أقلام الوطن

لبنان دولة المحاصصة!!

عمر عبد القادر غندور 
    ما ان هدأت جلبة الانتخابات، حتى بدأ الكباش على تشكيل حكومة العهد الاولى وسط استنفار شديد للقوى والكتل والاحجام داخل البرلمان الجديد، ولا فرق بين المكونات كافة، فالكل شهيته مفتوحة للفوز بمقعد وزاري لا بل بمقاعد موزعة بين سيادية وخدماتية حتى تكاد عناوين المقاعد الوزارية لا تكفي للتسمية، ما يعني ان ماراتون تأليف الحكومة سيتواصل رغم التصريحات المتفائلة التي يطلقها بابازات السياسة.
    الكل لا يعير الاوضاع الاقتصادية المتدهورة اهتمام يفرض الاسراع في تشكيل الحكومة لبدء ما يمكن معالجته، بل الاهتمام كله ينصب على اقتناص الحصص الوزارية على قياس الاحجام، وآخرها حصة رئيس الحكومة من المقاعد الوزارية كحصة فخامة رئيس الجمهورية ولا نستبعد ان يطالب احدهم بحصة وزارية لرئيس مجلس النواب اسوة بغيره، ولا مانع من استمرار الكباش الى ما شاء الله، واللبنانيون تعودوا على حمل صليب الامهم.
   اما اوجاع الناس الحياتية وتدهور اوضاعهم المعيشية و قصورهم عن بلوغ ادنى حاجاتهم من دواء واستشفاء وبطالة وعوز لا يشعر به الا المحتاج، في ظل منافسة حادة على فرصة عمل، وفساد وغلاء وجشع، حتى اصبحنا في وضع لا نُحسد عليه، بينما النواب والكتل النيابية لا ترى ما يوجب وقفة وطنية تكون فيها الاولوية لمعالجة بلايا المواطنين المتردية، وليس لاحجام النواب والحصص الغنائمية والنكايات وتصفية الحسابات…رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت 31/05/2018

كاتب

عمر عبد القادر غندور

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي لبنان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *