أقلام الوطن

إسرائيل أخطر وأوحش أنواع الاستعمار الاستيطاني ومصيرها إلى الزوال

د. غازي حسين

منذ اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور وتأسيس اسرائيل باستخدام القوة وحرب عام 1948  وارتكاب النكبة وترحيل الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم وإشغال حربي السويس وحزيران العدوانيتين  وتهويد كل القدس العربية المحتلة مدينة الإسراء والمعراج ، لم تنعم بلدان الشرق الأوسط بالهدوء الاستقرار والسلام.

خلقت الدول الاستعمارية والصهيونية العالمية شيطاناً شيطن المنطقة ونشر فيها الحروب التوسعية والمجازر الجماعية والخراب والدمار والعقوبات الجماعية وتدمير المنجزات ونهب الثروات ونشر التطرّف الديني والارهاب الصهيوني والتكفيري والتطهير العرقي والترحيل والتوطين والوطن البديل ويهودية الدولة لاقامة أكبر غيتو يهودي عنصري في قلب الوطن العربي معاد لشعوبه اسمه إسرائيل أي كيان الاستعمار الاستيطاني اليهودي العنصري والإرهابي الحليف الاستراتيجي للامبريالية الامريكية والمركز للصهيونية العالمية للسيطرة على النفط والغاز والثروات الاخرى في الشرق الاوسط لفرض السيطرة اليهودية على العالم.

جاءت إسرائيل من وراء البحار لحل المسألة اليهودية في أوروبا على حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين باستغلال اللاسامية و النازية والتعاون معهما والهولوكوست النازي لتبرير النكبة المستمرة والهولوكوست الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني .

خلقت الدولة الاستعمارية والصهيونية العالمية  بتواطؤ الإمارات والممالك العربية وجامعة تشرشل التي أقامتها بريطانيا وتحميها الإمبريالية الأمريكية إسرائيل لتدمير وتفتيت وتقسيم بلدان الشرق الأوسط ، ونهب ثرواتها الطبيعية وعرقلة تطورها والقضاء على الوحدة العربية  وإقامة مشروع الشرق الاوسط الجديد.

اقتسمت الدول الاستعمارية الأوروبية في سايكس بيكو أملاك الإمبراطورية العثمانية و فتتوا بلاد الشام ، وفصلوا في مؤتمر الصلح في فرساي عام 1919 الجزء الجنوبي من سورية (سورية الجنوبية) أي فلسطين عن سورية الأم، وقرروا تحقيق وعد بلفور بوضع فلسطين في مؤتمر سان ريمو للحلفاء عام 1920 تحت الانتداب البريطاني شريطة تحقيق وعد بلفور أي تأسيس إسرائيل  في فلسطين قلب الوطن العربي.

قامت إسرائيل على إدعاءات ومزاعم توراتية وأكاذيب صهيونية ودعم استعماري ، وولدت بالحرب وتعيش على الحرب، وهي المكان الأخطر لليهود في العالم ، وفشل الحل الصهيوني المعتمد على القوة فشلاً ذريعاً، وسيجلب لها إيمانها بأنّ القوة هي الحل مصائب كبرى حتى زوالها، وتلاحق اللوبيات اليهودية وإسرائيل الفلسطينيين والعرب المسلمين في أمريكا وأوروبا ، و تتخاذل الحكومات العربية والسلطة الفلسطينية في الدفاع عن مواطنيها وعن إضطهاد العرب والمسلمين في فلسطين وبورما والدول الغربية.

وأدّى قيام الشراكة الأمنية والتعاون العسكري والتطبيع بين إسرائيل والمملكة السعودية إلى إخراج العلاقات بين البلدين من السرية إل العلنية لتحقيق التطبيع الجماعي  ولمواجهة المقاومة الفلسطينية وحزب الله وإيران بقيادة إدارة ترامب اليهودية، وتحوّلت الدول الدول العربية إلى دول غير معادية لإسرائيل ، وهي دول الخليج والدول التي وقّعت اتفاقات الإذعان في كامب ديفيد ووادي عربة والسلطة الفلسطينية التي وقّعت اتفاق أوسلو. ويتوجه نتنياهو إلى الدول العربية و الرباعيتين الدولية العربية وجامعة تشرشل برئاسة أبو الغيط سيء الاسم والصوت والصيت الذي زار إسرائيل عدة مرات لتطبيع العلاقات معها إلى الهرولة في التطبيع والموافقة على تهويد كل القدس وصفقة القرن . وأدّت زيارات بندر بن سلطان وتركي الفيصل  وأنور عشقي وزيارة رؤساء الموساد إلى الرياض وتنصيب ترامب محمد بن سلمان ولياً للعهد إلى تطوير العلاقات بين آل سعود وحكومة نتنياهو أكثر الحكومات فاشية وعنصرية واستعمارية وعدوانية وإجراماً في تاريخ إسرائيل .

وأخذ نتنياهو يطالب علناً بتسوية مع الدول العربية  أولاً تستثني حتى السلطة الفلسطينية الهزيلة، وأعلن مراراً وتكراراً  أنّ تحقيق التسوية مع العالم العربي كفيلة بتحقيق التسوية مع الفلسطينيين .ويعمل على الاتفاق مع محمد بن سلمان وإدارة ترامب اليهودية لتصفية قضية فلسطين أعدل قضية في تاريخ البشرية على حساب شعبها المضطهد من العدو والشقيق.

وبالتالي تخطط اسرائيل الاستقواء  بدول الخليج لإجبار قيادة منظمة التحرير التوقيع على الحل الإسرائيلي لقضية فلسطين بتصفيتها وإنهاء الصراع واعتراف الدول العربية الجماعي بالعدو الإسرائيلي  وتطبيع العلاقات معه. وهدد محمد بن سلمان عباس باستبداله بدحلان إذا لم يوافق على تهويد القدس وصفقة القرن.

وكشفت الصحافة الإسرائيلية والعالمية التعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري والتجاري والسياحي بين إسرائيل ودول الخليج ، وأصبحت دول الخليج حتى غير جادة بتنفيذ المبادرة العربية ولكنها جادة في تطوير علاقتها ومصالحها المشتركة مع إسرائيل ومنها مواجهة إيران وحركات المقاومة وحرب الخليج القذرة في اليمن الشقيق .

وزعم نتنياهو أنّ إسرائيل لا تمارس الاحتلال ولا تحتل أي شبر أجنبي  ، وأعلن في مؤتمر الدبلوماسية الذي نظّمته صحيفة جيروزاليم بوست في 14/11/2016 أن حكاماً عرباً  باتوا يحمّلون عباس مسؤولية فشل الجهود الهادفة لحل الصراع مع إسرائيل ويقصد إبن سلمان و إبن زايد، وأكّد بغطرسة وحقارة منقطعة النظير أنّ المطالبة بتفكيك المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة تمثّل دعوة للتطهير العرقي.

ويرفض الاستعماري والكذّاب نتنياهو التنازل عن سنتمتر واحد من الضفة الغربية التي يعتبرها أرض يهودية محررة وليست محتلة .

ووافق نتنياهو على نقل مستعمرة عمونة إلى أرض خاصة لفلسطينيين غائبين بموجب قانون الغائبين غير الشرعي الذي سنّته إسرائيل غير الشرعية التي اغتصبت فلسطين العربية بقوة السلاح .

وأعلن الاستعماري والعنصري والكذّاب نتنياهو بتاريخ 14/06/2009 في خطابه بجامعة باريلان على خلفية خطاب أوباما بجامعة القاهرة قبوله بقيام الدولة الفلسطينية ، وحل الصراع على أساس رؤية الدولتين بشرط أن تكون الدولة منزوعة السلاح والاعتراف بيهودية الدولة ، وأن تصبح القدس بشطريها المحتلين عاصمة لإسرائيل، وحق دولة الاحتلال في النمو الطبيعي بالمستعمرات اليهودية داخل الضفة الغربية ، ويحدد وضعها في المفاوضات النهائية ، وشطب حق عودة اللاجئين إلى ديارهم .

ويعتبر الاستعمار الاستيطاني اليهودي سبباً أيديولوجياً  واقتصادياً واجتماعياً لظهور الأبارتايد الإسرائيلي أسوأ وأخطر أنواع الأبارتايد على كوكب الارض، فالاستعمار يهدف إلى تسلّط شعب أو بلد آخر على شعب أو بلد آخر ، فسيطر الأوروبيون حتى منتصف القرن العشرين على بلدان عديدة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ، وانتهت جميع أشكال الاستعمار وأنظمة الحكم العنصرية وتم القضاء عليها باستثناء إسرائيل .

استخلص المؤسسون الصهاينة من التعاليم التوراتية والتلمودية والنظريات العنصرية في أوروبا الأعمدة العنصرية الأربعة للصهيونية وللكيان الصهيوني  وهي :

  1. التفوق العنصري .
  2. التمييز العنصري .
  3. التعصّب العنصري .
  4. الفصل العصري .

وانطلقوا من أسطورة الشعب المختار والشعب اليهودي العالمي وان فلسطين هي أرض التوراة و هجرة يهود العالم إليها وترحيل الشعب الفلسطيني منها، وتعاونوا مع الدول الاستعمارية وألمانيا النازية والحركات اللاسامية  والأمراء والملوك العرب، واستغلوا معزوفتي اللاسامية والهولوكوست وبالغوا جداً جداً جداً بهما ، و استخدموا القوة والحروب العدوانية والمجازر الجماعية لإقامة إسرائيل في فلسطين قلب الوطن العربي .

وتجسّد إسرائيل أخطر وأوحش أنواع الاستعمار الاستيطاني والأنظمة العنصرية والإرهابية الأبارتايد  على كوكب الأرض ومصيرها إلى الزوال كما زالت النازية من ألمانيا والعنصرية من البرتغال و الأبارتايد من جنوب افريقيا.

د. غازي حسين

عضو جمعية البحوث والدراسات-اتحاد الكتاب العرب بدمشق عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين –عضو رابطة الكتاب الاردنيين ولد بتاريخ 10/9/1938 في بلدة سلمة (قضاء يافا) التي احتلتها العصابات اليهودية المسلحة بعد مجزرة دير ياسين في أواخر شهر نيسان عام 1948. أنهى الدراسة الابتدائية والثانوية في كلية النجاح الوطنية بنابلس. انتخب عام 1954 كرئيس لمؤتمر الطلبة الأردني بلواء نابلس. اعتقل عدة مرات في الأردن ونفي إلى معتقل الجفر بسبب نشاطاته السياسية. بدأ دراسة الحقوق في الجامعة السورية بدمشق وأكملها في ألمانيا ونال هناك الماجستير في الحقوق عام 1962، ودكتوراه في القانون الدولي عام 1966، ودكتوراه في العلوم الحقوقية عام 1974. مارس تدريس القانون الدولي في جامعات ألمانيا ودمشق (المعهد العالي للعلوم السياسية). عمل كمستشار في القصر الجمهوري بدمشق وكسفير لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى الحكومة النمساوية في فيينا، وكممثل للمنظمة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووكالة التنمية الصناعية (يونيدو) في فيينا. وشارك في أهم المؤتمرات الدولية التي عالجت قضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني، و كمستشار قانوني ورئيس إدارة في الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدمشق، وعضو سابق في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، وعضو سابق في القيادة العامة لطلائع حرب التحرير الشعبية- قوات الصاعقة ورئيس الدائرة السياسية وأمين سر اللجنة العربية لمكافحة الصهيونية والعنصرية، وعضو الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية، وعضو الأمانة العامة في التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة وعضو هيئة تحرير مجلة الفكر السياسي في اتحاد الكتاب العرب. مؤلفاته: 1-اسرائيل الكبرى والهجرة اليهودية- دراسة.1992. 2-الفكر السياسي الفلسطيني-1963- 1988- مطبعة رانيا عام 1993. 3-الصهيونية ايديولوجية عنصرية كالنازية (بالعربية عام 1968) و(الألمانية عام 1971). 4-الغزو الاسرائيلي للبنان- (مجموعة من الباحثين) دمشق 1983. 5- انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان العربي عام 1969. 6- الهجرة اليهودية وأثرها على طاقات إسرائيل الاقتصادية والعسكرية عام 1974 بالعربية وعام 1975 بالإنكليزية. 7- فلسطين والأمم المتحدة عام 1975. 8- عدالة وسلام من أجل القدس، باللغة الألمانية في فيينا، عام 1979. 9- النظام الإقليمي والسوق الشرق أوسطية عام 1994. 10- الصراع العربي - الإسرائيلي والشرعية الدولية عام 1995. 11- الشرق أوسطية إسرائيل العظمى، دمشق 1995. 12- الصهيونية زرع واقتلاع (اتحاد الكتاب العرب - دمشق) 1966. 13- ياسر عرفات من التوريط إلى التفريط - دمشق 1996. 14- القمم والمؤتمرات الاقتصادية والأمنية: من التطبيع إلى الهيمنة - اتحاد الكتاب العرب - دمشق عام نبذة مأخوذة من موقع اتحاد الكتاب العرب بدمشق عن الدكتور غازي حسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *