تحاليل و تقارير ساخنه

أمريكا تطلق سهماً شيوعياً ضد سوريا

د. عادل سمارة

تعقيبا على مقال تم نشره في جريدة الأخبار اللبنانية ضد القيادة وحزب البعث في سوريا، تستغرب الرفيقة ثريا عاصي ما ورد في المقال وهو لحزب العمل الشيوعي/سوريا وتستغرب نشره من قبل صحيفة الأخبار.

بداية، لماذا الآن؟ أليس لأن سوريا تتعافى انتصاراً؟ ولكن، لماذا تقوم الأخبار بذلك؟
أما حزب العمال الشيوعي فهو جزء من الأممية الرابعة/التروتسكية التي هي شبهة وليست فقط تحيط بها الشبهات ما خلا بؤساء فيها لم يقرؤوا ولم يعرفوا. وهذا تيار خائن عروبيا وأممياً بخلاف الشيوعيين من الاتجاه السوفييتي الذي على أخطائه ليس خائنا، وطبعا بخلاف الاتجاه الماوي. هذا الحزب هو من تمفصلات ما اسمي حزب العمال الشيوعي وهو من جهة ضد السوفييت والصينيين، ومن جهة ثانية ضد القومية العربية وهنا يتقاطع مع التروتسكية. اي هو حالة مركَّبة سلبيا بالطبع.
لقد وقفت التروتسكية ضد سوريا فور حصول مؤامرة تزريق إرهابيين من تحت اسلاك الحدود الأردنية/السورية إلى درعا والقيام بجرائم القتل ونسبها إلى الدولة السورية. ومن حينها والتروتسكية تنشر آلاف الصفحات ضد سوريا مأخوذة ب:
• الحقد الصهيوني لقياداتها من يهود صهاينة يعرفون أن العروبة هي الخطر الحقيقي على كيانهم الصهيوني
• الحقد على التجربة السوفييتية بعد ان كشفت خيانة تروتسكي وهرب إلى المكسيك في مكان على الحدود (لاحظوا على الحدود-وأنا زرت المكان شخصيا) مع الولايات المتحدة.
• انتظام مجموعة من القيادات الرئيسية من التروتسكية إلى المحافظين الجدد والذين معظم قياداتهم يهوداً. والمحافظين الجدد هم الذين قرروا تدمير العراق ومن ثم سوريا وليبا والآن اليمن.
وهكذا، في سياق خدمة التروتسكية للثورة المضادة باسم الثورة اكتشفت سوريا باكرا قياديين من حزب العملل الشيوعي/سوريا يهربون اسلحة للإرهابيين بتنسيق مع رفيق الحريري. انظر الصورة.
كما أن منبر الحوار المتمدن للتروتسكي العراق/الكردي الحاقد على العروبة رزجار… قد فُتح ضد سوريا لمن أراد. وهو نفسه الذي يؤيد ارتباط الحزب الشيوعي العراقي بالاحتلال الأمريكي وصولا إلى انحناء ظهره للسمين جسديا الفقير ذهنيا مقتدى الصدر.
لقد اصدر التروتسكيون عديد البيانات ضد سوريا جوهرها دعم الإرهابيين لكنها مغطاة بالجملة الثورية انهم ضد الإمبريالية وضد الوهابية، مع أن حتى البلهاء يعرفون بأن هزيمة سوريا هي لصالح الكيان خاصة والثورة المضادة عامة، وإن لم يكن هذا واضحا سابقا، فاليوم هو أوضح من الشمس وأسوأ من الخيانة.
وقد هندس هذه البيانات كل من طارق علي/بريطانيا، وصلاح جابر أو جلبير اشقر/لبنان/فرنسا والآن في بريطانيا، وسلامة كيلة /أحد عملاء قطر مع عزمي بشارة وغيرهم طبعا. أنظر/ي:

الانتفاضة السورية تدخل شهرها الخامس: الشعب السوري عارف طريقه، و الشعب يريد اسقاط النظام
18 تموز (يوليو) 2011
لجنة دعم الانتفاضة السورية
المناضل العدد 41 http://www.almounadil-a.info/liste.php3?liste=auteur

Solidarity with Syria
April 29, 2013 § 1 Comment
http://pulsemedia.org/2013/04/29/solidarity-with-syria/

كل هذا وارد في كتابي التالي:

المحافظية الجديدة وظلال يهو/صهيو/تروتسكية
المؤلف: عادل سمارة
سنة النشر: 2014
الرابط في موقع “كنعان”:

https://kanaanonline.org/…/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%…

معروف أن التروتسكيي العراقي محمد جعفر وهو نفسه سمير الخليل، وكنعان مكية، ظهر في آذار 2003 على الفضائيات الأمريكية يسستجدي جورج بوش الإين لاحتلال العراق. وهو نفسه الذي زار الكيان الصهيوني علانية و بفخر.

كما وقف التروتسكيون ضد ليبيا ولصالح العدو الناتو والإرهابيين . بل إن التروتسكي الروسي كاجرالتسكي وصف “ثورة” الناتو في ليبيا بأنه كالثورة البلشفية او الثورة الفرنسية. كما اصدر التروتسكيون المغاربة البيان التالي تاييدا لغزاة ضد ليبيا، وخاصة المشبوه بفخر صلاح جابر، أنظر التالي:

اليسار و«التدخل الإنساني» في ليبيا – مهمّات المعادين للإمبريالية

www.ahewar.org
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=253807

اما بخصوص جريدة الأخبار، فللأسف تكشف عورتها مجانا يوما بعد يوم. فقبل عام تقريباً احتضنت المطبع محمد بكري وأجرت معه لقاء طويلا ودافعت عنه رغم انه التلميذ المحب للمطبع إميل حبيبي.
ربما من حق القارىء علينا أن نقول له بوضوح بأن الإعلام المحسوب على المقاومة ليس شرطاً أن يكون مقاوِماً. ويبدو ان للكثير منه حساباته الخاصة وحتى ارتباطاته المزدوجة أي (مدوبل) وربما أكثر.
إن نشر الأخبار هذا التشويه لسوريا ولحزب البعث واتهامه بانه جلب سبع احتلالات لسوريا إنما هو تخندق في معسكر الوهابية وكل الثورة المضادة لا سيما بعد ما قاله ليزلي كلارك، ووزير دفاع فرنسا السابق، بل وما يقوله التاريخ بأن سوريا هدفا للإمبريالية الأمريكية منذ استقلال سوريا.
ليس المطلوب من هذه الصحيفة مديح القيادة والحزب في سوريا، ولكن على الأقل عدم خيانة سوريا بنشر أكاذيب العدو بل الأعداء. أما عن موقف الأخبار وفضائيات “المقاومة” من العراق، فحدث ولا حرج حيث تطعن القومية العربية عبر نسب كل كوارث الأمة لعراق البعث أي ما قبل الاحتلال!!!
باختصار، هذا الهجوم على سوريا يدفع للشك بأن هناك صفقات في اقل مخاطرها أنها مالية.
@@@@
التالية مقالة ثريا عاصي:
قرأت مقال صحيفة الأخبار، “سوريا على مائدة الذئاب” (إفتتاحية الآن الناطقة باسم حزب العمل الشيوعي في سوريا) ..
انا شخصياً لم أقرأ مقالاً لهذا الحزب قبل هذا التاريخ .. في المقال رؤية كاتبه للوضع في سورية كما يبدو له الآن في هذه الفترة .. طبعاً لم أفهم كيف أن “البعث جلب إلى سوريا سبعة إحتلالات”! هكذا بجملة كثيفة وموجزة، سبعة إحتلالات ؟!
من المعروف أن الولايات المتحدة الأميركية تشن على سورية منذ 2011 حرباً شعواء، بل كانت خطة هذه الحرب معدة منذ سنة 2000، وتحديداً في 2003 إثر زيارة كولن باول إلى سورية وإبلاغ قيادتها بالشروط الأميركية وأن السوريين مطالبين باستبدال سلوكهم بآخر توافق عليْه الولايات المتحدة .
وفعلاً أعلنت هذه الحرب، وتبين سريعاً أن ميزان القوى غير متكافئ، حيث تمكن المعتدون من التقدم والإنتشار بسهولة، ولكن هنا يجب أن نعترف للقيادة السورية، أو ما بقي منها، برباطة الجأش .
لست أدري ما إذا كانت هذه القيادة هي التي انتهجت سلوكاً “مشيناً” كما جاء في المقال الذي نحن بصدده، فاستنصرت بحلفاء سورية وأصدقائها، أم أن هؤلاء جاؤوا لأن مصالحهم تطلبت ذلك ؟!.. إذ ليس من شك في أن الحرب الأميركية على سورية تجري على أساس خطة تشمل مدى استراتيجي أوسع بكثير من الجغرافيا السوريّة ..
إذاً جاء الروس، بحسب كاتب المقال، وقلبوا ميزان القوى، ما جعل السلطات السورية تستعيد 60 % من التراب الوطني .. هناك تقديرات بأنها تسيطر على أكثر من هذه المساحة .. لكن هذا موضوع آخر .
لكن يبدو ان كاتب المقال جاء لكي يقنعنا، بأن التدخل الروسي أسخط الولايات المتحدة الأميركية، فردت على ذلك هي وحلفاؤها باحتلال أجزاء من سورية . أما الخطأ الروسي فقد كان، بحسب رأي الكاتب نفسه، في تعطيل سيرورة الحل السياسي وفي إفشال الجولات التفاوضية في جنيف، بقصد كسب الوقت، حتى إلحاق هزيمة عسكرية ماحقة في قوى المعارضة وهذا ما جعل الأميركيين يتدخلون مباشرة في الصراع ! (نسي صاحبنا أنه ذكر في مطلع المقال أن الحرب كانت على سورية بالوكالة .. ومعلوم أن الموكل هي الولايات المتحدة الأميركية) . مهما يكن فإن الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين، كانوا قريبين جداً منذ بداية الحرب من ساحة العمليات إلى حد أن السيناتور الأميركي جون ماكين نفسه دخل إلى سورية بصورة غير شرعية !
إلى أن نصل في هذا المقال إلى مسك الختام .. يقول الكاتب أن “المعارضة استعانت بالقوى الخارجيّة”، ونحن نقول أن القوى الخارجية استعانت بهذه “المعارضة” التي كانت في الحقيقة ورقة التين التي سترت بها الولايات المتحدة الأميركية عورتها فالذين قاتلوا الدولة السورية وقتلوا السوريين وهدموا البنية التحتية وأحرقوا المدن هم المرتزقة كما لا يُخفى على أحد، يتضح ذلك من أعدادهم وجنسياتهم المختلفة، ومن الإمكانيات الهائلة التي وضعت في تصرفهم سلاحاً وأموالاً وإعلاماً وتدريباً وإرشاداً .. بالإضافة طبعاً إلى القوات الخاصة من جيوش الثلاثي الغربي وإلى كتائب رجال دين الوهابية والسلفية و الإخوانية … بكلام آخر، يتبين إلى قارئ هذا المقال أن الكاتب كان في غيبوبة طوال السنوات الماضية منذ 2011، فغابت عنه حقائق وفضائح تكشفت خلال السنوات الماضية، وهي مثبته لا تقبل النقاش .
أما عن السلوك “المشين” الذي اتبعته القيادة السورية كما جاء في المقال، فإنه يثبت لي أن الكاتب يعتقد أن سورية ليس بلاداً، وإنما هي كوكب يدور في فلك لا يجاوره أو يرافقه فيه كوكب آخر . الرأي عندي كما لمحت أعلاه، أن “المعارضة السوريّة” لم تطلب مساعدة القوى الخارجية وإنما هذه القوى هي التي أمرت المعارضة واستخدمتها، في المقابل أنا لا أعتقد أن الروس والصينيين والإيرانيين واللبنانيين ذهبوا من أجل قتال اميركا والثلاثي الغربي في سورية حباً بالسوريين أو بدافع الحماسة القومية العربيّة، أو الأممية، إنما لأن مصالحهم تقتضي بأن تبقى الدولة السوريّة، حليفة لهم وليس تابعة للولايات المتحدة الأميركية مثل مملكة السعوديين أو إمارة خليجية .
وأخيراًلماذا تنشر صحيفة الأخبار هذا المقال الآن ؟! دون أن تعرف “حزب العمل الشيوعي في سوريا” من هم هؤلاء الشيوعيون السوريون الذين يرون الأمور تسير على رأسها ؟ هل في ذلك إشارة ضمنية إلى شيوعيين في العراق خاضوا الإنتخابات النيابية الأخيرة في البلاد المنكوبة تحت عباءة رجل الدين مقتدى الصدر ، الذي أفادتنا الأخبار منذ عدة أشهر أنه كان في زيارة ولي العهد السعودي الشاب، الذي تخوض بواسطته أميركا والثلاثي الغربي حرباً إبادية في اليمن والذي إعترف الأمير القطري بأنهما كانا شريكين في تمويل الحرب الأميركية على سورية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *