبرت القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، متبرعة بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل ومقرا جديدا لسفارة اميركا ودفع 200 مليون دولار مساعدات اغاثية للشعب الفلسطيني منها 150 مليون دولار للسلطة الفلسطينية الغارقة في سراب استجداء التفاوض على حساب القضية لسبعين عاما قادماً !!
    وجاء البيان الختامي ليكشف ان الغاية الموجبة لعقد قمة العجز العربي، مطالبة ايران بالكف عن تدخلها في الشؤون العربية ورعاية الارهاب ودعم حرب السعودية على اليمن، متجاهلة الانخراط العربي الرسمي في التطبيع مع اسرائيل لتصفية الفلسطينيين وخذلها الى الابد!!وتجاهل العدوان الاميركي البريطاني الفرنسي على دولة عربية.
    في الواقع، ما احد من العالم العربي عقد رجاءه يوما على هذه الادوات من هؤلاء الحكام العرب، وان كان من نافذة ضوء في هذه القمة فهي كلمة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي قال ان الحرب على بلادنا لم تعد بالوكالة ودعا الى مبادرة انقاذ تقي من التشرذم وتعمل على لملمة الشمل سبيلا الى الحوار لحل المشاكل، وشدد فخامته على ان القضية الفلسطينية هي لب المشكلة في الشرق الاوسط وان التغاضي الدولي عن جرائم اسرائيل من تهجير وسلب حقوق وتدمير هو تعسف واستهتار بشرعة حقوق الانسان، وتوجه رئيس جمهورية لبنان الى الملوك والرؤساء في قمة البؤس العربية بالقول : هل سنسمح ان تضيع القدس، وهي توشك على ذلك!!
لا فضّ فوك يا فخامة الرئيس…
اما هذه القمة البائسة فلا وزن لها ولا قيمة، وهي لا تساوي ظفر شهيد فلسطيني اقتحم الموت بصدر عار ليقول للملوك والرؤساء: انتم لا تمثلون الا انفسكم وفلسطين لن تموت.

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 16/04/2018

عمر عبد القادر غندور

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي لبنان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *