أقلام الوطن

هل يعتدي الكيان على الأردن؟

د. عادل سمارة

ارتكز كثيرون على مصافحة الملك الأردني للرئيس الإيراني في مؤتمر استانبول وعقد لقاء بينهما على أن هذه انعطافة النظام باتجاه محور المقاومة. هذا رغم أن الملك الأردني ه صاحب شعار “الهلال الشيعي”. وبهذا المعنى، فهو أول من حاول تنبيه الطائفية السنية. فهل قصد ذلك أم كان بهدف الحصول على مساعدات سعودية أكثر!
صحيح أن حكام السعودية ينفخون في الطائفية بلا توقف، وليس ذلك سوى إثارة للفتنة . أما جوهرياً، فالسعودية في خدمة الكيان والإمبريالية ضد العروبة ومنذ تأسيس هذه المملكة، واليوم بشكل خاص لتصفية القضية الفلسطينية. وهذا يؤكد أن الطائفية ليست سوى أداة خراب تستخدم لصالح العدو وحسب. هذه التصفية التي تعني فقدان الأردن الرسمي لدوره في المنظومة الأمريكية في المشرق العربي بل في الوطن العربي. وهذا الفقدان يعني تفكيك الأردن وليس توسيعه بحيث يصبح من الأنبار إلى الجولان. اللهم إلا إذا تم النجاح في هذه التوسعة الشكلانية ولكن بمجموعة كيانات “حكم ذاتي” لكل منها. ومع ذلك ما ترمي إليه أمريكا هو إدغام بقايا فلسطين مع الأردن في كيان يشطب فلسطين تماماً، ويُدخل الكيان في الأردن تمهيدا لوصول علني وجغرافي إلى أربيل.
لقد جائت ضريب صندوق النقد الدولي لتدفع الشعب في الأردن إلى “بق الحصوة” بمعنى ان البلد تحت تهديد التفكيك. وطبعا اقترن ذلك مع عدم تقديم حقنا مالية من الخليج. وهذا ما يوجب أن ينظر الأردن إلى محور المقاومة. ولكن نغمة المقاومة لم يعتد عليها.
على اية حال، فيما لو حاول الأردن الحياد مطبقا أسلوب مهاتير محمد في استرداد المليارات التي نهبهاالفساد، أو إذا مال إلى محور المقاومة، فليس من السهل على الكيان الاعتداء على الأردن. والكيان يعرف أن الجيش العربي الأردني ليس سهلا، ولم يفقد روحه العروبية منذ معارك باب الواد واللطرون وصولا إلى معركة الكرامة. كما ان الشعب الأردني بلا شك سوف يقف مع جيشه بلا تردد. وهذا سوف يحرك الأرض المحتلة أيضا لصالح الأردن، وقد يفتح ثغرات في الحدود لدخول المقاتلين والسلاح إلى الضفة الغربية. لكن الكيان ربما يلجأ إلى استخدام سلاح الجو في اعتداءات كما كان قبيل أيلول 1970 وعلى طريقة نظام الأبرثايد في جنوب إفريقيا ضد موزمبيق وزيمبابوي. وسواء كان هذا السيناريو أو ذاك، فإن الكيان قد فقد زمام المبادرة الذي اعتاد عليه. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإن ما حصل في الأردن، حتى الآن، ولو فقط حتى الآن هو “خَضَّة” لمشروع صفقة القرن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *