أقلام الوطن

حقبة ملوك الفضائيات وطوائف المرحلة!

د. عادل سماره

هذه رسالة لمن لا يفهم ما يقرأ أو يُلقَّم فينحو. 
يقول كونفوشيوس: إن رأس الحكمة أن نسمي الأشياء بأسمائها المناسبة.
“The beginning of all wisdom is to call things by their proper names.”
من فظائع الفيس بوك أن بوسع الكل نهش الكل ودون معرفة أو قصاص، الأمر الذي حوله في حالات عدة من “تواصل اجتماعي” إلى “تسافل جماعي” في بلادنا.
ما الفارق بين: شخص يقرأ ولا يفهم، وبين شخص يَقرأ له غيره كسيد عليه فيهرف بما لا يعرف؟ في الحالتين لا يفهم، ولكن اياً من الدرجتين أدنى؟
أما الأكثر وضاعة فهو من يأخذ ما كتبه هذا وذاك ويتبناه نباحاً هو وفحيحاً هي.
وفي الدرك الأسفل من يقبض لقاء ما يُزج في فمه.
كتبت نقداً لفضائية روجت ل د. يحيى غدار “أمين عام التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة” وهو أحد أخطر المطبعين والذي يدعو لدولة مع المستوطنين:
إقرأ باختصار:
” انه مشروع مستقبلي لكفاح مشترك نبني بواسطته مستقبلا يكون كما نصنعه نحن بأيدينا وعقولنا لمصلحتنا الجماعية المشتركة، انه تغيير جذري وليس اصلاح سطحي لبنية الصراع الموروثة عن القديم المهترىء فالحقائق الملموسة الراهنة على ارض فلسطين التاريخية تؤكد ان سكانها اليوم اصليين ومستوطنين يشكلون كلا واحد ا من حيث مصلحتهم في البقاء على قيد الحياة، ”
تجد في الرابط التالي نص الصرخة: كنعان النشرة الإلكترونية Kana’an – The e-Bulletin السنة السادسة عشر ◘ العدد 4185 ، 30 حزيران (يونيو) 2016
هل يوجد قارىء بالعربية لا يفهم هذا؟
بدورها تلك الفضائية فقد انتعلت إحداهن وقذفتني تلك بأني ” على طريق “عزمي بشارة” . ويبدو أن من ألقم هذه ما حول لسانها إلى أفعى لم يفهم أنني لم أزر اي موقع حكم عربي إطلاقا ولن أفعل حتى الشرفاء الذين “تنغنغ” عزمي بشارة في ربوعهم.
اقول هذا لأن “سلاح النقد لا يغني عن نقد السلاح- ماركس”
لا قيمة لهذا الفحيح، ولكن يبدو أن لدينا مشكلة حرب مع:
• ملوك الطوائف
• وملوك الفضائيات
هؤلاء ثنائي محرم نقده. هؤلاء كما أدواتهم لم ولن يدركوا بأن هناك نساء ورجال يحتقرون العروش والقروش والكروش ولا تبهرهم أضواء الشاشات. هذا يعني أن من يحترم نفسه لا يلهث وراء الظهور على الفضائيات لمجرد اللمعان. وللمقارنة، قبل فترة في نقدنا لفضائية تزعم انها مقاوِمة، كتب أحدهم رداً بأن امثالنا “اصحاب الجملة الثورية” طبعا لاهث هو ليظهر، بينما طلبت انا نفسي من كثيرين ومنهم الرفيقة صابرين دياب أن تتحدث لفضائية محترمة ورفضت.
يكون للنقد وحتى للتضاد معنى حين يقوم المنتقد بقراءة النص. أما أن يتكلم ويشتم دون أن يقرأ فهذا عيب . ثم يأتي ناعق لم يقرأ شيئا ويُثني على ذات الفحيح. خطورة هؤلاء أنهم براغي، وإن صغيرة، في مشروع عتاة الفضائيات ، مشروع تشويه للوعي وتحويله للتخارج لصالح هذا الطرف او ذاك.
هذا أعاد لذاكرتي ما يلي:
كنا ذات زمن احتلالي في سجن بيت ليد 1969 وكنا ننسق إضرابا عن الطعام من خلال المشي في ساحة المعتقل والحديث مع الغرف المحيطة بالساحة. كان الحارس يهودي من رومانيا :
قال: أني شمعتي (انا سمعت)
فقال له أحد الرفاق: “لكن ما فهمتي”.
ويبدو أن التي تم استخدامها لم تفهم ما قرأت، هذا إن قرأت، وهذه كارثة حين ترتكز عليها فضائية “تُنير” الجماهير!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *