من هنا و هناك

نحنُ القدس.. دمشق تحتضن مهرجاناً خطابياً دعماً لفلسطين‎

ضمن سلسلة فعاليات تنظمها مؤسسة القدس الدولية (سورية)؛ إحياء للذكرى 70 لنكبة فلسطين، ودعماً لمسيرات العودة الكبرى، ورفضاً لنقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة، أقامت المؤسسة في المركز الثقافي (أبو رمانة) مهرجاناً خطابياً، وذلك صباح الإثنين 14/5/2018م، بحضور الدكتور خلف المفتاح؛ المدير العام للمؤسسة، والدكتور مصطفى ميرو؛ رئيس اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني، والسيد نايف القانص؛ سفير اليمن، والسيد رياض حسون الطائي؛ القائم بأعمال السفارة العراقية بدمشق، والسيد جواد ترك آبادي؛ سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وممثلين عن السفارة الفلسطينية وجيش التحرير، والفصائل الفلسطينية، وعدد من النخب الفكرية والسياسية السورية والفلسطينية.

افتُتِحَت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت؛ إكراماً لأرواح شهداء الأمة، ثم تبعها النشيدان العربيان؛ السوري والفلسطيني، ثمّ استهل المهرجان بكلمة للجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني، ألقاها الدكتور غسان عثمان؛ الأمين العام لحزب العهد الوطني أكد فيها: “إننا اليوم أمام جريمة نكراء جديدة بحق الشعب الفلسطيني؛ الذي كافح وناضل من أجل استعادة حقوقه المشروعة، وقبلت بعض قياداته بالسلام، وراهنت -ومازالت تراهن- على أقل من حقوق هذا الشعب العظيم، ولم تجنِ من محاولاتها سوى هذا التنكر الأمريكي–الإسرائيلي والإمعان كل الإمعان في جريمتي الاحتلال والاغتصاب”.

وندد الدكتور عثمان بهذا القرار: “اليوم إذ تنفذ إدارة العنصري دونالد ترامب ما عجزت عن تنفيذه كثير من الإدارات الأميركية السابقة، نؤكد لكم أن هذه الوقاحة بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، لم تكن لتحدث لولا حال هذه الأمة منذ اندلاع الحرب على أقطارنا تحت مسمى الربيع العربي، والذي تكشّف أنه ربيع صهيون، وأن ما نشهده من تدمير وخراب إنّما هو إحدى أهم الأهداف التي قامت الحرب من أجلها”.

كلمة الفصائل الفلسطينية كانت للدكتور طلال ناجي؛ الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، مؤكداً على “أهمية التلاقي بين إيران والعراق وسورية ولبنان المقاومة وفلسطين الصامدة على قاعدة مقاومة الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية والرجعية العربية، وترسيخ ثقافة المقاومة والشهادة والفداء في مواجهة مخاطر المشروع الصهيوني، والانحياز الأمريكي السافر الجانب الكيان الصهيوني، والتأكيد على مركزية القضية”.

 وأضاف: “نحن اليوم أمام مؤامرة لاحتلال أبدي دائم ترسم خطواته الولايات المتحدة بالتعاون مع الكيان الصهيوني؛ لتفرضه على الفلسطينيين وعلى عموم المنطقة العربية، بالتعاون مع بعض الدول العربية التي تتواطأ مع المشروع الأمريكي بذرائع واهية بأن الكيان الصهيوني ليس عدواً، ولا يشكل أي خطر عليها، بل إن العدو هو إيران ومحور المقاومة!! فالقضية اليوم لا تقتصر على القدس، بل تتهدد مصيرنا جميعاً”.

وفي كلمة ختامية جامعة للدكتور خلف المفتاح؛ المدير العام للمؤسسة، أشار إلى “أن ما تعانيه أمتنا ودولنا وأوطاننا راهناً من كل أشكال العدوان والاستهتار وعدم احترام مشاعرنا، وانتهاك حقوقنا؛ هو لأنّنا أمّة مقسمة مجزأة متناحرة، وكأننا نسير عكس التاريخ، حيث دول العالم وعلى تناقضاتها تتوحد وتتكتل وتتشارك، فيما نحن العرب على قواسمنا المشتركة من تاريخ وثقافة وجغرافيا ومصير مشترك، نعيش حالة من الفرقة والتشرذم والتشظية والتناحر؛ ما يجعل من نقاط قوتنا الأساسية نقاط ضعف؛ يتسلل منها أعداؤنا في كل حين”.

ونوّه الدكتور المفتاح إلى “أن الولايات المتحدة الأميركية ما كان لها ولغيرها من دول العالم أن تتجرأ، وتتخذ قرار كهذا بشأن القدس؛ التي هي ضميرنا وشرفنا وناموسنا الأخلاقي والمعنوي وقبلتنا، لو أنها أدركت أو اعتقدت أنها ستواجَه بموقف عربي وإسلامي موحد، يلحق الضرر بمصالحها واسترتيجيتها في المنطقة؛ فالمنطقة العربية هي الخزان الروحي والنفطي للعالم، والرئة التي يتنفس بها الاقتصاد العالمي، ناهيك عن طبيعة جغرافيتها وأهميتها وتعداد سكانها وطاقاتها الاقتصادية؛ التي لو وُظّفت بشكل صحيح؛ لأصبحنا قطباً أساسياً وفاعلاً في المشهد الدولي المبتذل”.

أشاد الدكتور المفتاح بردود الفعل الشعبية “التي تعكس حيوية هذه الأمة وصلاحيتها، وعرّت إلى حد كبير الأنظمة العميلة؛ التي يتأكد يوماً بعد يوم ارتهانها للقوى الخارجية ودورانها في فلكها ما يعني أنّها معزولة شعبياً ولا تمتلك شريعة التمثيل الحقيقي”.

وفي ختام كلمته، توجه الدكتور المفتاح بالشكر والتحية لأبطال المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني؛ في مواجهة العدو الصهيوني، وللمقاومة الوطنية اللبنانية؛ في تصديها الشجاع للعدو الصهيوني، والإجلال لأبطال القوات المسلحة الباسلة؛ الجيش العربي السوري؛ الذي قدم التضحيات الكبرى؛ دفاعاً عن فلسطين وعن الأرض العربية المغتصبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *